كتب: محمد ياسين
تعمل في موطنها بدولة إفريقية، من أجل إعالة أسرتها وأمها المصابة بالعمى، حيث تواصل العمل في جمع المحاصيل من المزارع صباحاً ، وكبائعة متجولة مساء ، وفي يوم من الأيام ، فوجئت باتصال من صديقتها المقيمة في دولة الإمارات تستفسر فيه عن وضعها وأحوالها، وبادرت صديقتها بعرض فرصة عمل لها لدى أسرة خليجية براتب يضمن حياة كريمة لها ولأسرتها.
لم ينته الاتصال حتى وافقت على عرض صديقتها، فطلبت الأخيرة مستنداتها حتى تتمكن من استخراج تأشيرة دخول للدولة، وتتمكن من القدوم للالتحاق بالعمل والحصول على الأموال التي تضمن استمرار إعالتها لأسرتها ومتطلبات والدتها.
مر على اتصال صديقتها عدة أسابيع ولم تتلق ما وعدتها به، فحاولت الاتصال مرة أخرى بصديقتها الموجودة بالإمارات التي جددت وعدها وأخبرتها أنها سترسل لها تذكرة السفر وتأشيرة دخول الدولة في اليوم التالي.
وفي اليوم التالي تلقت اتصالاً من صديقتها تؤكد لها أن تكون مستعدة للسفر بعد ثلاثة أيام، خلال تلك الفترة استعدت السيدة للسفر وجهزت أغراضها وانطلقت إلى المطار حاملة معها حلم العمل والاستفادة من مدخرات عملها لمساعدة أسرتها، ثم انطلقت الطائرة لتصل إلى مطار دبي.
دقائق لتنهي السيدة إجراءات قدومها وتخرج من بوابات المطار، لتجد صديقتها تنتظرها بصحبة شخص آخر يبدو عليه أنه من موطنها، بعد الترحيب انطلقوا جميعاً إلى شقة في دبي مكونه من عدة غرف صغيرة الحجم بها عدد من النسوة.
استفسرت السيدة من صديقتها عن سبب وجودها في الشقة، لتفاجأ برد الأخيرة بأن طبيعة عملها هي الدعارة، فرفضت، فهددتها بالاعتداء عليها من قبل مجموعة من الرجال إذا واصلت رفض العمل.
خشيت السيدة من تهديد صديقتها واستجابت لطلبها، حيث أجبرتها على الأعمال المنافية للآداب مع رجال، ويوماً بعد آخر تحاول السيدة الفرار من وكر صديقتها إلا أنها لم تتمكن، حتى تمكنت بعد أسابيع عدة من الهرب أثناء نقلها إلى إمارة أخرى، حيث طلبت شراء غرض من إحدى الصيدليات وبعد السماح لها، استنجدت بشخص كان داخل الصيدلية، وطلبت منه المساعدة وتوصليها إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الجريمة، وخلال التحقيقات وجمع الاستدلالات تمكن فريق من التحريات من التعرف إلى المشتبه فيهما.
وأفاد شرطي في التحقيقات بأنه أعد كميناً للقبض على المشتبه فيهما متلبسين بجريمتهما، فتواصل مع صديقة السيدة للاتفاق على موعد للقيام بالأفعال المنافية للآداب بمقابل مادي، وفي الوقت المحدد تم القبض عليها واعترفت بالعمل في الرذيلة وأرشدت على المشتبه فيه الثاني.
وخلال محاكمة المتهمة وشريكها أقرا باستدراج السيدة واحتجازها في شقة وإجبارها على الأعمال المنافية للآداب، وذلك بعد خداعها بوجود فرصة عمل كخادمة لدى أسرة خليجية، فدانتهما محكمة الجنايات في دبي وقضت بسجنهما وإبعادهما عن الدولة بعد قضاء محكوميتهما.
