عادي
في كلمة الإمارات أمام الجمعية العامة لـ «المكتب الدولي للمعارض»

ريم الهاشمي: أبواب «مدينة إكسبو دبي» ستظلّ مفتوحة

21:33 مساء
قراءة 4 دقائق
أحمد بن سعيد وريم الهاشمي والشيباني وهند مانع العتيبة خلال المشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس

دبي: «الخليج»

أكدت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لـ «إكسبو 2020 دبي» أنه على الرغم من إغلاق إكسبو 2020 دبي أبوابه، إلا أن أبواب مدينة إكسبو دبي ستظلّ مفتوحة.

وقالت على هامش الجلسة 170 للجمعية العامة لـ «المكتب الدولي للمعارض»: «في 27 نوفمبر 2013، وقفت أمامكم لتقديم ما كان آنذاك أهم خطاب في حياتي. وبينما أقف هنا اليوم بعد تسع سنوات لإلقاء كلمتي العاشرة والأخيرة أمام هذا الجمع الكريم، تبدو تلك اللحظة أقرب إليّ من أي وقت مضى. فما زلت أستحضر كل ما مررنا به منذ أن فازت دبي باستضافة هذا الحدث العالمي، وما زلت أذكر كل ما بنيناه معاً».

وأضافت: «عندما خطونا تلك الخطوات الأولى في رحلتنا، تعهدنا بتقديم ما يسهم بتغيير حياة أبنائنا وبناتنا نحو الأفضل. لم يكن الكثيرون ليتوقعوا تسارع الأحداث التي شهدها عالمنا وحجم المسؤوليّة التي كانت ستُلقى على عاتقنا حينما قطعنا ذلك العهد الصادق، فكان ذلك بمنزلة اختبار لقوة عزيمتنا والتزامنا بقضيّتنا ومسيرتنا».

علامة فارقة

وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى «إكسبو 2025 أوساكا» ونتمنى لليابان كل التوفيق في البناء على النجاح الذي حققته في أولمبياد طوكيو، فإننا نلتفت إلى الوراء معتزّين بالجهود المشتركة التي تكللت بإقامة هذا الحدث الدولي لأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا... وهو الحدث الدولي الثاني الذي أقيم في دولة نامية بعد شنغهاي... كان هذا الحدث علامة فارقة للمنطقة وشعوبها... حدثٌ رفع سقف الطموحات لما يمكن أن نحققه بالعمل معاً على حد تعبير ديميتري كيركنتزس.

كما قالت: «رحبنا بالعالم بروح الضيافة الإماراتية الحقيقية؛ في مجتمع يفتح ذراعيه لكل من يجيب دعوتنا. منح إكسبو دبي دول العالم فرصة المساهمة برؤاها الفريدة في حوار عالميّ مثمر عبر تسخير جناح مستقل لكل دولة وإيجاد منصة للتعاون الدولي، فكان بذلك منارة أضاءها زوارنا وشبابنا ونساؤنا وبناتنا وأصحاب الهمم والمبتكرون والمبدعون وقادة اليوم وروّاد الغد من أبنائنا».

واقع ملموس

وأشارت الهاشمي قائلة: «عبر أكثر من 35 ألف فعالية، وبمساعدة 30 ألف متطوع متفانٍ من 135 دولة، استطعنا أن نجعل الغاية من هذا الحدث العالمي واقعاً ملموساً بفضل المكتب الدولي للمعارض والأمين العام وفريقه... وهي غاية تمثّلت في إبراز التقدم البشري المستمر والاحتفاء به وتعزيزه. فما قدّمناه لم يقتصر على التقنية والإبداع والقدرات الصناعية والمكونات الثقافية، بل كان أسمى تجسيد لإمكانات الإنسان وما يجمعنا من تسامح وتعاطف».

«حققنا ذلك بعملنا معاً... في ظل جائحة عالمية، وفي أصعب الأوقات، أبرزنا أفضل ما في أنفسنا وشاركنا مع 24.1 مليون زائر قدموا إلينا وربع مليار زائر شاركونا هذه الرحلة عبر الإنترنت والعالم الافتراضي».

التعاون الدولي

وأضافت: «السيّدات والسّادة، كل ما تقدّم هو خير دليل على قيمة التعاون الدولي الحقيقي. لقد أظهر لنا إكسبو دبي في هذه اللحظة التاريخيّة عظمة التواصل والتعاون لخدمة السلام والازدهار والحفاظ على كوكب الأرض الذي يحتضننا. وقد تجلى ذلك في تصميم الموقع وبناء أجنحته جنباً إلى جنب وفي الفنون والعمارة والفعاليات وفي قولنا وفعلنا، وفي طريقة عملنا على إدارة شؤون مدينتنا، فالتزم كل منا بأفضل معايير الاستدامة والإدارة المسؤولة للموارد وسعى إلى إثرائها بكل جديد».

