عادي
دخلت في سباق للظفر بأكبر عدد منهم

جامعات تخطب ود طلبة الثانوية ببرامج تواكب سوق العمل

23:18 مساء
قراءة 7 دقائق
خلال تسجيل الطلاب في إحدى الجامعات

تحقيق: عبدالرحمن سعيد
بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، بدأت أغلبية الجامعات الاستعداد لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة المستجدين، ما يطرح سؤالاً، حول دور الإرشاد الأكاديمي في الجامعات في توجيه الطالب المستجد نحو التخصصات الأكثر احتياجاً في سوق العمل؟ وهل هدف الإرشاد الأكاديمي في الجامعات التي تتطلع إلى الربح المادي في الدرجة الأولى هو جذب أكبر عدد ممكن من الطلبة المستجدين، وما هي مسؤولية الإرشاد الأكاديمي في توجيه الطلبة إلى تخصصات أقل إقبالاً في سوق العمل ولكنها أقل تكلفة للجامعة وأكثر ربحية؟ هل يتم توضيح حقيقة مدى الحاجة الفعلية للتخصص ومدى احتياجه في سوق العمل للطلبة، حيث إن هناك تخصصات وصلت إلى مرحلة ما فوق التشبع في سوق العمل، ومازال الإرشاد الأكاديمي يوجه الطلبة نحو الانخراط فيها ودراستها.

كثيراً ما يشغل بال أولياء الأمور وخريجي الصف الثاني عشر في الفترة الحالية اختيار التخصص المناسب لسوق العمل، للعمل على تقليص الوقت المهدر في رحلة البحث عن عمل عقب التخرج، حيث يتخبط الطلاب بين تخصصات لديهم شغف لدراستها، وتخصصات تراها الأسر أكثر فائدة على المدى البعيد، الأمر الذي قد ينتج عنه دراسة الطلاب لتخصصات دون الحصول على وظيفة، أو دراسة تخصصات أخرى دون أي شغف الأمر الذي يحد من الحس الإبداعي للطلاب.

«الخليج» تسلط الضوء في هذا التحقيق على هذه القضية التي تحدث فيها طلاب وخريجون لم يحصلوا على الإرشاد الأكاديمي المناسب ما جعلهم يبحثون عن عمل أكثر من سنة وأحياناً سنتين وأكثر بعد تخرجهم، وطلاب آخرون لاحظوا أن بعض الجامعات هدفها استقطاب أكبر عدد من الطلاب دون مبالاة بشغفهم أو احتياجات سوق العمل، الأمر الذي دفعهم للرفض، والتطلع لدراسة التخصصات التي يرغبون بها.

مراجعة دورية

جامعات حكومية وخاصة في أبوظبي تؤكد أنها تجري بانتظام مسوحات ميدانية دورية لمراجعة البرامج الدراسية وإقبال الطلبة عليها، إضافة إلى متابعة خريجيها والتحاقهم بمجالات العمل المختلفة، علاوة على تنبيه الطلاب باحتياجات سوق العمل.

وتوضح أنه بعد تسجيل الطالب واختياره التخصص تستمر عملية الإرشاد الأكاديمي من قبل مرشدي الكليات والبرامج لضمان اتباع الطالب أفضل خطة دراسية توصله للتخرج بجدارة واقتدار، حيث تعمل على استشراف المستقبل والتعرف الى احتياجات سوق العمل المتوقعة خلال مراحل زمنية مستقبلية طويلة. وتشير في ما يتعلق بالإشكاليات التي تواجه الطلبة في اختيار التخصصات إلى أنه في بعض الأوقات يكون الطالب أو الخريج ليس لديه الخبرة أو الرؤية المستقبلية لسوق العمل ومازال يؤمن بالوظائف القديمة، ودورنا المساعدة عبر التوجيه والاختبارات التي يخضع لها لمساعدته على اختيار أنسب وأقرب تخصص لميوله الأكاديمي وبما يتلاءم مع درجاته العلمية.

جامعة زايد

وتؤكد جامعة زايد أنها تقوم بالتحديث المستمر لبرامجها لمواكبة متطلبات سوق العمل، وقد خضعت جميع البرامج في التخصصات الموجودة فيها لدراسات تقييم حاجة السوق، وعليه طرحت الجامعة 4 برامج جديدة «متداخلة التخصصات» في الفصل المقبل تشمل: بكالوريوس العلوم في تحوّل الأعمال، وبكالوريوس العلوم في الابتكار الاجتماعي، وبكالوريوس العلوم في نظم الحوسبة، وبكالوريوس العلوم في الاستدامة، إضافة إلى برامج الفنون والصناعات الإبداعية المتوفرة حالياً بالجامعة، وتهدف البرامج، إلى منح الطلبة مواد علمية تجمع بين التعليم النظري والخبرة العملية وتوفر فرص التدريب والتوجيه، بهدف استيعاب تخصصاتهم المختارة بالشكل الذي يضمن لهم المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل والارتقاء بحياتهم المهنية بعد التخرج.

