عادي

حاضرة في ذكرى وفاتها الـ21.. سعاد حسني روح أحبتها الكاميرا

17:26 مساء
قراءة دقيقتين
سعاد حسني
سعاد حسني
سعاد حسني

الشارقة: زكية كردي 
ما زالت «سندريلا الشاشة» سعاد حسني حاضرة في ذاكرة جمهور كبير أحبها، رغم وفاتها يوم 21 يونيو 2001، تلك الروح الطاغية التي أحبتها الكاميرا، كما يقول المخرجون، روح فراشة مشبعة بالألوان، كأنها خلقت من رحم الربيع، بضحكتها الرقراقة، وعيونها الشقية، والكحل الذي ما زال ملتصقاً بصورتها، مثل جنية صغيرة تأتي ببشارة الربيع كل عام، فمن يفصل ما بين فصل الشباب والجمال والحياة و«الدنيا ربيع والجو بديع»، بأداء ينتشل المتلقي من هذيان الأيام المزدحمة بالأعباء والأخبار العاجلة، ليعيدنا إلى عالمها الأنثوي الأخاذ، نتذكر أن ما زال في الحياة الكثير من الأشياء التي «تستحق الحياة» خارج حدود المشاغل اليومية، إذاً «قفل على كل المواضيع»، كما أوصت سندريلا الشاشة العربية، لتكون الحياة بكلمات صلاح جاهين وغناء السندريلا «لونها بمبي».

1

ما بين 1943 و2001 عاشت سعاد حسني حياة مفعمة بالإثارة، منذ اكتشف الشاعر عبدالرحمن الخميسي تلك الموهبة المتقدة وقرر إشراكها في مسرحية لشكسبير عام 1959، لتتوالى بعدها الأعمال السينمائية، ويبدأ حلم الفراشة بالتحليق بين شخصية وأخرى متنقلة بالعمل ما بين أكبر مخرجي السينما ومبدعيها ذلك الحين، مثل أكبر مخرجي السينما المصرية، منهم صلاح أبوسيف، وعز الدين ذوالفقار، يوسف شاهين، وحسن الإمام، وكمال الشيخ وآخرون، لتحفل السينما العربية بأفلام عريقة، من فيلم «حسن ونعيمة» أول أفلامها، إلى «الراعي والنساء» أخرها، ما زالت الذاكرة حافلة بالكثير من الأثر الجميل في وجدان محبي «زوزو»، وهو الاسم الذي التصق بالسندريلا بعد فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي يعتبر أشهر أفلامها على الإطلاق، حيث صار معجبوها يحبون مناداتها باسمها في الفيلم، إلا أن هذا النجاح لا يقلل أبداً من أهمية ونجاح الأفلام الأخرى مثل: مال ونساء، موعد في البرج، صغيرة على الحب، غروب وشروق، الزوجة الثانية، الناس والنيل، أين عقلي، على من نطلق الرصاص، وشفيقة ومتولي، الكرنك، أميرة حبي أنا، أهل القمة، وغريب في بيتي.

سعاد حسني

ولعل الحديث عن الحالة الجمالية التي تركتها صاحبة أغنية «يا واد يا تقيل» المسكونة بالشقاوة والدلع الجميل، تستدعي إلى الأذهان أيقونة أخرى في السياق ذاته، فما زالت السينما والأوساط الفنية في الغرب مسكونة بأيقونة مارلين مونرو التي لا تزال منبعاً للإلهام من مناحٍ عدة، سواء من كينونتها كحالة جمالية استثنائية وفريدة بحضورها والكاريزما التي ما زالت تخصها وحدها، أو بالحكايات والأسرار التي ارتبطت بحياتها والغموض الذي لف موتها المفجع والمفاجئ، والذي استثمرته جهات عدة، كما هو الحال في كلتا الحياتين، ولعل المؤلم في وفاة السندريلا هو مشهد السقوط بعد حياة كاملة من التحليق، من شرفة شقة في الدور السادس من مبني ستيوارت تاور في لندن في مثل هذا اليوم من عام 2001، وما زال الجدل مستمراً إلى يومنا هذا من يومها، إلا أنه لم يزد صورتها المحببة إلا حضوراً وألقاً في وجدان جمهور واسع أحبها وردد أغانيها وحفظ أفلامها، كما لم تمحو صورها خلال مرضها صورة الفراشة الجميلة التي بقيت تحتفظ بضحكتها الساحرة بعد مرور سنوات طويلة على التقاطها، وبعد مرور 21 عاماً على الرحيل. 

سعاد حسني
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"