عادي

تعاون مصري ـ إماراتي لإعادة توطين 2000 حبارى

23:21 مساء
قراءة 3 دقائق

تم إطلاق 2000 طائر ضمن جهود الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى- أبوظبي، لإعادة توطين حبارى شمال إفريقيا في الصحراء الغربية، وتتويجاً لمشاريع مشتركة لإنشاء وإدارة وتطوير مناطق محمية مخصصة، والتي تسهم في تعزيز العلاقات القائمة بين دولة الامارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية في مجال حماية البيئة والمحافظة على الحياة البرية.

يأتي هذا الإطلاق بناءً على توجيهات ومتابعة قيادتي البلدين لاتفاقية التعاون الموقعة بين الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في الدولة، وجهاز شؤون البيئة المصرية، والعمل المكثف للصندوق مع السلطات والمجتمعات المحلية لتذليل العقبات وإنشاء البنيات التحتية للمحميات لضمان إعادة توطين هذه الطيور في جزء من نطاق انتشارها العالمي الذي يشمل دول شمال إفريقيا ويمتد إلى موريتانيا والمناطق الشمالية الغربية من جمهورية مصر العربية.

وقد سبق الإطلاق إجراء مسح لمحميات الحبارى المصرية، لتقييم مدى ملاءمة المواقع، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية الوصول وتجنب الإزعاج الناجم عن الأنشطة البشرية. وتحمل جميع طيور الإطلاق حلقات تعريفية تساعد في التعرف على الطيور وتمكن من تحديد الأصل وسنة الإطلاق.

وقال محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «مصر بموقعها الجغرافي المتفرد في قارة إفريقيا وطبيعتها الغنية ومحاذاتها للقارة الآسيوية، بالإضافة إلى الأنظمة والتشريعات البيئية المتقدمة، كل ذلك يؤهلها إلى أن تكون أفضل بقاع الأرض، لإعادة توطين الحبارى بنوعيها الآسيوي والإفريقي الشمالي».

وأعرب عن أمله في أن يتوسع التعاون بين البلدين الشقيقين ليشمل إعادة توطين الحبارى الآسيوي وإنشاء محميات خاصة بهذا الطائر والأنواع الأخرى المهددة بالانقراض وإقامة مشاريع للصيد المستدام باستخدام الطيور المكاثرة في الأسر.

وأشار إلى أن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استشعر خطر انقراض الحبارى منذ سبعينات القرن الماضي، فوضع اللبنة الأولى لبرنامج المحافظة عليها في حديقة حيوان العين، حيث تم إنتاج أول فرخ بعد سنوات من العمل الدؤوب، ما أعطى الأمل في نجاح هذه الجهود، رغم صعوبة إكثار هذا الطائر خارج بيئته الطبيعية.

وأشار إلى أنه بدعم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، فقد وصل الإنتاج إلى حوالي 630 ألفاً خلال 25 عاماً، وتم إطلاق نحو 490 ألفاً منها للبرية للمحافظة على الحبارى على امتداد نطاق الانتشار الطبيعي في آسيا وشمال إفريقيا.

وكشف البواردي عن تطوير الصندوق استراتيجيته لضمان المستقبل المستدام للحبارى بإنتاج 100 ألف طائر سنوياً مع التركيز على البحث العلمي والمراقبة البيئية وتعزيز التشريعات وتكوين الشراكات مع دول الانتشار، إذ تشكل جمهورية مصر العربية واحداً من أهم هؤلاء الشركاء. ومع الزيادة المتصاعدة في الإنتاج على مدار السنوات وزيادة الفائض المتاح للإطلاق والمساهمة في المحافظة على الحياة البرية، فقد تمكن برنامج الصندوق من دعم جهود استدامة تراث الصقارة العربية المعترف به ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية من خلال توفير طيور مكاثرة في الأسر لتخفيف الضغط على مجموعات الحبارى البرية وإتاحة الفرصة لها لتزدهر وتتكاثر في المحميات وإعادة توطين الحبارى في مناطق الانتشار الطبيعي.

وأضاف البواردي أن من شأن هذا التعاون تعزيز المكانة الدولية للبلدين في مجال حماية البيئة والمحافظة على التنوع الحيوي، وإنقاذ الكائنات من الانقراض وتقديم نموذج للحماية والاستدامة والتعاون بين السلطات والمجتمعات المحلية للمحافظة على أنواع وموائل الحياة البرية. وتقدم بالشكر إلى رئاسة الجمهورية ووزارة البيئة ووزارة الزراعة وجهاز شؤون البيئة ومحافظة مطروح والقوات المسلحة والأمن الوطني والشرطة والجمارك والحياة البرية والجهات المعنية الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"