عادي
أوصت بمراعاة المتغيرات الجديدة عند وضعها

ندوة مركز الخليج تناقش مخرجات مناهج العربية

00:20 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة: ليلى سعيد

أوصى المشاركون في ندوة «مناهج اللغة العربية.. المضامين والمخرجات والمتطلبات»، التي عقدها مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، صباح أمس الأحد، عبر تقنية «زوم»، بضرورة مراعاة المفاهيم والمتغيرات الجديدة عند وضع المناهج، ومراعاة الهوية والتوجهات، من أجل الوصول إلى منهج واضح يحقق الأهداف.

ناقشت الندوة التي شارك فيها نخبة من المتخصصين، وأدارها الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، ثلاثة محاور رئيسية: الأول حول «مناهج اللغة العربية.. رؤى وإشكاليات في الدرس والتدريس»، والثاني «مستويات الطلاب والخريجين في اللغة العربية.. الانطباعات والقياسات»، والمحور الثالث «متطلبات تطوير مناهج اللغة العربية والارتقاء بالأداء اللغوي».
وأكد الدكتور حمد اليحيائي، الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم بالإنابة في «وزارة التربية والتعليم»، أهمية تشكيل اللغة العربية في إطار متجانس، رغم اختلاف البيئات، مع الحفاظ على الخصوصية بما يتماشى مع السياق المجتمعي.
وأشار إلى أنه تم تعزيز المناهج بالنصوص المسموعة بشكل واسع، وكذلك تم إنتاج ما يزيد على 170 أغنية ذات مقاصد تربوية تعزز اللغة العربية لدى الطلاب، لتواجه الازدواجية التي يعيشها الطفل، ونبّه إلى دور ولي الأمر لضمان احتواء الأطفال لغوياً.
وأكد الدكتور خالد توكال، أستاذ اللغويات في جامعة الوصل، على أهمية تجديد الخطاب النحوي، وتبني النحو القائم على المهارات، وضرورة دراسة محاولات تيسير النحو المختلفة وانتقاء الصالح منها، واستثمار نتائج النظريات اللغوية الحديثة، وخاصة النظرية التداولية.
وأشار إلى ضرورة تدريس النحو من خلال النصوص المسموعة والمقروءة على حد سواء، مما يستلزم تطوير الأدوات التي تعين المدرس على عرض الدرس المسموع، وتنويع وسائل القياس ما بين كتابية وشفاهية.
ورأت الدكتورة هدى الطنيجي، أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمارات، أن الحديث عن اللغة العربية ينبغي ألّا يظل معزولاً عن المتغيرات الأخرى، ولابد من مراعاة نسبة حضور اللغة العربية في حياة الطالب؛ لذلك فإن تطوير المناهج مطلوب.
وأوصت الدكتورة شيخة عيسى العري، أستاذ مساعد بكلية التقنية العليا، بضرورة التركيز على الأداء اللغوي الوظيفي على أن يكون وظيفياً تواصلياً، والثبات في المناهج حتى تؤتي أكلها، واستثمار المنصات الذكية في النهوض بلغة الحوار والحديث، وتفعيل الدور الإعلامي في دعم وبناء اللغة وتنمية دوره في (التنمية اللغوية)، ومعالجة ازدواجية اللغة في حياة المتعلم وإنتاجه اللغوي.
ورأت د. بديعة الهاشمي، أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشارقة، تخصص الأدب والنقد الحديث، أن تعلم أي لغة يعتمد على المحاكاة التي يمكن تحقيقها من خلال الاستماع والحفظ، وأشارت إلى أن عملية تطوير المناهج بحاجة إلى دراسات مسبقة وخطط استراتيجية وتمهل وتريث عند التطبيق حتى تؤتي المناهج ثمارها، ومد جسور التعاون بين المراكز التربوية والمجامع اللغوية من جهة ووزارات التربية والتعليم من جهة أخرى، والتنسيق الدائم بين جميع الجهات وإدارات تطوير المناهج في الجامعات الخليجية للاستفادة فيما بينهم.
وأشارت علياء الشامسي، الخبيرة التربوية، إلى عدم توظيف اللغة من قبل الطلبة الخريجين في الواقع العملي والتفاعل مع الأنشطة التربوية، ووجود ضعف في مخرجات الطلبة.
ونوّهت أمل فرح، كاتبة أطفال ومستشار تربوي، بأنّ الدول المتقدمة لم تتطور إلا من خلال لغتها الأم، ولا بد من وضع استراتيجية لا تتحمل تنفيذها وزارة التربية والتعليم وحدها، وإنما تضافر جهود عدد من الوزارات.
«العربية» لغة حياة
رأى الدكتور علي عبد القادر الحمادي، أكاديمي وباحث وكاتب، أن المنهج عملية أوسع مما هو متعارف عليه، فاللغة العربية لغة حياة وكذلك مناهجها، ولفت إلى ضرورة التكثيف من الممارسة اللغوية. كما ينبغي أن يركز مضمون المنهج على وظيفية اللغة، ودورها التواصلي، وتكامل المهارات الأربع، فصعوبات اللغة العربية التي أظهرتها الملاحظة العلمية ووثقها تقرير المركز التربوي للغة العربية لا بد أن توضع أمام صناع المناهج.
عقّب د. أحمد الصادق بوغنبو، أخصائي تأليف مناهج اللغة العربية، بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات، أن المناهج كائن حي يقتات على أصالة الثقافة والهوية ومستجدات العصر التي يحياها المتعلم، فإن أغفل عن أحد منها يذبل وتذهب نضارته. وأن طرق التدريس تحتاج إلى تفعيل ومتابعة وحرص من أجل تحقيق أهداف المنهج تربوياً ومعرفياً ومهارياً. وأن المتعلم محور العملية التعليمية، فلا بد من جلب كل مقومات الإبداع والإمتاع للمنهج كما يحرص على ذلك فريق التأليف، وإصداره بطريقة تليق بالجهود المبذولة في إعداده وتطويره.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي أضحى مطلباً ملحاً في العملية التعليمية برمّتها، من التخطيط إلى المنهج إلى التنزيل والتنفيذ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"