عادي

صير بو نعير.. الملاذ الآمن لنوادر الكائنات

22:42 مساء
قراءة دقيقتين

تعتبر جزيرة صير بو نعير المعلنة محمية طبيعية، الملاذ الآمن لنوادر الكائنات بموجب مرسوم أميري، من أهم مواطن تكاثر سلاحف «منقار الصقر» المهددة بالانقراض ضمن قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

ويصل عدد أعشاش السلاحف إلى أكثر من 300 عش منتشر على 27 شاطئاً رملياً في الجزيرة التابعة لإمارة الشارقة، وتبعد عن سواحلها مسافة 110 كيلومترات شمالاً. في تلك الجزيرة الساحرة الممتدة على مسافة 13 كم مربع تشاطر طيور النورس الأسخم (أبو صنين) وطيور الخرشنة الكائنات الأخرى استعمار شواطئها لتصنع في تربتها الحمراء آلاف الأعشاش وهي مطمئنة لاختيارها الملاذ الآمن الذي وُضعت له قوانين صارمة لحماية الكائنات الحية الموجودة فيها.

وتزخر الجزيرة بالعديد من السلاحف البحرية الخضراء النادرة، والغزلان والقنافذ والزواحف لتشكل محميتهم المتكاملة دون عبث بشري بطبيعتها، حيث سجلت الجزيرة اكتشاف وجود سمك المعطف الأحمر والذي لم يسبق اكتشافه في مياه الخليج من قبل.

ذاكرة

ارتبطت جزيرة صير بو نعير بالذاكرة الشارقية لما تحفظه سجلاتها من الأحداث المهمة ذات القيمة التاريخية، ففيها أنشأ البريطانيون في فترة وجودهم بالمنطقة أول سكة حديد في الإمارات التي بقي منها بعض القطع الموجودة بجانب الشاطئ تحت سطح البحر.

ومن الشواهد التاريخية التي تحتفظ بها الجزيرة «بئر» تميزت بعذوبة مياهها التي تحكي الروايات عن قدرتها في شفاء الأمراض.

وعثر في الجزيرة على أوانٍ فخارية يعود بعضها إلى العصر الحديدي أي إلى نحو 3500 عام مضت، في حين يعود بعضها الآخر إلى 1500 عام، ما يؤكد استمرار النشاط البحري للجزيرة خلال 35 قرناً.

وتوجد في الجزيرة أيضاً مقبرة تضم رفات عدد من الغواصين ومناجم التعدين التي تمثل مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ تطور الشعوب القاطنة على ضفاف الخليج العربي.

وتبدو الجزيرة الحمراء بتضاريسها وتمازج ألوان تربتها بوهجها الوردي مثل كوكب المريخ، حيث تُشير معلوماتها إلى أنها غنية بالمعادن، بما فيها الكبريت وأكسيد الحديد، لذلك تلونت تربتها بالأحمر، واستخدمت السكة الحديدية في الماضي لنقل المعادن إلى السفن لتصديرها إلى الخارج، وخصصت لاستخراجها مناجم بقيت موجودة حتى اليوم على شكل كهوف.

شواطيء رملية

تتميز الجزيرة بشواطئها الرملية وصفاء مياهها ومحيطها الغني بالحياة المرجانية والسمكية التي تضم أكثر من 76 نوعاً من الأسماك و40 نوعاً من الشعاب المرجانية.

جزيرة صير بو نعير التي وصفها الشعراء ب«الدمعة التي سقطت في مياه الخليج»، تمتزج بها معاني البحر بالطبيعة البيئية النادرة، لتروي قصة علاقة أبناء الشارقة الحميمية بالبحر التي لطالما شكلت لهم مسرحاً للعمل والرزق والمغامرة في الوقت الذي كانت فيه الملجأ الآمن للسفن التي تواجه أعاصير البحر، وكانت مقراً للغواصين والباحثين عن اللؤلؤ.

وتمتاز المحمية بأهميتها الدولية، إذ أدرجت في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة (رامسار) لما تتمتع به من صفات ومكونات غنية وزاخرة، وكذلك ضمن قائمة اليونيسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي وقبولها أيضاً في مذكرة تفاهم حول حماية وإدارة السلاحف البحرية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"