المواعيد الطبية؟!

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

جميل جداً أن تذهب إلى أي مركز طبي أو مستشفى تابع لإحدى الهيئات الصحية التابعة لإحدى إمارات الدولة وقد أخذت موعدك الطبي المحدد بالساعة والدقيقة، وتتواجد في ذلك المستشفى أو المركز أو العيادة حسبما طلب منك قبل 20 دقيقة من الموعد المحدد، وتأخذ رقماً محدداً من آلة التسجيل الموجودة في الاستقبال، ثم يتم تسجيل حضورك عبر أحد الإخوة والأخوات في قاعة الاستقبال، لتتوجه بعد أن يظهر رقمك على الشاشات المعلقة هناك أو عبر النداء الآلي على رقمك للممرضة التي تأخذ درجة حرارتك وضغطك وبقية المطلوب من فحوصات قبل دخولك للطبيب المعالج.
 ذلك شيء جميل وحضاري إن طبق بشكل جيد، أما أن تتصل وتأخذ موعداً محدداً، وتذهب للعيادة أو المركز الصحي أو المستشفى، لتجد نفسك بعد الوصول قبل 20 دقيقة من الموعد وأخذ الرقم من آلة التسجيل في صراع مع الوقت حتى يتم التأكد وتسجيل موعدك وعلى أي طبيب ستدخل ورقم غرفته، ثم تنتظر متى ستتم دعوتك للدخول على الممرض الذي يأخذ وقتاً ليس بالقصير قد يتجاوز أحياناً كثيرة موعدك الذي أعطي لك للدخول على الطبيب.
والغريب أن يتم النداء بالاسم في أحيان كثيرة بالذات في العيادات والمراكز الصحية بالرغم من وجود شاشات خاصة يظهر عليها الرقم المحدد لكل شخص، مع النداء الآلي على الرقم عبر ميكروفونات خاصة، ثم تنتظر مستمراً في صراع الوقت، حيث من الممكن أن تجلس منتظراً الدخول على الطبيب أكثر من ساعة بعد موعدك المحدد، والغريب أنك حينما تسأل وتراجع يقال لك إن هناك مرضى قبلك، والأغرب منه هو أن يكون الذي قيل إن موعده قبلك يحمل رقم بطاقة تسجيل بعدك بعدة أرقام وحين تستفسر يؤكدون أن موعده قبلك، لكنه لم يلتزم وجاء متأخراً عن موعده بأكثر من ساعة وليس مجرد دقائق معدودة فقط، لكنه سيدخل قبلك في كل الأحوال بالرغم من التزامك بكل ما طلب منك حينما اتصلت لأخذ موعدك الطبي.
السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة، ما قيمة أخذ الموعد إن لم يكن هناك التزام به من قبل الجهة المانحة للموعد، وما قيمة الموعد إن كان من أخذ الموعد سينتظر لعدة ساعات بعد التوقيت الذي أعطي له للدخول إلى الطبيب، وما قيمة الموعد إن كان من لم يلتزم وتأخر عن موعده، سيدخل قبلك في كل الأحوال وكأنك تعاقب على التزامك وتتم مكافأته على تأخره.
حدث ذلك ولعدة مرات معي ومع أسرتي، وبالرغم من حديثي مع المسؤولين في مختلف العيادات والمراكز والمستشفيات، لم أجد جواباً شافياً أو عذراً مقبولاً يسوغ ذلك.
الالتزام قيمة حضارية، فإن لم تكن هناك قيمة لأخذ المواعيد والالتزام بالوقت، فما الداعي لهما.
نتطلع إلى أن نجد أذناً تصغي وتتابع وتعدل وتطور للأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"