عادي

دارين سلّام: «فرحة» رسالة إنسانية.. والإخراج شغفي

23:15 مساء
قراءة 4 دقائق

بيروت: هناء توبي

عشقت المخرجة والكاتبة الأردنية دارين سلّام الكاميرا والمؤثرات البصرية منذ صغرها، ووجّهها عشقها للصورة صوب الدراسات السينمائية ثم احترافها كتابة وإخراجاً.. قدّمت دارين مجموعة من الأفلام القصيرة وحازت جميعها جوائز من ضمنها «الظلام في الخارج»، و«أهلاً سمسم» و«الببغاء» و«لا زلت حياً»، وغيرها من الأعمال والإنتاجات. وإضافة إلى أنها عضوة مؤسسة وشريكة إدارية في شركة «صندوق الحكايا الأردنية»، فهي عضوة في لجان تحكيم سينمائية إقليمية ودولية. وفي عام 2021 قدّمت دارين فيلمها الروائي الطويل الأول الذي يحمل عنوان «فرحة» والذي افتتح عالمياً ضمن مهرجان «تورنتو» السينمائي الدولي، واختير للمشاركة في مهرجانات سينمائية حول العالم، وكان لنا هذا اللقاء مع مخرجته..

* كيف تسردين لنا قصة فيلمك «فرحة؟»

- فرحة اسم بطلة العمل وهي فتاة تبلغ 14ربيعاً، وتعيش في قرية صغيرة في فلسطين في عام 1948 تاريخ النكبة. السائد في ذلك الحين هو تزويج فتيات القرية في سن مبكرة، لكن فرحة تحلم بمواصلة تعليمها في المدينة مثل رفيقتها فريدة، وبعد أخذ ورد بينها وبين والدها يقتنع الأخير بإرسالها للمدينة، لكن يتم اجتياح قريتهم ويقوم والدها من شدة خوفه عليها بإخفائها في غرفة صغيرة لتخزين الطعام بجوار المنزل ويعدها بالعودة، لكنه لا يعود وتصبح فرحة سجينة هذه الغرفة الضيقة والمظلمة، تواصلها الوحيد مع العالم الخارجي يقتصر على ثقب صغير في الجدار وبعض الشقوق في الباب الخشبي، وتشهد الكثير من الأحداث في هذه الغرفة، وتعيش رحلة تحوّل، مجبرة على النضج وترك طفولتها وراءها.

* يبدو أن الشخصية الرئيسية لامستكِ أكثر من غيرها من شخصيات العمل؟

- صحيح. كما أنها تشبهني، وقد لامستني قصتها بعمق، وأحببت طموحها وحبها للتعلم وقوّتها وتحديها للموروثات في قريتها وأحلامها.

* ما الذي يميز «فرحة» عن غيره من الأعمال؟

- «فرحة» يحاكي النكبة بطريقة مغايرة للمألوف؛ كونه إنسانياً وعاطفياً وشاعرياً يغوص في قصة فردية ليحكي قصة وجع إنساني وأحلام مسروقة، وطفولة مبتورة، وحالة من القهر تحدث في أي زمان ومكان.

* احترفتِ الكتابة والإحراج معاً، فأيهما أهم بالنسبة إليك؟

- اكتشفت نفسي خلال مسيرتي، فأنا أحب التصوير منذ صغري، والمؤثرات البصرية أهم من الحوارية في نظري؛ لذا أعتبر نفسي مخرجة أولاً، وشغوفة بالإخراج، وقد كتبت أعمالي لتكون كما أريدها، ليس لديّ هاجس الكتابة لغيري، لكن لدي هاجس العمل الفني المكتمل وشغوفة بسينما المؤلف، أحبها، احترفها، وأتابع اللقطات والمشهدية البصرية لأن تأثيرها عميق.

* وماذا عن اختيار الممثلين وإدارتهم؟

- التمثيل مهم جداً لذا أنتقي الممثلين بدراية وأعمل على تدريبهم وعندما اختار شخصيات تمثيلية غير احترافية، فإنني أشعر بأنني أمام مادة خام أطوف معها وأشكلها وفق ما يخدم العمل.

* هل أنت قاسية أم ليّنة مع أبطالك؟

- تربطني علاقة خاصة مع الذين اختارهم وأتعامل معهم، تجمعنا الألفة والمحبة وعندما أشعر بأنهم متعبون من التصوير فإنني أطلب من الشركة المنتجة منحهم الراحة ليوم لاستكمال التصوير بعد ذلك، من المهم أن يكون الممثل مرتاحاً حتى يحقق المخرج رؤيته للعمل.

السينما العربية

* كيف ترين السينما العربية اليوم؟

- الإنتاجات السينمائية العربية جيدة لجهة النوعية، ولأجل ذلك تأخذ حصتها ونصيبها من المشاهدة العالمية ومن الجوائز أيضاً، لكن كميتها ما زالت قليلة.

* هل تحفّزك الجوائز التي تحصدينها للاستمرار؟

- الجوائز محفز قوي جداً بالنسبة لي، أنا حساسة وأتأثر كثيراً برأي المختصين وأعضاء لجان التحكيم، ولكن في الوقت ذاته إذا لم أحصد جوائز لا أصاب بالإحباط.

* هل لديك هاجس الحديث عن قضايا المرأة؟

- دائما أقول إنه لا يمكنني أن أقدّم أي قصة دون أن أشعر بحاجة للحديث عنها، أعمالي نابعة من حاجتي لتسليط الضوء على قصص تلامسني وتحاكي الناس، ومن بينها قصص النساء، وتستفزني القضايا المعلقة بحياة المرأة العربية.

* كامرأة مخرجة، هل عانيت التمييز بين الإناث والذكور في مجال عملك؟

- لا أميل إلى التفكير بهذه الطريقة، أعمل وأجتهد ولديّ شركة إنتاج، أطرح أفكاري، أُخرِج وأنتج، وللأمانة أقول إنني لم أتعامل مع أحد بصفتي الأنثوية، لكن ضمنياً أعرف أن التمييز موجود.

الأعمال التي قدّمتها حتى الآن، كانت إنسانية واجتماعية وعاطفية، هل تفكّرين في خوض غمار القصص التاريخية أو السيرة الذاتية؟

- أدرس حالياً مشروع تقديم عمل سينمائي ينتمي إلى السيرة الذاتية، ولكن أريده أن يكون متحرراً من التفاصيل، أنا متمردة فنياً وأكره القوالب وأحب التغيير والإضافات، لذا سأكون أمام صيغة جديدة بحيث أستوحي من شخصية ما، وأقدّمها كرواية وليس كتوثيق.

* لماذا تفضلين الروائي على التوثيقي؟

- لأن الروائي فيه إحساس وخيال واستنباط ويجذبني بسمائه المفتوحة.

* هل تفكرين في خوض غمار التمثيل؟

أحب أن أمثِّل مع مخرج أو مخرجة تأسرني تجربته الإخراجية، هذا موضوع حساس بالنسبة لي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"