وتذكر الجامعة أنها تجري بانتظام مسوحات ميدانية دورية لمراجعة البرامج الدراسية وإقبال الطلبة عليها، إضافة إلى أنها تتابع خريجيها وتراقب التحاقهم بمجالات العمل المختلفة.

جامعة أبوظبي

وتقول ليلى كروما مدير أول قسم القبول والتسجيل في جامعة أبوظبي: «تراعي الجامعة في مختلف المجالات تنبيه الطالب إلى البرامج المطروحة داخل الدولة واحتياجات سوق العمل وذلك خلال الندوات التوجيهية للطلبة في المدارس أو في معارض التعليم أو المؤتمرات إضافة للندوات الموجهة لأولياء الأمور في داخل الجامعة خلال الأيام المفتوحة أو الندوات الافتراضية المقدمة من قبل مدير أول قسم القبول والتسجيل حيث إن جامعة أبوظبي تولي أهمية لهذا الموضوع لمساعدة الطالب وولي الأمر إضافة إلى الأدوات التعليمية التي يتم مشاركتها مع الطلبة، والتي تساعده على قياس مدى ملاءمة التخصص لميول الطالب الأكاديمية والعلمية».

وتوضح أنه بعد تسجيل الطالب واختياره التخصص تستمر عملية الإرشاد الأكاديمي من قبل مرشدي الكليات والبرامج لضمان اتباع الطالب أفضل خطة دراسية توصله للتخرج بجدارة واقتدار.

وتشير إلى أن جامعة أبوظبي لديها مجموعة مختارة من الشركاء الاستراتيجيين الذين يرأسون عدداً من الشركات الهامة في الدولة وبمساعدتهم وآرائهم بخصوص كفاءات الخريجين يساعدون الجامعة باستمرار لتطوير المنهاج بما يناسب ويتلاءم مع احتياجات سوق العمل.

وتقول في ما يتعلق بالإشكاليات التي تواجه الطلبة في اختيار التخصصات إنه في بعض الأوقات يكون الطالب أو الخريج ليس لديه الخبرة أو الرؤية المستقبلية لسوق العمل ومازال يؤمن بالوظائف القديمة وواجبنا مساعدته في اختيار أنسب وأقرب تخصص لميوله الأكاديمي وبما يتلاءم مع درجاته العلمية.

مرشد لكل طالب

وتقول علياء تامر مديرة شؤون الطلاب في كلية أبوظبي للإدارة المملوكة من قبل غرفة أبوظبي: «تقوم كلية أبوظبي للإدارة بتعيين مرشد أكاديمي لكل طالب فور التحاقه بأي من برامج الدراسات العليا التي تطرحها، وتتمثل مهمة المرشد الرئيسية في توجيه الطالب أثناء المسيرة التعليمية ومساعدته على استيفاء متطلبات التخرج في برنامجه الدراسي خلال المدة النظامية المحددة، إضافة إلى متابعة الطالب ومساعدته في أنشطة البحث العلمي واستكمال المتطلبات الأكاديمية الخاصة ببرنامجه الدراسي».

وتؤكد أن الكلية تحرص في عملية طرح برامج الدراسات العليا الجديدة على رصد واستشراف احتياجات سوق العمل وذلك من خلال تلبية احتياجات الدولة المستقبلية من البحوث والتطوير وتوفير برامج أكاديمية قائمة على البحث العلمي وتتماشى مع رؤية مئوية الإمارات 2071 وتحقيق أهدافها.

وتشير إلى أن البرامج الأكاديمية التي تطرحها الكلية متنوعة وتناسب العديد من المسارات المهنية.

جامعة العين

ويقول الأستاذ الدكتور غالب رفاعي رئيس جامعة العين إن الجامعة تحرص عند طرح أي برنامج جديد على إجراء دراسة مستفيضة لاحتياجات سوق العمل على المدى الطويل ووظائف المستقبل، بحيث تضمن مواصلة استيعاب السوق لأفواج الخريجين من هذه البرامج، إضافة إلى إجراء استبانات دورية لمعرفة رأي الطلبة وأولياء الأمور في أهم التخصصات ولقياس مدى اهتمامهم بالبرامج لتحديد أهمها، ومن خلال جميع هذه البيانات والدراسات نتمكن من اتخاذ القرارات الخاصة بإطلاق البرامج الجديدة.

