عادي

قاضي «طالبة جامعة المنصورة» للقاتل: مَثَلُكَ كمَثَلِ نَبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة

21:53 مساء
قراءة 3 دقائق

قضت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة، الثلاثاء، بإرسال أوراق قضية قاتل طالبة جامعة المنصورة «نيرة أشرف» إلى مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي في إنزال عقوبة الإعدام بالمتهم، وحُددت جلسة 6 يوليو 2022 للنطق بالحكم.

عقدت الجلسة برئاسة المستشار بهاء الدين المري، وعضوية المستشارِين سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبدالرازق. بحسب جريدة «المصري اليوم».

وألقى المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة، كلمة إلى المجتمع قبل نطقه بالحكم، نصها كالتالي:

قبلَ النُطقِ بما انتهت إليهِ المُداولة، تتقدم المَحكمةُ بكلمَةٍ إلى المجتمع، تَراها في هذا المَقامِ واجبة:

- دُنيا مُقبلةٌ بزخَارفِها، وإنسانٌ مُتكالبٌ على مَفاتِنها.

- ماديةٌ سَيطرَت، فاستلبَت العُقولَ وصارَ الإنسانُ آلة.

- يَقينٌ غابَ، وباطلٌ بالزَّيف يَحيَا، وتَفاهاتٌ بالجَهر تَتواتَر.

- وبَيتٌ غابَ لسببٍ أو لآخر.

- والمؤنسِاتُ الغالياتُ صِرن في نظر المَوتُورينَ سِلعة، والقواريرُ فَواخير.

- ونَفسٌ تَدثَّرت برداءِ حُبٍ زائفٍ مَكذوب. تأثرت بثقافةِ عَصر اختَلطت فيه المَفاهيمُ.

- الرغبةُ صَارت حُباً، وصار القتلُ لأجلهِ انتصاراً، والانتقام شَجاعة، والجُرأة على قِيَم المُجتمع وفُحشِ القَولِ والعلاقات المُحرَّمة، تُسمَّى حُريةً مَكفولة.

*

- ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنيناً مُشوَهاً.

- وَقُودُ الأمَّةِ صارَ حَطبها.

- باتَ النشءُ ضَحيةَ قُدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ مَسمُوعةٍ ومَرئيةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها.

- ومن فَرْطِ شُيوعهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفاً لواقع، زُيِّنَ لهم فَرأَوهُ حَسناً، فكان جُرم اليوم له نِتاجا.

- أفتذهبُ نَفسُنا عليهم حسَرات؟!

- إنَّ هذا الخَللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ، استفحَلَ ضَرَرُه، وعَزَّ اتقاءُ شَرِّه، واتسَع الرَّتقُ على الراتق.

- ولكلِّ ما تَقدمَ، تُطلِقُ المَحكمةُ صَيحَة:

- يَا كُلَّ فِئاتِ المُجتمعِ لا بُدَّ مِن وقفة.

- يا كُلَّ مَن يَقْدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا.

- اعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُوَى الإنسانِ المتباينة، لنُنَمِّيَ فيهِ أجملَ ما فيه.

- أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية.

- عَلِموهُم أنَّ الحبَّ قَرينُ السلامْ، قَرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبداً بالقتلِ وسَفكِ الدماء.

- إنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجاً من الجَحيم.

- لا تُشوهوا القُدوةَ في مَعناها فتَنحلَّ الأخلاق.

- عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة.

- هكذا يكونُ التناول، بالتربية، بالموعظة الحَسنَة، بالثقافة، بالفنون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفته، والرُشدُ غايَته.

*

- وإلى الآباء والأمهات نقول:

- لا تُضيِّعوا من تَعُولون.

- صَاحِبُوهم، ناقِشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم.

- لا تتركوهم لأوهامِهم. اغرسُوا فيهم القِيَم.

*

- وإلى القاتلِ نقول:

- جئتَ بفعلٍ خَسيس هزَّ أرضاً طيبةً أَسَرَت لويس.

- أَهرَقتَ دَماً طاهراً بطعَناتِ غَدرٍ جَريئة.

- ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة.

- إنَّ مَثَلَكَ كمَثلِ نَبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة.

- كُلما عَاجَلَهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتدَ، كان خيراً للناسِ وللأرضِ التي نَبتَ فيها.

- ونعودُ إلى الدعوى:

بعد مُطالعة الأوراقِ، وسماع المرافعةِ الشفويةِ والمُداولة، فقد اطمأنَّ وجدانُ المحكمةِ تمامَ الاطمئنانِ، وبالإجماع، إلى إعمالِ نصِّ الفقرةِ الثانيةِ من المادة 381 من قانون الإجراءات الجنائية.

لذلك قررت المحكمةُ، إرسالَ أوراقِ القضيةِ إلى فضيلةِ مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي في إنزالِ عقوبة الإعدام بالمتهم. وحددت للنطق بالحكمِ جلسة يوم الأربعاء الموافق السادس من شهر يوليو 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"