عادي

كواليس واعترافات مثيرة في أولى جلسات محاكمة قاتل نيرة أشرف

18:05 مساء
قراءة 6 دقائق
(أ.ف.ب)

القاهرة:«الخليج»
بعد قرار الإحالة، الذي يعد الأسرع في تاريخ القضاء المصري، إذ جاء بعد 48 ساعة فقط من وقوع الجريمة، ووسط ترقب جماهيري كبير ومطالبات بتوقيع أقصى العقوبات، نظرت محكمة جنايات المنصورة، الأحد، أولى جلسات محاكمة الطالب، محمد عادل، بالقضية، التي تشغل الرأي العام المصري والعربي، لاتهامه بقتل زميلته الطالبة نيرة أشرف، عمداً مع سبق الإصرار والترصد.
وقررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى لجلسة الثلاثاء، مع حظر النشر في وسائل النشر المسموعة والمرئية، عدا جلسة النطق بالحكم.
ووصل المتهم محمد عادل إلى محكمة جنايات المنصورة، وتم إيداعه قفص الاتهام، وسط تشديدات أمنية مكثفة على كل مداخل ومحيط المحكمة، وانتشرت قوات الأمن المركزي المصرية بمحيط القاعة، مع بدء توافد عدد من المتابعين للقضية ووسائل الإعلام المختلفة، كما وصلت أسرة نيرة، والدتها ووالدها وعمتها، فيما لم يحضر أي من أفراد أسرة المتهم.
رافق دخول المتهم إلى قاعة المحكمة، المحامي محمد المرسي، الذي انتدبته المحكمة للدفاع عن المتهم، مشيراً إلى أنه تم انتدابه، ولم يتسلم أوراق القضية بعد، ولم يطلع على تفاصيلها، عقب إحالة المستشار حمادة الصاوي، النائب العام المصري، المتهم إلى محكمة الجنايات، لمعاقبته فيما اتهم به، بعد أن بيت النية وعقد العزم على قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به، ونحرها قاصداً إزهاق روحها، لتشهد الجلسة، وقبل بدء المحاكمة، صراخاً وعويلاً من أفراد أسرة نيرة عقب رؤيتهم قاتل ابنتهم، مطالبين بالقصاص لها ومعلنين رفضهم تلقي العزاء لحين تطبيق العدالة الناجزة ضد المتهم، وإعدامه لكي تبرد صدورهم، وليكون عبرة لكل من تسول له نفسه التعدي على الفتيات.
بداية الجلسة
بدأت الجلسة في محكمة جنايات المنصورة، الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري، بكلمة للمستشار رئيس المحكمة قال فيها: «تنوه المحكمة بأنها لا تعبأ إلا بما تحويه أوراق الدعوى، وما يجري داخل جدران هذه القاعة من مرافعات وتحقيقات ثم وزنه بالدليل، ولا أثر لما يدور خارجها، مهما كان مبعثه ودواعيه، فللمحاكمات أصول وقواعد راسخة».
بعد ذلك قام ممثل النيابة العامة بتلاوة أمر إحالة المتهم، حيث تتهم النيابة العامة محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله، بأنه في 20 يونيو/حزيران الحالي بدائرة قسم أول المنصورة بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر.. أولاً قتل المجني عليها نيرة أشرف أحمد عبدالقادر عمداً مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها، انتقاماً منها لرفضها الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مخططاً لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة موعداً لارتكاب جريمته ليقينه بتواجده فيها، وعاين الحافلة التي تستقلها وركبها معها، مخفياً سكيناً بين طيات ملابسه، وتتبعها حتى ما إن وصلت أمام الجامعة باغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضاً على إثرها، فوالى التعدي عليها بالطعنات ونحر عنقها قاصداً إزهاق روحها خلال محاولات البعض الذود عنها وتهديده إياهم، محدثاً بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها على النحو المبين بالتحقيقات، وأحرز سلاحاً أبيضاً (سكين) بدون مسوغ قانوني على النحو المبين بالتحقيقات.
25 شاهداً
أكدت النيابة، أنها أقامت الدليل قِبل المتهم، من شهادة 25 شاهداً منهم طلاب، وأفراد أمن الجامعة، وعمال بمحال بمحيط الواقعة، أكدوا جميعاً رؤيتهم المتهم حال ارتكاب الجريمة، وفى مقدمتهم زميلات المجني عليها اللاتي كن بصحبتها حينما باغتها المتهم، وآخرون هددهم حينما حاولوا الذود عنها خلال تعديه عليها، وكذلك ذوو المجني عليها، وأصدقاؤها الذين أكدوا اعتياد تعرض المتهم وتهديده لها بالإيذاء، لرفضها الارتباط به، بعدما تقدم لخطبتها، ومحاولته أكثر من مرة إرغامها على ذلك، ما ألجأهم إلى تحرير عدة محاضر ضده.
وأشار قرار الإحالة إلى أن المتهم سعى إلى التواصل مع المجني عليها، قبل الواقعة بأيام للوقوف على توقيت استقلالها الحافلة التي اعتادت ركوبها إلى الجامعة، ورفضها إجابته، مؤكدين جميعاً تصميم المتهم على قتل المجني عليها.
