- تشكيلة منوعة من الفنانين والمصممين في الإمارات
دبي: زكية كردي
احتضن معرض «صنع في تشكيل 12» الذي افتتحت دورته الثانية عشرة، الاثنين، في «مركز تشكيل» بدبي، ب 90 تصميماً وعملاً فنياً ل42 فناناً، معلناً عن تشكيلته الأكثر تنوعاً من المعرض للفنانين والمصممين المعروفين والناشئين في الإمارات؛ حيث جرى ابتكار أغلب الأعمال المشاركة في المعرض كلياً أو جزئياً، باستخدام معدات «تشكيل» التخصصية، ومساحات العمل والمرافق الخاصة بالفنانين، خلال العام الماضي، ويستمر المعرض خلال الفترة من 28 يونيو/ حزيران حتى 31 أغسطس/ آب.
تحدثت أعمال الفنان بدر عباس، عن «القوة الناعمة»، لتظهر تأثيرها في حياتنا اليومية، وقال: «في العمل الأول حاولت إبراز تأثير كرة السلة منذ الطفولة، فجمعت الرموز والتفاصيل التي صارت جزءاً من شخصياتنا من دون أن نشعر وأثرت في البيئة التي نعيشها، وهذا ينطبق على كرة القدم أيضاً، التي يتحدث عنها في اللوحة الأخرى».
وتخبرنا الفنانة والمصممة عرين حسن عن تجربتها التي بدأت قبل عام، بالعمل ضمن استوديو داخل تشكيل، وتقول: «شاركت في هذا المعرض بإحدى القطع الفنية التي يمكن ارتداؤها، وهي مستوحاة من الثقافة الإسلامية، تحديداً من جامع وزير خان في باكستان، وهو عبارة عن شخصية تجسد روحانية الفن الإسلامي».
وتشارك الفنانة جيهان علي تجربتها بالتصوير من خلال مجموعة مكونة من صورتين التقطتهما في «محمية جبل علي» ضمن دورة تصوير في «تشكيل»، المثير في الصور، وهو استخدام نوعية خاصة في التصوير؛ بحيث يطغى اللون البنفسجي على المشهد فيغير هوية الأشياء بطريقة أرادتها الفنانة، فبدت الصورة المأخوذة لجانب برميل مهمل وكأنها لقطة جوية لمنطقة طبيعية ساحرة.
وفي مشاركة سابقة لها لدورة تصوير في المركز اختارت الفنانة شريفة سالم الهاشمي صورتين التقطتهما في جولة تصوير في رأس الخور لتصوير طيور الفلامنجو، الأولى لطائر يهم بالطيران، والثانية لمجموعة كبيرة من تلك الطيور الجميلة تجتمع للحصول على الطعام.
ومن ألمها العميق الذي بقي صامتاً لعام كامل إلى أن تمكنت من التعبير عنه بأسلوبها التجريدي، تخبرنا الفنانة ريما مكحل عن لوحتها التي حاولت من خلالها أن توثق انفجار بيروت الذي لا يزال أثره يهيمن في المنطقة، وقالت: «استعدت هنا الدخان الكثيف الذي غطى السماء، واستعرت لون الجلد للدلالة على الأحبة الذي فقدوا، وبيدي كنت أفرغ هذا الانفعال الذي حبسته طويلاً، لأنثر الدماء على الشاطئ، لكن في النهاية هناك أمل وهناك حب، فالسنابل كانت صورة العناية الإلهية التي حدّت من تأثير الانفجار الذي كان من الممكن أن يدمر المدينة بأكملها».
ننتقل إلى الجمال اللامتناهي للحظة تناثر السائل وتجمدها في الهواء في عمل للفنانة يسرى وهبة، وعن مشاركتها تقول: «هذا العمل مأخوذ من سلسلة تركز على الفكرة ذاتها، استخدمت فيه مادة الإيبوكسي ريزن وهي مادة سائلة تملك ميزات خاصة، وتحدثت عن انتمائها إلى المكان الذي تجد فيه المجتمع الذي تبحث عنه، والبيئة الحاضنة التي تحفز الإبداع».
ومن وحي المعرض، استلهم كرم حور، منسق التسويق والاتصال في تشكيل، عنوان الصورتين اللتين شارك بهما «فقستا في تشكيل» وحملتا حكاية من كواليس المكان؛ حيث يحوي المركز حديقة متنوعة تضم العديد من الحيوانات والنباتات، هناك تابع ولادة حياة جديدة لبيوض أودعتها الأم حديقة المركز حتى فقست وكبرت وغادرت المكان والعش، ويقول: «لعل هذه الحكاية تعكس جانباً جميلاً للمركز بوصفه المكان الذي تقصده المواهب الجميلة ليرعاها حتى تكبر وتصبح قادرة على مغادرة العش». وعن الزخم والتنوع ل«صنع في تشكيل» في عامه الثاني عشر، أشار إلى أن المعرض احتضن 90 عملاً فنياً ل 42 فناناً تنوعت بين التصوير والرسم والتصميم والطباعة والسكيتش والتلوين وغيرها، وأن المشاركين هم أعضاء في «تشكيل» أو مشاركون بورش عمل سابقة في المركز، أو مشاركون بمعارض جماعية سابقة، وأضاف أن الهدف من المعرض منذ انطلاقه هو إتاحة الفرصة لمشاركة أعمالهم التي أنجزوها خلال العام.
وأكدت ليسا باليتشغار، نائب مدير مركز تشكيل، أنه تفرّد بمجموعة المعدّات والبرامج التي يقدّمها لأعضائه، مشيرة إلى أن الفرص الإبداعية التي تتيحها هذه الأدوات هي «سرّ الجاذبية التي يتمتع بها معرض صنع في تشكيل».
وقالت: «يتيح المعرض المساحات والتقنيات وفرص التعلّم والتعبير الإبداعي والتعاون الفريدة، ما يجعله أحد أهمّ المنابر التي نلقي الضوء منها على مجالات الفنون والتصميم الواسعة التي تُبتكر سنوياً في الإمارات».
