أمريكا والإطار الاقتصادي لمنطقتي المحيطين

22:06 مساء
قراءة 3 دقائق

د. عبدالعظيم حنفي *

تدرك إدارة بايدن أن الكثير من تاريخ القرن الحادي والعشرين سوف يكتب في آسيا. وأن هذه المنطقة سوف تشهد أكبر نمو اقتصادي تحولي على وجه الكرة الأرضية وسوف تصبح معظم مدنها مراكز عالمية للتجارة والثقافة، وتمثل الصين تحدياً استراتيجياً للولايات المتحدة في آسيا بعد ان أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم و أكبر اقتصاد في آسيا وأكبر شريك تجاري لآسيان. ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين اليوم أكثر من خمسة أضعاف ذلك الخاص بدول آسيان مجتمعة. كما أنها تنفق أكثر بخمس مرات على الدفاع. وقد أعلن الرئيس باراك أوباما استراتيجية الدوران تجاه آسيا التي عبرت عن مجموعة من الأهداف الرئيسية الشاملة: استدامة وتقوية القيادة الأميركية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، تحسين الأمن، رفع مستوى الازدهار.
وما تعلنه إدارة الرئيس جو بايدن من أن التحدي الطويل الأمد يبقى هو الصين. باعتبار أن طموح الصين بنهاية المطاف هو أن تصبح القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية الرائدة، ليس في المنطقة فحسب، لكن أيضاً في العالم.
ويأتي إطلاق الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كحجر زاوية من خمسة أركان تحويها استراتيجية المحيط الهندي والمحيط الهادئ للولايات المتحدة.
1- منطقة حرة ومفتوحة: منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي مركز حيوية العالم وموطن لأكثر من نصف سكان العالم، وتحقيق التنمية المستقرة والذاتية للمنطقة هو أمر لا غنى عنه في تحقيق الاستقرار والازدهار العالمي، والهدف من رؤية «منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة» تعزيز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية الحرة والنشطة في جميع أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتحقيق الازدهار في المنطقة بأكملها. والعمل مع الشركاء والحلفاء للدفاع عن النظام القائم على القواعد التي تم بناؤها على مدى عقود لضمان بقاء المنطقة مفتوحة ومن السهل الوصول إليها.
هناك الكثير من القلق، من شمال شرقي آسيا إلى جنوب شرقي آسيا، ومن نهر ميكونغ إلى جزر المحيط الهادئ، بشأن ما تسميه الإدارة الامريكية «تصرفات بكين العدوانية»، بدعوى أن البحار المفتوحة هي ملكها، ما يؤدي إلى تشويه الأسواق المفتوحة من خلال الإعانات المقدمة لشركاتها التي تديرها الدولة، ما يمنع صفقات الصادرات أو الغائها للبلدان التي لا تتفق مع سياستها.
2- منطقة مترابطة ومتواصلة: ترى الاستراتيجية الأمريكية أنه لا يمكن تحقيق منطقة المحيط الهندي والهادئ حرة ومفتوحة إلا عبر بناء قدرة جماعية لعصر جديد. مع تكييف التحالفات والمنظمات وكذلك القواعد التي ساعدت الولايات المتحدة وشركاءها في بنائها. مع بناء القدرة الجماعية داخل المنطقة وخارجها.
دعم نهوض الهند المستمر وقياداتها الإقليمية. الشراكة لبناء القدرة على التكيف في جزر المحيط الهادئ. إقامة اتصالات بين منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ ومنطقة الأورو-أطلسي. حيث ستعمل واشنطن على ربط علاقاتها في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بنظام لا مثيل له من التحالفات والشراكات خارج المنطقة، ولاسيما في أوروبا. وأصدر الاتحاد الأوروبي مؤخراً استراتيجية المحيط الهندي والمحيط الهادئ التي تتوافق على نحو وثيق مع الرؤية الأمريكية الخاصة.
3- إطار عمل اقتصادي لمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ (IPEF): إن ازدهار الأمريكيين العاديين مرتبط بمنطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ. وتتطلب هذه الحقيقة استثمارات لتشجيع الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية وإيجاد وظائف جيدة الأجر وكذلك إعادة بناء سلاسل التوريد وتوسيع الفرص الاقتصادية لأسر الطبقة المتوسطة.
4- منطقة آمنة: حافظت الولايات المتحدة لمدة 75 سنة على وجود دفاعي قوي ومنسق وثابت وكذلك ضروري لدعم السلام الإقليمي، والأمن، والاستقرار، والازدهار.
5- منطقة قابلة للتكيف: المساعدة في بناء منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ بحيث تكون أكثر مرونة.
* أكاديمي مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"