عادي

ختام «المرشد الثقافي العربي» بـ 76 مشاركاً من 15 دولة عربية

19:49 مساء
قراءة 5 دقائق

اختتمت، مؤخراً، الورشة التدريبية العلمية الافتراضية لبرنامج «المرشد الثقافي العربي» الذي أطلقته الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفيرة الثقافة العربية في شهر إبريل الماضي، تحت شعار «بالماضي نعبر للمستقبل»، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وبمشاركة المنظمة العربية للمتاحف.

ويهدف البرنامج إلى رفع مستوى الإيجابية لدى الشباب العربي، وإعداد مرشد ثقافي نوعي من خلال تأهيله وإكسابه خبرات ومؤهلات متكاملة ومواكبة لحاجات مرتادي المتاحف والمواقع الثقافية والتاريخية، ومتماشية مع مقاييس الإرشاد الثقافي العالمية، باعتبار أن السياحة الثقافية تعد رافداً مهماً من روافد السياحة والاقتصاد.

شارك في الورشة 76 مشاركاً من المرشدين الثقافيين ومسؤولي المتاحف بالدول العربية يمثلون 15 دولة عربية من الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والبحرين والعراق واليمن وفلسطين ومصر والسودان وسوريا والأردن والمغرب وتونس والجزائر وليبيا.

وتهدف الورشة التدريبية إلى صقل مهارات المرشدين الثقافيين في الوطن العربي، وتأهيلهم إلى المراحل الانتقالية المستقبلية في الإرشاد المتحفي ومدهم بأحدث الأساليب والمناهج في جذب العائلات والأطفال إلى المتاحف.

واستهلت الورشة بكلمات تحفيزية وداعمة لهذا المشروع الثقافي العربي المشترك من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة العربية للمتاحف والسفارة الثقافية للألكسو.

قدمت الجلسة الأولى لمياء الفارسي، الباحثة في علوم الآثار بالمتحف الوطني بباردو تونس بعنوان «مهارات الإرشاد المتحفي»، وقدمت الجلسة الثانية تحت عنوان «الأطفال والعائلة في المتاحف» سارة زهران، مشرفة البرنامج التعليمي بالمتحف الفلسطيني والباحثة الميدانية في جامعة بير زيت، وقدم د.عبدالرحمن عثمان، دكتوراه الفلسفة في الدراسات التراثية والمتحفية بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وعضو مجلس إدارة المنظمة العربية للمتاحف الجلسة الثالثة بعنوان: «الزيارات التفاعلية للمتاحف: توجيهات عملية».

واختتمت الورشة التي تواصلت على مدى 7 ساعات بالجلسة التفاعلية الرابعة، تم خلالها تلقي المشاركات العملية في مسابقة برنامج المرشد الثقافي للأفكار والمشاريع المستدامة من خلال شرح الرؤية والأهداف وآلية التنفيذ والخط الزمني للتنفيذ، وتهدف هذه المشاريع والدراسات المقدمة إلى تحسين علاقة الجمهور وخاصة من فئة الشباب والعائلات بالمتاحف.

يذكر أن هذه الأفكار والمشاريع المقترحة ستدخل ضمن المنافسة على جائزة أفضل المشاريع المستدامة في الإرشاد المتحفي واستقطاب الشباب والعائلات لزيارة المتاحف.

نشاطات تفاعلية

في إطار مسابقة برنامج المرشد الثقافي، نظمت نشاطات تفاعلية ميدانية رسمية لتسع دول عربية، وهي: (الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، اليمن، فلسطين، تونس، الجزائر، المغرب، قطر)؛ حيث شاركت في مسابقة المرشد الثقافي المخصصة لأفضل النشاطات والبرامج الميدانية النوعية بين شهري إبريل ويونيو 2022 والتي تهدف إلى تحفيز الجمهور على زيارة المتاحف والمواقع والمعالم الأثرية، واعتبار هذه الفضاءات صديقة للعائلة وتمثل عنصر جذب لممارسة نشاطات عائلية واجتماعية داخلها.

وتنوعت المشاركات المقدمة ما بين الرحلات المدرسية والورشات الموجهة للأطفال واليافعين والمحاضرات والعروض الفنية والأفلام والمسابقات.

وقال د.فتحي الجراي خبير بإدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو): «هذا البرنامج الرائد الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة الثقافة العربية، برنامج المرشد الثقافي قد يبدو في ظاهره كأي نشاط ثقافي آخر، لكنه غير ذلك تماماً؛ إذ يتعلق الأمر برؤية مختلفة نهدف من خلالها إلى بعث رسائل حضارية عميقة ونطمح من ورائها دفع الشباب العربي إلى التصالح مع تراثه وتنمية الوعي ورفع الإيجابية لديه، إنه موعد ثقافي عربي يتأسس تدريجياً، وبدأ التفاعل يتزايد من طرف المهتمين بهذا المجال من كل البلدان العربية وكأنهم كانوا ينتظرون ذلك منذ أمد طويل».

