اطرح السؤال الصحيح

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك أن هناك منغصات في الحياة تواجهنا وتعصف بنا، وبعضها يهدّ عزمنا ويغضبنا، ولكن على الجانب الآخر هناك إيجابيات أيضاً، ويجب ألّا نغفل عنها.
هناك الكثير من البحوث والدراسات التي تتحدث عن كيفية التعامل مع ضغوط ومشاكل الحياة على مختلف أنواعها، كيف تتصرف مع المدير العصبي؟، أو كيف تتعامل مع فريق عمل غير متعاون؟، أو أفضل طرق التعامل مع العلاقات السيئة، أو الأساليب المثلى في التربية والتعامل مع الأطفال، ستجد سيلاً من المعلومات والنصائح، والكثير منها قيّم ومفيد، إذا كانت من مصادر موثوقة وصحيحة، وهذه تساعد في اتباع النهج السليم والصحيح لمعالجة الصعوبات والمشاكل عند وقوعها. 
والمعضلة عندما نقع في مشكلة ما، ولا نملك معلومات كافية عنها؛ لذا يجب التوجه نحو المختصين وأهل الخبرة والعلم.. أتذكر إحدى الصديقات كانت تعاني من تقلب المزاج بشكل مستمر، مما يسبب لها الحزن، لم تترك أحداً إلا واستشارته ولم تترك مجلساً إلا وعبرت فيه عن ألمها واضطرابها، وعند مراجعتها لأحد الأطباء بسبب ألم عابر شعرت به، وبعد علاج ذلك الألم، أبلغها الطبيب أن لديها نقصاً واضحاً في فيتامين «د». وبمجرد أن بدأت في محاولة تغذية جسدها بهذا الفيتامين وفق رعاية طبية متخصصة، تغيرت تماماً نحو الأفضل، وهكذا كانت مشكلتها الكبيرة تكمن في حل سهل، وجاء الحل في وقته قبل استفحال نقص جسدها من هذا الفيتامين المهم.
نحن نميل إلى حل المشاكل سريعاً وبسهولة، من دون بحث، من دون زيادة المعلومات عن المشكلة، من دون التوجه لأهل العلم والاختصاص بهذه المشكلة، يجب النظر للصورة بشمولية وموضوعية، قد يكون سبب تعاستك صداقات سلبية، بينما من المفترض لأولئك الذين حولنا أن يكونوا داعمين لا سلبيين. قد يكون سبب شعورك بالقلق الذي تظن أنه أمر طبيعي، هو وجود مشاكل معلقة، مثل اختبار لم تتجاوزه، أو عمل لم تنجزه، أو خوف من مرض ما.
وكما قال المؤلف الأمريكي الشهير ديل كارنيجي: «الحل لأي مشكلة موجود مسبقاً، كل ما علينا هو أن نسأل الأسئلة الصحيحة التي تكشف الحل». الحلول موجودة، والعلم يفيدك، المهم أن تسأل السؤال الصحيح، وتقوم بطرحه على المختص، وتبعد عن الآراء الشخصية والنصائح العامة؛ لأنها قد تزيد الأمر سوءاً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"