عادي

الحكومة تقرر إعادة الحوار مع المحتجين في الإكوادور

14:45 مساء
قراءة 3 دقائق
أعلنت الحكومة الإكوادورية ليل الأربعاء/الخميس، معاودة التفاوض مع المحتجين من السكان الأصليين، في حين أعلنت حالة الطوارئ مجدداً في أربع من مقاطعات البلاد على خلفية تظاهرات على غلاء المعيشة تخللت أغلبيتها أعمال عنف.
وساطة لمجلس الأساقفة
وقال وزير الشؤون الحكومية فرانسيسكو خيمينيس: «في محاولة لإعادة السلام إلى الشعب الإكوادوري، قررنا القبول بوساطة مجلس أساقفة الإكوادور». ولم يحدد الوزير الإكوادوري موعد هذه المحادثات، لكنه قال إن مجلس الأساقفة يهتم بتفاصيلها «حتى نتمكن من الوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع». وكان الرئيس المحافظ غييرمو لاسو، علّق الثلاثاء، الحوار الذي كان باشره مع ممثلين عن السكان الأصليين وبينهم ليونيداس إيسا، رئيس اتحاد الشعوب الأصلية (كنوي)، رأس حربة الاحتجاجات، بعد هجوم في منطقة الأمازون الإكوادورية أسفر عن مقتل جندي.
وفي اليوم السابع عشر من الاحتجاجات، الأربعاء، سار الآلاف من السكان الأصليين في شوارع وسط كيتو وفي جوار المقر الرئاسي مطالبين بـ«استئناف المفاوضات». وجال المتظاهرون في مجموعات صغيرة نسبياً في الشوارع القريبة من البرلمان في محيط المركز الثقافي الإكوادوري وهو مركز ثقافي كبير للسكان الأصليين يشكل مقراً عاماً لحركتهم الاحتجاجية. ولم يسجل أي حادث يذكر.
وقال إيساك (28 عاماً) الذي ارتدى ملابس البطل الخارق «كابتن أمريكا»، وتسلح بدرع مزينة بنجوم: «نحن هنا لنقاوم.. وسنبقى طالما لم تستجب الحكومة لمطالبنا. نحن فقراء ونحن جياع وليس لدينا ما نخسره». ورددت الحشود «لا نريد عشرة سنتات بل نريد نتائج!». وكانت الحكومة أعلنت الجمعة، خفض سعر المحروقات عشرة سنتات من الدولار، إلا أن المتظاهرين يعتبرون هذا الإجراء غير كافٍ ويطالبون بخفضه أكثر من عشرين بالمئة. وفي الشوارع الضيقة في وسط العاصمة القديم، كان أصحاب المحال يسرعون إلى إغلاق أبوابهم مع اقتراب مسيرات المحتجين. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في 13 حزيران/يونيو، نشرت تعزيزات كبيرة في محيط القصر الرئاسي مع نصب حواجز حديد ونشر طوق أمني.
عودة حظر التجول

واشترط الرئيس لاسو، لاستئناف المحادثات، وجود «ممثلين شرعيين» عن السكان الأصليين «منفتحين على حوار فعلي وصريح». وأكد الوزير فرانسيسكو خيمينيس: «نحن مستعدون للإصغاء والحوار لكننا لن نقوم بذلك والمسدس موجّه إلى رؤوسنا». وأضاف عبر وسيلة إعلام محلية: «لا يمكن الاستمرار في الاعتداء على السكان وسد الطرقات ومحاولة نشر الفوضى في البلاد»، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن التظاهرات الأخيرة «ضمت عدداً أقل بكثير من المشاركين». وقال ليونيداس إيسا خلال الليل: «كل المسيرات والتظاهرات يجب أن تجرى بهدوء. ويجب وقف الأعذار لعدم إجراء حوار». وقتل ستة أشخاص هم خمسة متظاهرين وجندي منذ بدء الاحتجاجات. وأصيب أكثر من 600 شخص من مدنيين وعناصر في القوى الأمنية في حين أوقف نحو 150 بحسب مراقبين. وخلال ليل الثلاثاء/الأربعاء، أضرمت النيران في مركزين للشرطة شمالي كيتو.
وتشكل العاصمة التي يتجمع فيها آلاف من المتظاهرين من السكان الأصليين من أصل 14 ألفاً في كل أرجاء البلاد بحسب الشرطة، قلب الحركة الاحتجاجية. وتشهد شوارعها أيضاً تظاهرات سيارة مضادة مؤيدة للحكومة، لكنها محدودة في الأحياء الشمالية الميسورة في المدينة.
وكانت الحكومة رفعت السبت، حالة الطوارئ التي فرضتها قبل أسبوع على ذلك، في ست مقاطعات من أصل 24 في البلاد. وأعادت الأربعاء، فرضها في أربع مقاطعات خارج العاصمة في منطقة جبال الأنديس ومنطقة الأمازون الإكوادورية. وقالت السلطات إن هذا الإجراء فرض مدة ثلاثين يوماً، ويشمل كذلك حظر تجول، واتخذ بعد «أعمال عنف مست بالنظام العام»، ويهدف إلى ضمان الأمن وإمداد هذه لمقاطعات بالسلع الأساسية.
وتعهد المزارعون من السكان الأصليين في كوتوباتشي الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومتراً جنوبي العاصمة بـ«تعبئة كثيفة»، الخميس في كيتو، حيث بدا وكأن انتشار السكان الأصليين تراجع في الأيام الأخيرة. وتؤثر هذه الحركة الاحتجاجية في اقتصاد البلاد ولا سيما استخراج النفط. وأسفرت احتجاجات سابقة للسكان الأصليين عن سقوط ثلاثة رؤساء بين عامي 1997 و2005. (أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"