عادي

السياحة الفضائية والمناخ

21:38 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

درس باحثون من كلية لندن الجامعية وجامعة كامبريدج البريطانية ومعهد ماساتشوستس الأمريكي للتكنولوجيا باستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد، تأثير إطلاق الصواريخ المعاد استخدامها، على المناخ وسيناريوهات السياحة الفضائية، لا سيما بعد دخول أقطاب المليارات السباق الفضائي.

ووجد الفريق أن جزيئات الكربون الأسود (السخام) المنبعثة من الصواريخ أكثر تأثيراً بنحو 500 مرة على الحرارة في الغلاف الجوي، مقارنة بجميع مصادر السخام الأخرى مجتمعة، مما يؤدي إلى التغير السلبي السريع في تأثير المناخ.

وكشفت الدراسة أن الخسارة الحالية في طبقة الأوزون بسبب الصواريخ الصغيرة تهدّد بنضوب طبقة الأوزون الستراتوسفيرية العليا في القطب الشمالي في الربيع. ويرجع ذلك إلى أن الملوثات الناتجة عن صواريخ الوقود الصلب وتسخين المركبات الفضائية العائدة والحطام مرة أخرى ضارة بشكل خاص بأوزون الستراتوسفير.

قال د. إيلوسي ماريس، المؤلف المشارك للدراسة من جامعة كلية لندن الجامعية: «تقارن عمليات إطلاق الصواريخ بغازات الاحتباس الحراري مع انبعاثات ملوثات الهواء من صناعة الطائرات، ونؤكد في بحثنا أن المقارنة غير دقيقة 100%؛ لأن جزيئات السخام الناتجة عن إطلاق الصواريخ لها تأثير مناخيّ أكبر بكثير من تأثير الطائرات وغيرها من المصادر المرتبطة بالأرض. وكل ما نحتاج إليه الآن هو مناقشة بين العلماء والمسؤولين لتقديم أفضل استراتيجية لتنظيم هذه الصناعة سريعة النمو».

وجمع الباحثون معلومات عن المواد الكيميائية من جميع عمليات إطلاق الصواريخ البالغ عددها 103 مرات في 2019 من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى بيانات حول إعادة دخول الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام والقمامة الفضائية، مع استخدام العروض الأخيرة التي قدمتها شركات الفضاء السياحية التابعة لرجال الأعمال، مثل «فيرجن جالاكتيك»، و«بلو أوريجين»، و«سبيس إكس».

ودمجت هذه البيانات في نموذج كيمياء بالغلاف الجوي ثلاثي الأبعاد لاستكشاف التأثير على المناخ وطبقة الأوزون.

وأظهر الفريق أن الاحترار الناتج عن السخام هو 3.9 ميجاواط خلال العقدين الماضيين، وتضاعف إلى 7.9 ميجاواط بعد ثلاث سنوات من الانبعاثات الإضافية لإطلاق السياحة الفضائية، بسبب استخدام الكيروسين بواسطة «سبيس إكس»، والوقود المطاطي الصناعي الهجين بواسطة «فيرجن جالاكتيك».

وقال الباحثون، إن هذا مثير للقلق بشكل خاص؛ لأن جزيئات السخام تحقن مباشرة في الغلاف الجوي العلوي.

ووجد الفريق أنه في ظل سيناريو إطلاق صواريخ سياحة فضائية يومياً أو أسبوعياً، فإن التأثير على طبقة الأوزون بالستراتوسفير يهدد بتقويض نتائج مؤتمر مونتريال، الذي دعا عام 1987 إلى الحفاظ على الفضاء من تغير المناخ.

«واتس آب وذ ذات»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"