عادي

عوامات مصر النيلية تبحر إلى الغياب

23:05 مساء
قراءة دقيقة واحدة

يراقب أصحاب المراكب النيلية، في قلب العاصمة المصرية القاهرة، منازلهم العائمة وهي تُفكك وتُسحب بعيداً، في الوقت الذي تصادِر فيه السلطات ما تقول إنها وحدات غير مرخصة. وترسو هذه المراكب الأنيقة ذات الشرفات منذ عقود على ضفتي النيل، بين جزيرة الزمالك والجيزة التي تقع إلى الغرب مباشرة من القاهرة.

وكان للمراكب، التي تسمى عوامات، ويتألف كثير منها من طابقين، حضور في الأدب والسينما، مثل رواية «ثرثرة فوق النيل» للحائز جائزة نوبل في الأدب نجيب محفوظ، والتي تحولت إلى فيلم يحمل الاسم نفسه.

وفي الأسبوع الماضي، تسلم أصحاب 32 من هذه العوامات إخطارات تفيد بأنها ستُصادر. وقالت وزارة المياه والري المصرية، يوم الثلاثاء، إن 15 منها أُزيلت، على أن يُزال ما تبقى منها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وعبَّر أحمد الحسيني، الذي أزيلت عوامته، عن مشاعره أثناء إخلاء العوامة: «ابتدينا نلم ممتلكاتنا وقصصنا وتاريخنا وقلوبنا وذكرياتنا ومشاعرنا ونضعها في كراتين استعداداً للمغادرة».

وقالت إخلاص حلمي (87 عاماً) إنها استثمرت مدخراتها فيها ولا تستطع مغادرتها.

وأضافت «أنا عمري كله في العوامة. أنا مولودة في عوامة. دي حياتي وعمري كله، لا استطيع أن أبعد عنها لأني عشت فيها أحلى أيام عمري».

وتقول السلطات إن عمليات الإزالة تأتي بعد تحذيرات للمالكين، وإنها تقوم بها في إطار جهود الحفاظ على النهر، مع إعطاء الأولوية للتجارة والسياحة.

ويقول المالكون إنهم واجهوا زيادات حادة في رسوم الترخيص، واستمروا في دفع رسوم أخرى لهيئة الملاحة إلى أن توقفت عن أخذ الأموال منهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"