لنستفد من العطلة

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

بدأت عطلة المدارس، والسؤال: كيف يقضي أبناؤنا هذه الأيام؟
العطلة في أي مجال، مهنة كان، أو دراسة، أو تدرّباً، ضرورية، فالموظف تمنحه وظيفته عطلة سنوية مقدارها شهر، وصاحب العمل الحر أو التجاري يعطي نفسه استراحة سنوية، والباحث والدارس.. لأن هذه الاستراحة تبعث في الروح النشاط، وفي النفس التجدّد، وفي العقل الرغبة في العمل وفي الجسد الهمّة والاستعداد. 
أما الطالب، وهو ضمن هؤلاء، فعطلته مختلفة، حيث يمنح ثلاث عطل في العام الدراسي، وهي على ضرورتها للتحفيز، فإنّها تشتمل في كثير من الأحيان على مخاطر ، قد تكون ضارّة، وأحياناً كارثية.
هذه الأيام التي تمرّ بإماراتنا الحبيبة، في هذا الطقس الحارّ، علينا دفع أبنائنا وتحفيزهم، لاستغلال كل ما يفيد الجسد والنفس، ويغني العقل والفكر، كالنشاطات الفنية الراقية التي تملأ الإمارات في هذه الأيام، من معارض فنية وبرامج أنشطة ومهرجانات تملأ المراكز، وعروض غنيّة بكل ما يرفع الفكر، ويحفّز على الخير.
وبدءاً من عاصمتنا الغرّاء، وما تضمّه من معارض وأنشطة، إلى دبي اللؤلؤة، بمهرجاناتها ، ثمّ شارقة البسمة، ومكتباتها ومعارضها ، وكذلك النشاطات الثقافية والرياضية التي لا تنقطع في عجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة، تحفّز على ارتياد البحر والسباحة والمتعة التي لا تضاهيها متعة.
ورغم أن إصابات الفيروس الخبيث ترتفع، للأسف، لعدم حرص بعضهم وإهمالهم الإجراءات الوقائية، فإن هذا لا يمنع من ممارسة النشاط والرياضة، مع اتخاذ كل الاحتياطات، من ارتداء الكمامة، والتباعد في الأماكن المكتظة، والنظافة الشخصية المستمرّة.
لكن للأسف ما نراه، أنّ كثيراً من هؤلاء الفتية، يقضون يومهم نائمين نهاراً، ثم جائلين في المراكز والشوارع، دون هدف أو غاية أو فائدة. وعند العودة إلى المنزل، ينكبّون «بحماسة» و«همّة» عاليتين، على أجهزة الحاسوب، أو الهواتف النقالة، متنقلين بين موقع سيئ، وآخر أكثر سوءاً، أو مواقع فارغة المضمون لا تغني ولا تسمن من جوع. 
لمَ لا يصطحب أولياء الأمور أفلاذ أكبادهم إلى عمل فنّيّ راقٍ أو معرض تشكيلي، لم لا يرافقونهم إلى الحدائق الجميلة والشواطئ الساحرة والبرّ المنعش؟ متى نعي أن العطلة فرصة ذهبية لقنص الفائدة على كل المستويات. لمَ لا يشجّعونهم على ارتياد المكتبات التي تملأ الأماكن كافة ، ولا تجد من يمدّ يده ليأخذ كتاباً يتصفّحه، فيعمل على تثقيف نفسه وتهذيبها وإغناء معرفته.
أبناؤنا، نردّد مراراً وتكراراً، أمانة، وتنشئتهم واجب ومسؤولية عظيمان، لنزرع فيهم الحب الراقي النبيل للذات، من أجل بنائها بركائز قوية راسخة. وهذه العطلة مناسبة.. فاقتنصوها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"