وأضاف: «بمرور الوقت ضُبطت فعاليات البرنامج وأعدت لائحة القائمين عليه والمشاركين فيه، وضُبطت مختلف مواعيده الرئيسية وبدأت وسائل الإعلام تهتم به، وتواترت الأسئلة والاستفسارات عليه، وبدأت البرامج والأنشطة تتوافد من المشاركين فيه».

وقال د.عبدالرحمن عثمان أستاذ الفلسفة في الدراسات التراثية والمتحفية بجامعة حلوان عضو مجلس إدارة المنظمة العربية للمتاحف: «جاءت مشاركتي في إطار برنامج المرشد الثقافي من خلال تقديم ورشة تدريبية افتراضية لمجموعة مختارة بعناية من المرشدين المتحفيين والأدلاء الثقافيين والسياحيين وتقييم هذه المشاركات التي تدخل في إطار مسابقة ثقافية بحثية».

وأضاف: «لا شك أن المتاحف العربية والتي يتجاوز عددها حتى الآن الألف متحف شهدت تطوراً مذهلاً في الفترة الأخيرة وشهد القاصي والداني عظم وأهمية هذه المتاحف بالنسبة للتراث الإنساني العالمي، ولا شك أن بعض المتاحف قد تعاني بعض التحديات التي تواجه عملية الإرشاد المتحفي وهي عملية بالطبع ديناميكية تعتمد على مرسل ومستقبل ورسالة تتوافق مع سياسة المتحف وقد يعاني بعض المتحفيين العرب من بعض التحديات التي تعانيها تلك المتاحف يومياً».

وتابع: «في إطار هذه الفعالية، سوف أقدم بعض التجارب العملية التي قام بها كثير من المتاحف العربية مسترشدين ببعض الممارسات العملية التي أطلقها المجلس الدولي للمتاحف والتحالف الأمريكي للمتاحف حول كيفية إجراء جولات إرشادية ناجحة داخل البيئة المتحفية، ولا شك أن المجلس الدولي للمتاحف في عام 2007 حينما أطلق تعريف المتحف الذي نستعمله حتى الآن، باعتبار أن المتاحف هي مؤسسات دائمة غير هادفة للربح من أجل خدمة المجتمع وتطويره، مفتوحة للعامة، ومسؤولة عن اقتناء القطع المتحفية وصيانتها وحفظها والبحث فيها والتواصل مع مجتمعاتها الإنسانية، إضافة إلى عرض نواتج التراث الإنساني المادي وغير المادي، وذلك لأغراض التعليم والدراسة والترفيه».

واستدرك: «إلا أن التعريف المقترح الذي سيتم التصويت عليه في أغسطس المقبل سوف يضم مصطلحاً جديداً للتعريف القديم وهو التفسير، ولا شك أن عملية التفسير هي الدعامة التي يقوم عليها والمهمة الرئيسية للمرشد المتحفي داخل المتحف؛ إذ أدرك المركز الدولي للمتاحف أن عملية التفسير هي عملية ديناميكية مهمة جداً لكي يتم استعراض وتوصيل رسالة هذا المتحف ومن هذا المنطلق تشرفت بتقديم جلسة بعنوان «المرشد الثقافي الرقمي نحو إجراء جولات متحفية عن بعد تجارب عملية»؛ حيث تم استعراض بعض النقاط الأساسية من خلال هذه الورشة منها التركيز على أي دور للتكنولوجيا الرقمية في دعم وسد الفجوات التي تعانيها عملية الإرشاد المتحفي داخل المتاحف.

وأضاف: «استعرضت أشكال الإرشاد المتحفي هل هي الأشكال التي تقتصر على الأشكال التقليدية أم تقتصر على أشكال متنوعة تسهم التكنولوجيا الرقمية فيها؟ ما العوائق التي تواجه المرشد المتحفي وتواجه المؤسسة المتحفية خلال عملية الإرشاد، واستعرضت بعض التجارب العربية الناجحة والتي تم خلالها معالجة بعض التحديات وسد بعض الفجوات، كما قمت بتقديم كبسولة إرشادية تفيد المرشد المتحفي خلال إجراء تلك الجولات سواء كان بشكل تقليدي أو رقمي من خلال منصات الاجتماعات الافتراضية أو الاتصال عن طريق الفيديو».

واختتمت الورشة ببعض الأفكار والتوصيات التي ستساعد المتدربين على إطلاق مشروع عربي ولأول مرة تشارك فيه المتاحف العربية بالتعاون مع منظمة ثقافية حول تدشين منصة عربية لدمج المتاحف العربية بالمؤسسات التعليمية وسوف يتم تقديم خطوات عملية تم إثبات فاعليتها ونجاحها من خلال بعض الدراسات وبعض الأبحاث التي تم تقديمها من قبل في بعض المؤتمرات آملين في نهاية هذا البرنامج أن يستفيد كافة المرشدين العرب من بعض التجارب التي تم تنفيذها أو بعض الأفكار التي أطلقتها المنظمة العربية للمتاحف أو المجلس الدولي للمتاحف أو التحالف الدولي للمتاحف، بغية أن نصل إلى تنفيذ المعايير الصحيحة والسليمة الخاصة بعملية الإرشاد المتحفي، وتوجه بالشكر للقائمين على هذا البرنامج والداعمين له.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"