عادي
عمليات الشراء بنهاية الربع الثاني ترفع المكاسب

الأسهم الأمريكية تتجه لتقليص خسائر أسوأ أداء نصفي منذ عقود

22:43 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: خنساء الزبير
في الأسبوع المقبل تكون أسواق الأسهم في طريقها إلى إنهاء النصف الأول من العام والذي يُعد الفترة الأسوأ منذ عقود، مما يُنذر بصيف يسوده عدم اليقين والتقلب، ولكن على المدى القريب جداً يرى الاستراتيجيون حيزاً من الزخم الإيجابي لذروة البيع ويقولون إن نهاية هذا الربع قد تكون وقتاً لتحقيق بعض المكاسب السريعة، وهي الفترة التي تسبق يوم التداول الأخير من الشهر ويقوم فيها العديد من مديري المحافظ بتحويل استثماراتهم أو إعادة التوازن للتعويض عن التغييرات في قيم الأسهم والسندات.

على سبيل المثال، يرى ماركو كولانوفيتش، كبير محللي الأسواق العالمية في «جيه بي مورجان»، حالة يمكن أن ترتفع فيها الأسهم بنسبة 7% في الأسبوع المقبل، بناء على إعادة التوازن وحدها، ومع انخفاض مؤشر «ستاندرد آند بورز» بأكثر من 13.7% للربع الثاني و17.9% للعام، حتى الآن، سيتعين على مديري الاستثمار تعزيز حيازات الأسهم لاستعادة مستويات توزيع الأصول.

وقال: «إعادة التوازن في الأسبوع المقبل مهمة؛ لأن أسواق الأسهم تراجعت بشكل كبير خلال الشهر الماضي والربع وستة أشهر الماضية». وأكد أن نشاطها ليس عادة المحرك الوحيد للأسواق. وأشار إلى أن عمليات إعادة التوازن الأخيرة كانت إيجابية بالنسبة للأسهم، وهذا ربما يعني أن الأمر سيكون كذلك. فعلى سبيل المثال انخفض السوق قرب نهاية الربع الأول بنحو 10%، وكان هناك ارتفاع كبير بنسبة 7% في الأسبوع الأخير متجهاً إلى نهاية الربع، وحدث نفس النوع من هذه الحركة أيضاً في إعادة التوازن الأصغر في مايو، عندما ارتفعت الأسهم بنحو 7% مع نهاية الشهر بعد انخفاض بنحو 10%.

وقال إن هذا يحدث في فترة انخفاض السيولة، وعلاوة على ذلك، فإن السوق في حالة ذروة البيع والأرصدة النقدية عند مستويات قياسية، ووصل نشاط البيع على المكشوف في السوق مؤخراً إلى مستويات لم نشهدها منذ عام 2008.

ولكن بعد الارتفاع يترقب بعض الاستراتيجيين بالفعل، ربعاً ثالثاً متقلباً، حيث يقول سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في «سي أف آر إيه»: «تاريخياً، الربع الثالث، إلى جانب الربع الثاني، هما أسوأ فصول الانتخابات الرئاسية البالغة 16 ربعاً».

وأضاف: «بمجرد أن تأخذ حالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات النصفية، أو بمجرد أن ينتهي الربع الثالث، فإن الربع الرابع، وكذلك الربعين التاليين هما أفضل 16 ربعاً».

ووفقاً ل«سي أف آر إيه»، فقد انخفض المؤشر «ستاندرد آند بورز» بمتوسط 0.5% في الربع الثالث من العام الثاني من فترة رئاسية بعد انخفاض بمتوسط 1.9% في الربع الثاني، وبالعودة إلى البيانات فقد كان هناك انتعاش متوسط بنسبة 6.4% في الربع الرابع.

عطلة السوق

ويبدو الأسبوع الذي يسبق عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الرابع من يوليو هادئاً إلى حد ما، على الرغم من وجود بعض التقارير الاقتصادية الرئيسية، وربما تكشف الشركات أيضاً عن بعض التوجيهات بشأن الأرباح، خاصة إذا كانت تتوقع أن تفوّت التوقعات في موسم التقارير المقبل.

وعلى الصعيد الاقتصادي يمكن أن تكون البيانات الأكثر أهمية يوم الخميس، هي بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي التي تتضمن قراءة التضخم في مؤشر الانكماش في نفقات الاستهلاك الشخصي والتي يراقبها مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن كثب.

ومن المقرر صدور تقرير «السلع المعمرة» يوم الاثنين، كما ستصدر بيانات ثقة المستهلك وبيانات أسعار المنازل بحسب مؤشر «ستاندرد آند بورز/ كيس شيلر»، يوم الثلاثاء، ومؤشر مديري المشتريات الصناعي في يوم الجمعة.

ويرى جيمي تشانج، كبير مسؤولي الاستثمار في «روكفلر جلوبال فاميلي أوفيس»، أن السوق يحاول الارتفاع الآن مع انخفاض عائدات السندات، وتسجيل الأسهم بضع جلسات مناسبة، ويقول إنه من المحتمل أن يتقدم في عطلة الرابع من يوليو، أما العرض الحقيقي فيبدأ مع موسم الأرباح.

وستبدأ البنوك الكبرى في الإبلاغ عن أرباحها في 14 و15 من يوليو، ويتوقع تشانج سوقاً أكثر تقلباً نظراً لتوقعاته بأن بعض هذه الشركات ستنهي التوجيهات، وقال إن الأمر غير الواضح هو مقدار الأخبار السلبية المتوقعة بالنظر إلى التراجع الحاد في السوق بالفعل.

ويقول كوينسي كروسبي، كبير استراتيجيي الأسهم في «إل بي إل فاينانشال»: «التوجيه أمر بالغ الأهمية، وما يحاول السوق تحديده، هو ما إذا كنا نتجه إلى ركود أم لا، وما هو نوع الركود. ستخبرنا الشركات في توجيهها في هذه المرحلة المهمة بما إذا كان السوق في اتجاه بيع مكثف أكبر أم لا».

وارتفعت الأسهم يوم الجمعة، وتعافت عائدات السندات أيضاً من الانخفاض الذي أعقب الارتفاع الكبير في الأسبوع السابق، وتجاوز عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات القياسي 3.48% في 14 من يونيو، وانخفض إلى 3% بحلول يوم الخميس، وعاد إلى 3.13% يوم الجمعة، وعائدات السندات تتحرك عكس الأسعار. وأغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز» الأسبوع عند 3911، بارتفاع 6.4%.

ويتمثل أحد مصادر القلق الكبيرة للمستثمرين في ما إذا كان التضخم سيستمر في التزايد والذي سيؤدي إلى رفع أسعار الفائدة بقوة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يؤدي إلى ركود محتمل. وكان سوق السندات الأسبوع الماضي يعكس بعضاً من هذه المخاوف بعد أن رفع الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.75 نقطة مئوية في الأسبوع السابق، ويبدو أنه مستعد لتعزيز سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بنفس الحجم في يوليو.

انتعاش قابل للتداول

يعتقد ستوفال أن السوق في الوقت الحالي يمكن أن يرتفع في بداية موسم الأرباح، وقال: «إذا أعاد التاريخ نفسه من منظور التوقيت، فإننا نحصل على انتعاش قابل للتداول الآن»، لكنه أضاف أن ذلك قد يتبعه تلاشٍ في وقت لاحق من هذا الربع، وربما يؤدي ذلك في النهاية إلى هلع البيع.

وإذا انتهى الربع الثاني بالقرب من مستواه الحالي، فسيكون أسوأ «نصف أول» للأسهم منذ عام 1970.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"