عادي

دراسة تحركات الجماهير في المهرجانات الصاخبة

19:46 مساء
قراءة دقيقتين
باحث يدرس حركات الجماهير (أ.ف.ب)
باحث يدرس حركات الجماهير (أ.ف.ب)
باحث يدرس حركات الجماهير (أ.ف.ب)
(أ.ف.ب)

اختلط أشخاص يضعون قبعات برتقالية ويحملون أجهزة استشعار بحشود المتمايلين رقصاً على وقع الموسيقى في مهرجان «هيلفيست ميتال» بفرنسا، هم علماء يُجرون دراسة غير مسبوقة عن تحركات الجماهير في مثل هذه المناسبات، سعياً إلى تحسين الإجراءات لتجنّب التدافع والحوادث المميتة خلالها.

ويقول جوليان بيتريه، وهو باحث في المعهد الفرنسي للبحوث في العلوم والتكنولوجيا الرقمية «إنريا» التابع لجامعة رين في بروتاني شمال غرب فرنسا «يهدف وجودنا في هذا المكان إلى فهم الحوادث التي تُسجل بين الجماهير الحاشدة وكيفية تجنب المخاطر الناجمة منها».

ويترأس بيتريه برنامجاً أوروبياً أطلقت عليه تسمية «كراود دي ان ايه» انطلق سنة 2020 بمشاركة باحثين ألمان وإنجليز وإسبان.

وعن السبب الكامن وراء اختيار مهرجان هيلفيست الذي يُختتم الأحد، يقول الباحث إنّ هذا الحدث تتخلله «رقصات مرتبطة بالموسيقى السائدة فيه ما سيدفع الحاضرين للتفاعل جسدياً في ما بينهم».

وأصبحت بعض الممارسات بمثابة طقوس أساسية تؤدى في مهرجانات الموسيقى الصاخبة، من بينها «سيركل بيتس» (يركض الحاضرون بسرعة ضمن دائرة)، و«وولز أوف ديث» (يُقسم الأشخاص إلى مجموعتين تفصلهما مساحة معينة ثم يركضون باتجاهها مصطدمين ببعضهم)، بالإضافة إلى رقصات البوجو وحمل أحد الحاضرين من قبل الحشود ورفعه في الهواء.

وتشكل هذه الممارسات ساحة اختبار مثالية للباحثين.

ويقول بيتريه «نحن أشبه بعلماء يتولون مراقبة النجوم. لكنّ التلسكوب لمراقبة الحشود غير موجود في الواقع، لذلك نعمل على طرق مختلفة للحصول على المعطيات».

وبهدف مراقبة المجموعات الراقصة في هيلفيست ميتال، أجازت إدارة المهرجان ل«إنريا» استخدام اللقطات التي تصورها بشكل مستمر الكاميرات المثبتة على أبراج المراقبة الخاصة ب «وورزون»، وهو أحد المسارح الستّة التابعة للمهرجان.

ويقول توماس شاتانيون، وهو طالب دكتوراه في معهد «إنريا» يبلغ 25 سنة «نحاول أن نلجأ إلى مختلف الوسائل» للحصول على معطيات. وعُهدت إلى أحد المتطوعين مهمة الاختلاط بالحشود المشاركة في «سيركل بيتز» أو أولئك الذين يركضون في «وولز أوف ديث»، فيما طُلب من متطوع آخر أن يسمح للحاضرين بحمله أو تتبعه الحشود الحاضرة في المهرجان.

ويؤكد الباحث الشاب أنّ اللحظات الأكثر خطورة هي تلك التي يفقد خلالها المتطوعون توازنهم.

وتُقرن المعطيات التي يجمعها المتطوعون في ساحة المهرجان بمقاطع الفيديو المسجلة، بهدف وضع نماذج رقمية لتحركات الأشخاص الذين ركّز عليهم المتطوعون.

وتسعى هذه الخطوة إلى هدف بسيط لكنه طموح، يتمثل في ابتكار أدوات إلكترونية جديدة من شأنها أن تؤدي إلى الكشف عن العلامات التحذيرية المرتبطة باحتمال وقوع حادث معين أو تدافع مأسوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"