عادي

«يوم الأب العالمي».. وفاء الأبناء للآباء

18:24 مساء
قراءة دقيقتين
يوم الاب العالمي

إعداد: راندا جرجس

«لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب»، بهذه الكلمات البسيطة يصف الكاردينال الفرنسي ريشيليو، المشاعر والأحاسيس التي يخفيها معظم الآباء في دواخلهم؛ حيث إن الرجل بطبيعته لا يستطيع إظهار كل ما يشعر به لأبنائه، وربما يخبئها تحت ستار حازم أو قاسٍ، ولكنها تُترجم بشكل تلقائي في تصرفاته وأفعاله واهتماماته، فهو الذي يلبي الاحتياجات دون ملل أو كلل أو تفكير أو مقابل ولو على حساب نفسه، وهو الذي يُعطي دونَ تفكير طوال حياته ولو على حساب نفسه وعمره وصحّة جسده وراحته.
ويعود تاريخ تقليد الاحتفال بيوم الأب، وفقاً للتقارير، إلى العصور الوسطى منذ 1508، في البلدان الكاثوليكية في أوروبا، عندما اجتمع المصلون لتكريم الأبوة والروابط الأبوية، وللتعبير عن الشكر والاعتراف بالجميل لجهودهم واستذكار مآثرهم، وتم الاحتفال بهذا الحدث باعتباره يوم القديس يوسف النجار في 19 مارس/ آذار من كل عام، وأصبح تقليداً موروثاً في أمريكا اللاتينية بعد دخول الغزاة الأسبان والبرتغاليين.
ويعود تخصيص يوم تكريم الأب في العصر الحديث إلى عام 1909، عندما استمعت المعلمة الأمريكية سونورا سمارت موعظة دينية في يوم الأم، وجاءتها الفكرة لتتويج جهود والدها مايكل جاكسون سمارت، الذي قام بمفرده بتربية أطفاله الستة، بعد أن توفيت زوجته في عام 1898، وأيّدت بعض مجموعة من الفئات هذه العريضة، واحتفلت مدينة سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة بأول «يوم أب عالمي» في 19 يونيو/حزيران عام 1910، وانتشرت هذه العادة فيما بعد بين العديد من دول العالم.
 
تواريخ متفرقة

يختص اليوم العالمي للأب بالاحتفال الاجتماعي للعرفان بالجميل، وتقدير مجهودات الآباء على التضحيات التي يقدمونها والتفاني تجاه أسرهم، وتحمّلهم مسؤولية تنشئة الأطفال وتربيتهم، ويُحتفل بهذه المناسبة في أيام مختلفة في أنحاء العالم، فبينما خصصت بعض الدول 21 يونيو/ حزيران للمناسبة، يحتفل محرك البحث «جوجل» بيوم الأب بشعاره الشهير مع صورة تعبيرية لوفاء الأبناء للآباء في أنحاء مُختلفة من العالم، ووفقاً للتواريخ يكون 5 يونيو/ حزيران في سويسرا وليتوانيا، و12 يونيو في النمسا، و17 يونيو في السلفادور وجواتيمالا، و18 يونيو في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وتحتفل دول أخرى ما عدا الغربية في 19 يونيو، و23 يونيو في بولندا ونيكاراغوا، و31 يوليو/ تموز في جمهورية الدومينيكان، وفي أستراليا البرازيل ولوكسمبورغ ونيوزيلاند يُحتفل به عادة في أول يوم أحد من شهر سبتمبر/ أيلول.
وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار الاحتفال بيوم الأب العالمي في البلاد العربية؛ حيث يقوم الكثير من رواد هذه المواقع بمشاركة شعار «عيد أب سعيد»، مع أدعية حفظ الأب والدعاء له بالصحة وطول العمر، أو بنشر صور تجمعهم مع آبائهم وكتابة العبارات الجميلة من القلب، والتي تحمل الكثير من المشاعر الدافئة والامتنان، كما شارك البعض مواقف وذكريات مع آبائهم الراحلين، مع عبارات الدعاء بالرحمة والمغفرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"