كما أكد صاحب الشركة مالكة الحافلة علمه من العاملين بها لتتبع المتهم للمجني عليها بالحافلة التي اعتادت استقلالها إلى الجامعة، فضلاً عما شهد به رئيس المباحث مجري التحريات من تطور الخلاف الناشئ بين المجني عليها وبين المتهم لرفضها الارتباط به إلى تعرضه الدائم لها، حتى عقد العزم على قتلها، وتخير ميقات اختبارات نهاية العام الدراسي ليقينه بتواجدها بالجامعة موعداً لارتكاب جريمته، وفي يوم الواقعة تتبع المجني عليها، واستقل الحافلة التي اعتادت ركوبها، وقتلها لدى وصولها للجامعة.
تفاصيل العلاقة
بسؤال المحكمة للمتهم، كشف قاتل نيرة أشرف، الكثير من تفاصيل العلاقة التي كانت تجمعه بها، حيث قال إنه كان ينفق عليها وإنها كانت تحكي له مشكلات بينها وبين والديها وإنهما على علم بقصة حبّهما، وتابع: «لكن عندما ذهبت مرة لمنزلها اكتشفت أن أسرتها لا تعلم شيئاً عن القصة»، مؤكداً: «كنت بصرف عليها مش مخليها عايزة حاجة، إلا أنها اتصلت بي وهددتني بفضحي والاستعانة برجالة للتعدي عليا، ونيرة هددتني كثيراً في مكالمة استمرت ساعة، وأهلي رفضوا قصتنا وأصبت بالصدمة، وقررت رد الشتائم من خلال إيميل جديد بعدما عملت لي بلوك، من كل حاجة عندها».
وأكمل المتهم:«كنا أنا وهي متفقين على الخطوبة.. وكانت تقول إن أهلها عارفين.. وكل ده كان مسجل في محادثات بيني وبينها، وبعد فترة من الارتباط اتضح إنها كانت وخداني مرحلة في حياتها عشان توصل لحاجات معينة.. لما وصلت للحاجات دي سابتني».
وقال القاتل إن أسرة الطالبة أجبرته على توقيع إيصالات أمانة بواسطة «بلطجية» داخل منزل الطالبة، كما تحدث عن مكالمة بينه وبين والدها قبل أشهر من الواقعة، قال:«كلمني والدها وقالي عايزين نقعد نحل المشكلة، نزلت أقابله، ولم أصدم بما سمعته منه، حيث قال لي: أنت انضحك عليك، وأمها هي السبب في الكلام ده كله، هي اللي عايزاها كده، اعرفي ده وسيبي ده وخدي مصلحتك من كذا حد».
وعن سبب التفكير في القتل، قال المتهم:«أمها بعتت بلطجية لوالدها ولي لتخويفي وأني لازم أبعد عن القصة دي، أنا كان في دماغي أنتقم علشان هي أذتني، بس مش بالشكل اللي حصل».
وعن يوم جريمة القتل وواقعة قتلها أمام جامعة المنصورة، قال: «كان عندي امتحان، وكنت سأركب الباص اللي بيتحرك بعدها 10.30، كنت ناوي خلاص أستناها وهي داخلة من برة، لكن قلت يارب تيجي متأخرة، أو أوصل أنا متأخر ومنتقابلش وميحصلش حاجة، لقيتها في الباص، وكان السكين معايا».
ورد على سؤال القاضي«واخد السكينة ليه؟»، قال:«كانت بعتالي تهديد إنها هاتسلط ناس عليّ، فمكنتش ضامن أي حد يطلعلي فكنت واخدها أدافع عن نفسي، كمان قلت لو حصل فرصة وشوفتها هخلص عليها».
وتابع: «شوفتها في الباص بتضحك، فتعصبت وتضايقت، قلت تستاهلي بقى، كل شوية تبص وتكلم صاحبتها وتبص عليا وتضحك، فأنا تضايقت وهي متعرفش إن معايا السكين».
ورد على سؤال هل أنت نادم على قتلها، رد:«طبعا، أذيت أهلي ونفسي ومكنتش حابب الموضوع يوصل لكده والمفروض أمها تتسأل عن ده لأنها السبب».
نوبة بكاء
بعدها دخل المتهم في نوبة بكاء شديدة أمام هيئة المحكمة، التي قضت بتأجيل نظر محاكمة المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، إلى جلسة الثلاثاء، بسبب عدم اطلاع محامي المتهم على القضية، وصدر القرار برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين: سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبد الرازق.
وسمح القاضي لدفاع المتهم بالاطلاع على أوراق القضية وزيارة المتهم في محبسه، تمهيدًا للدفاع عنه خاصة أن المتهم لم يكن لديه محامٍ وتم التحقيق معه دون محامٍ، حتى تمت إحالته وانتداب محامٍ له.
من جانبها دخلت والدة الطالبة نيرة في حالة من البكاء الشديد، وقالت:«نيرة ماتت شهيدة والحمد لله، واثقة في القضاء المصري والقاضي سيعتبر نيرة ابنته وسيحكم بالعدل، والمتهم هيحاسبه ربنا وحسبي الله ونعم الوكيل وقلبي نار وقضاء ربنا عادل».
فيما قال والد نيرة: «نفسنا نسمع حكم إعدام المتهم بقتل بنتنا، ونيرة مبقتش بنتي لوحدي.. بقيت بنت كل مصر وأخت كل مصري الحمد لله، كل واحد عملت بنتي نيرة معاه موقف خير بيجي يقولي، كانت بتعمل خير مع ناس متعرفهاش مكنتش متخيل إن كل الناس دي بتحب نيرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"