ويضيف: تعمل الجامعة على الدوام على استشراف المستقبل والتعرف الى احتياجات سوق العمل المتوقعة خلال مراحل زمنية مستقبلية طويلة، وتتخذ الجامعة إجراءات احترازية أخرى لضمان تحقيق أعلى مستويات التوازن بين حاجة السوق وأعداد الخريجين، وذلك بهدف ضمان حصول طلبتها على فرص وظيفية أفضل.

استقطاب الطلاب

ويقول الطالب كريم طارق الذي تخرج في الثانوية العامة العام الجاري، إنه يبحث حالياً الالتحاق بإحدى الجامعات الطبية سواء طب الأسنان أو البشري، نظراً لأنه بحث عن فرص دراسة الطب في الإمارات، ولم يجد سوى جامعتين على مستوى الدولة، الأولى هي جامعة الشارقة، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي التي تدرس الطب كبرنامج بعد الانتهاء من مرحلة البكالوريوس.

ويشير إلى أنه حصل على إرشاد أكاديمي من أكثر من جامعة خاصة على مستوى الدولة لا يوجد فيها كليات طب، ولكنه شعر بأن بعض تلك الجامعات هدفها استقطاب أكبر عدد من الطلاب غير مبالية بشغفهم أو احتياجات سوق العمل.

تجميل الصور

ويوافقه الرأي الطالب محمد وليد الذي تخرج في الثانوية العامة دفعة العام الجاري بمعدل 98.7%، حيث يطمح إلى دراسة الطب البشري، ولكنه سيتوجه للدراسة في دولته الأم، نظراً لأن تكاليف دراسة الطب على مستوى الدولة باهظة جداً، وهو لا يقدر على تحملها.

ويبين أنه حصل على إرشاد أكاديمي من أكثر من جامعة خاصة، ولكنه لاحظ أن بعض الجامعات تحاول الترويج للتخصصات المتوافرة حتى لو وصلت إلى التشبع في سوق العمل.

الإرشاد الأكاديمي

ويقول الشاب عبدالله محمد البلوشي الحاصل على بكالوريوس علوم طيران من إحدى الجامعات في الدولة، إنه ما زال في رحلة البحث عن عمل على الرغم من أنه تخرج منذ أكثر من عام، مبيناً أنه لم يحصل على إرشاد أكاديمي يفيد بعدم الحاجة لدراسة تخصصه قبل الالتحاق به، وإنه إذا كان على علم بهذا لكان التحق بأي تخصص آخر يضمن له وظيفة بعد التخرج.

ويقترح التنسيق بين وزارة الموارد البشرية والتوطين والجامعات الحكومية والتعاون بينهم بصورة دائمة خاصة خلال فترة الإرشاد الأكاديمي الذي يحصل عليه خريجو الصف الثاني عشر قبل التحاقهم بالجامعات، وذلك بأن توافيهم الوزارة بإحصاءات واقعية عن متطلبات سوق العمل واحتياجاته على المدى البعيد.

ضرورة التنسيق

ويطالب حميد محمد الجاسمي الحاصل على بكالوريوس هندسة كيميائية من إحدى الجامعات في أبوظبي بضرورة التنسيق بين الوزارة والجامعات في ما يتعلق باحتياجات سوق العمل لما سيكون له مدلول إيجابي على الطلاب وأصحاب العمل، مبيناً أنه بمجرد تطبيق التنسيق سيعود النفع على الجميع وسيساهم في القضاء تماماً على بطالة الشباب، كما سيساهم في تقليص المدة الزمنية التي يستغرقها الخريج حتى يلتحق بعمله.

تقنية المعلومات

وتؤكد فاطمة هلال التي تخرجت في إحدى الجامعات في الدولة دفعة 2020، على أهمية تلقي الطلاب الملتحقين بالجامعة حديثاً الإرشاد الأكاديمي، الذي يفترض أن يكون دوره توظيف شغف الطلاب في تخصصات تفيده في الالتحاق بسوق العمل على المدى البعيد. وتشير إلى أنها لم تتلق إرشاداً أكاديمياً يوضح لها حقيقة متطلبات سوق العمل.

السماع للإرشاد

تبين خلود محمد الحديدي أنها عندما تخرجت في الصف الثاني عشر كانت مشتتة فكرياً في اختيار التخصص ما بين آراء أسرتها، ورأيها الشخصي، واحتياجات سوق العمل، فقررت السماع للإرشاد الأكاديمي الذي قد يفيد في اختيار التخصص المناسب، وبناء عليه درست إدارة الأعمال، وتخرجت عام 2019، واستمرت رحلة بحثها عن العمل، أكثر من عامين متتاليين، ومؤخراً التحقت بوظيفة إدارية لا علاقة لها بتخصص دراستها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"