القضايا العالمية

وقالت: «لطالما كانت دبي، التي تضم 200 جنسية، وجهة رائدةً لمعالجة القضايا العالمية وتقديم وجهات نظر قيّمة ومتعدّدة. رحبنا في إكسبو بجميع الشعوب وشهدنا تطلّعهم إلى إحداث تغيير إيجابي، كما لمسنا رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من ذلك التغيير ورأينا حرصهم الفردي والجماعيّ على تحقيقه».

وأضافت: «لقد أثبتنا معاً قدرتنا على بناء عالم جديد أكثر استدامة وأمناً وصحة. وأقمنا مدينة مستدامة وأوجدنا مجتمعاً يتّسم بالابتكار والإبداع والذكاء والتسامح. لقد أنشانا مدينة ومجتمعاً يسعى لتحقيق الكرامة الإنسانية ويطمح إلى مزيدٍ من التقدم والازدهار، مجتمع بثقافة فريدة وروح مستقبليّة لم يكن إكسبو 2020 دبي سوى بدايتها».

«السيدات والسادة، هذا ليس الختام، بل بداية خُطىً راسخة نحو غدٍ أفضل. إذاً لا يمكن أن نوقف الحوارات الحيوية والأساسية التي أطلقناها طوال الوقت الذي قضيناه معاً. واليوم علينا تعزيز الروابط التي جمعتنا وتعزيز الأثر الذي أحدثناه والعمل بالفكر الإبداعي والمبتكر الذي أوجدناه. صحيح أن إكسبو 2020 دبي أغلق أبوابه، لكنّ أبواب مدينة إكسبو دبي ستظلّ مفتوحة».

وجهة العلم والتعليم

وقالت: «لقد أصبحت مدينة إكسبو دبي وجهة للعلم والتعليم، الأمر الذي سيجعلها مثالاً حيّاً للمناطق الحضريّة المبتكرة الحاضنة لجهود التعاون وتبادل المعرفة وصناعة المواهب المستقبلية. وستُسخَّر مزايا البنية التحتية الاستثنائية للمدينة في توليد القيمة الاقتصادية محليّاً وعالميّاً بصفتها مركزاً للتقنية النظيفة والخضراء. كما ستستند المدينة إلى الأسس التي قام عليها إكسبو الافتراضي وإلى وجودنا في عالم ميتافيرس، وسيجري اغتنام التطورات التكنولوجية الرائدة لإنشاء مساحة فريدة في عالم رقمي تتسع آفاقه يوماً بعد يوم».

«كما ستحافظ المدينة على التزامات المسؤولية البيئية المشتركة التي كانت بمثابة بوصلة أخلاقيّة في مرحلة التشييد وفي أثناء إقامة الحدث العالمي. وبذلك ستواصل المدينة رحلتها نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2030، في شهادة على السعي الدؤوب إلى تحقيق مبادرة بلادنا الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050. وبعد أن أصبحت وجهة لأكثر من 24 مليون زائر في الأشهر الماضية، ستبقى مدينة إكسبو دبي حيّاً حضريّاً، نبضه العمارة والثقافة والفنون ومقصداً لأفراد مسؤولين وفاعلين من مختلف مناحي الحياة».

أسلوب حياة جديد

وأضافت: «كما دعوناكم من قبل للانضمام إلينا لنصنع معاً عالماً جديداً، ندعوكم لتشاركونا الانتقال إلى أسلوب حياة جديد. وهي دعوة لبدء كتابة تاريخ تدوّنه الحكومات والشركات والمواطنون... ويسطر أحرفه الشركاء والمستثمرون والزوار... ويحييه أهلنا وأصدقاؤنا... تاريخ نتشارك فيه القصص والعبر... ونحقق فيه كلّ ما يُمكن... وكلّ ما يجب أن يكون».

واختتمت قائلة: «لنعمل - بحلول مئوية الإمارات بعد خمسين عام من الآن - على أن يُخلّد العالم هذه البداية وأن يشهد لنا بحسن صنيعنا في الأعوام القادمة. لطالما كانت هذه رؤية دبي والإمارات العربية المتحدة: أن نكون وجهة لتواصل العقول وصنع المستقبل.. فهذا أمسُنا ويومُنا وغدُنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"