عادي

النظام الغذائي والمناخ

21:45 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تؤثر النظم الغذائية العالمية في تغير المناخ، وهي حلقة مفرغة تضر بصحة الإنسان، ولكن تغيير طريقة إنتاجنا للغذاء وكذلك ما نأكله يمكن أن يساعد في حماية كوكبنا وصحتنا.
والنظم الغذائية هي الأنشطة التي تأخذ الطعام من المزارع إلى الأفواه، ويتضمن ذلك كيفية إنتاجنا ومعالجتنا ونقلنا وتسويقنا واستهلاكنا للأغذية.
وتنتج أنظمتنا الغذائية الحالية أكثر من ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، المحرك الرئيسي لتغير المناخ، وهذا أكبر من كل السيارات الموجودة على الكوكب.
وينشأ أكثر من نصف انبعاثات غازات الدفيئة في الأنظمة الغذائية من الطلب على اللحوم ومنتجات الألبان، وأيضاً نتيجة للزراعة الصناعية الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري.
وتؤثر غازات الدفيئة في نمو النبات والحيوان وتتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر، ودفء المحيطات والظواهر المناخية الاستثنائية.
وبدوره، يؤثر تغير المناخ في أنظمتنا الغذائية وصحتنا، فهو يجعل من الصعب إنتاج الطعام ويؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض والبحر، والجفاف، والفيضانات، والأمطار غير المتوقعة، إلى الإضرار بالماشية والمحاصيل.
وعلى سبيل المثال، يؤثر الجفاف في نصف المحاصيل في كينيا ومن المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الغذاء الأساسي، الذرة، بنسبة 50%. وفي الوقت نفسه، تجرف الفيضانات في أستراليا المئات من قطعان الأبقار وتضر بالمحاصيل ومعدات الزراعة.
وعلى الصعيد العالمي، تُعزى حالة وفاة واحدة من كل خمس حالات إلى سوء النظم الغذائية الناجم عن انخفاض استهلاك الأطعمة الصحية مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات. وسيقلل تغير المناخ من غلة هذه المحاصيل ويعرض صحة المزيد من الناس للخطر، وهو يقلل من العناصر الغذائية في ما نأكله. وأبرز تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سيقلل من جودة أغذيتنا.
ويشمل ذلك البروتينات والحديد والزنك وبعض الفيتامينات الموجودة في الحبوب والفواكه والخضروات، وبدون هذه العناصر الغذائية سيكون المزيد من الناس عرضة لخطر نقص المغذيات الدقيقة، مما يؤدي إلى عواقب صحية بدنية وعقلية خطيرة.
علاوة على ذلك، فإن عدم تناول ما يكفي من الخُضر والبقوليات يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نقص المغذيات، ويساهم في نقص الغذاء وارتفاع أسعاره.
وترتبط أوجه عدم المساواة في النظام الغذائي ارتباطاً وثيقاً بسوء النظام الغذائي والصحة. ويواجه حوالي ملياري شخص انعدام الأمن الغذائي والتغذوي، ويعاني 820 مليون شخص نقص التغذية.
«إيتنج ويل»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"