عادي
السلطات الأردنية تبدأ تحقيقاً في الكارثة برئاسة وزير الداخلية

وفيات وعشرات الإصابات في تسرب غاز سام بالعقبة

00:08 صباحا
قراءة 4 دقائق
صورة الموقع
1
1
1

عمّان: «الخليج» 

توفي عشرة أشخاص وأصيب نحو 251 آخرون على الأقل أمس الاثنين، جراء تسرب غاز سام من صهريج على متن سفينة راسية في ميناء العقبة جنوبي الأردن، فيما توجه رئيس الوزراء بشر الخصاونة وفريق حكومي إلى الموقع، حيث باشرت السلطات التحقيق في الكارثة.

وأخلت الأجهزة المختصة الشاطىء الجنوبي في المحافظة فيما أغلقت فرق الأمن الطريق إلى ميناء العقبة الجديد وطالبت الجهات المعنية في نداء عاجل واحترازي جميع العاملين على متن السفن والبواخر بإرتداء الأقنعة والكمامات المتوفرة للطوارئ مع التشديد على إغلاق بوابات البواخر تجنباً لأي مخاطر.

وأظهر مقطع فيديو قصير لحظة سقوط صهريج خلال محاولة تحميله على متن باخرة تصطف في الميناء وانبعاث غاز يميل للون الأصفر تطاير سريعاً في الأرجاء.

انقطاع حبل حديدي 

صرّح نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الحاج حسن لقناة «المملكة» الرسمية أن «حبلاً حديدياً يحمل حاوية تحوي مادة سامة انقطع، ما أدى إلى وقوع المادة السامة وتسرّبها».

وقال شهود عيان إن الصهريج سقط على حافة الباخرة بسبب انقطاع سلسلة رافعة كانت تحمله وانفجر على الفور ما شكل سحابة صفراء كبيرة في المكان.

وهرعت فرق الدفاع المدني لنقل عشرات المصابين إلى المستشفيات بعضهم في حالات اختناق متفاوتة وشهد الموقع طوقاً أمنياً كاملاً وحالة طوارئ ميدانية وخُصصت غرفة عمليات طارئة في المقر الإداري للمُحافظة.

وذكر الناطق باسم مديرية الأمن العام أنه أثناء الأعمال اليومية في ميناء العقبة وقعت حادثة سقوط لصهريج معبّأ بمادة غازية سامة خلال نقله ما أدى إلى تسرب الغاز في الموقع.

أكدت المديرية عزل المنطقة فوراً وبدء تعامل عدد من المختصين مع الحادثة وقيام فرق الدفاع المدني بنقل مصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.

إلى ذلك ،توجه رئيس الوزراء بشر الخصاونة وفريق حكومي إلى الموقع، حيث باشرت السلطات التحقيق في الكارثة.

لجنة تحقيق برئاسة الفراية 

وأعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشّبول،أن  الخصاونة أوعز بتشكيل فريق تحقيق بالحادثة برئاسة وزير الداخليَّة مازن الفراية.

ووصف الشبول الأوضاع بأنها شديدة الصعوبة مؤكداً أن أرقام الوفيات والإصابات مرشحة للزيادة.

وناشد الوزير المواطنين بعدم الاقتراب من مكان الحادث، معلناً عن إرسال تعزيزات طبية إلى العقبة تشمل أسرّة وغير ذلك.

اغلاق النوافذ 

وطالب مدير صحة العقبة جمال عبيدات سكان العقبة بإغلاق النوافذ وعدم الخروج من منازلهم وأخذ الاحتياطات اللازمة مؤكداً فتح مراكز صحية إصافية وتعزيز الإسعافات بطائرة إخلاء جوي.  ودوت صافرات الإنذار في العقبة مع توجيه رسائل ونداءات عاجلة للسكان بعدم مغادرة منازلهم.

وذكر عبيدات أن مستشفيات «الأمير هاشم» و«الإسلامي» و«العقبة الحديث» شُغلت جراء ارتفاع عدد الإصابات فضلاً عن وصول «المستشفى الميداني» لطاقته الاستيعاببة القصوي، لافتاً إلى فتح جميع المراكز الصحية وتوجه فريق طبي بطائرة إلى العقبة وإمكانية نقل حالات عاجلة إلى مستشفيات أخرى خارج المحافظة.

الصوامع توقف عملها 

وأعلنت صوامع العقبة توقف عملها حتى فحص الحبوب.

وأكدت الهيئة البحرية الأردنية أن حركة الملاحة في موانئ العقبة مستمرة ولم تتوقف .

ماذا تعرف عن «الغاز الأصفر»؟

أثارت الصور والمقاطع المتداولة لحادثة تسرب الغاز السام في ميناء العقبة الأردني، إلى طرح كثير من التساؤلات حول تلك السحابة الصفراء التي انبعثت فوق المكان.

وكشفت وسائل إعلام محلية، أن الغاز المتسرب من صهريج في ميناء العقبة، هو غاز الكلورين. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الكلورين غاز أصفر مخضر له رائحة مميزة تشبه رائحة المادة المبيِّضة، وهو أثقل من الهواء بثلاثة أضعاف تقريباً، وبالتالي فهو يتجمع في المناطق المنخفضة، وهو غير قابل للانفجار، إلا أنه قد يعزز الانفجار للمواد الأخرى.

ونظراً لكون الكلورين غازاً، فإن سبيل التعرُّض الأكثر احتمالاً له هو الاستنشاق وإصابة العينين. وقد تحدث الإصابة الجلدية عند التعرض لغاز مكثف أو من خلال الاقتراب كثيراً من موقع إطلاق الغاز المسال تحت الضغط.

وتظهر أعراض التخرش على الأغشية المخاطية بسرعة، على الرغم من وجود آثار متأخرة على الرئتين. وتعتمد شدة التأثيرات على تركيز ومدة التعرض.

ووفقاً لمنظمة أطباء لحقوق الإنسان، فإن الكلورين يسبب حروقاً كيميائية لكل أنسجة الجهاز التنفسي التي يلامسها، بحسب ما ذكرت «سكاي نيوز عربية».

ويمكن التعرف إلى غاز الكلور من خلال رائحته اللاذعة والمهيجة، والتي تشبه رائحة التنظيف «التبييض»، وقد توفر الرائحة القوية تحذيراً كافياً للأشخاص من تعرضهم له.

وبحسب مركز مكافحة الأمراض، فإن غاز الكلور من أهم مكوناته كلوريد الصوديوم (الملح) المعروف منذ العصور القديمة، لكن الكلور كغاز لم يُعرف إلا في القرن ال17. ويعتمد خطر الكلور على مدى قرب الأشخاص منه والكمية التي أطلقت وتركيزها والفترة الزمنية لتعرض الأشخاص له.

ويؤثر غاز الكلور في الهواء في العين والجلد والجهاز التنفسي، فهو يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وحدوث احمرار وقروح بالجلد، وحرقة في الأنف والحلق والعين، وسعال وصعوبات في التنفس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"