محمد شاهين*
حدث كبير حل على عالم العملات المشفرة بتاريخ 13 يونيو 2022، حيث شهدت انخفاضاً كبيراً في الأسواق، ما أدى إلى حدوث تقلبات ملحوظة بالنسبة لعدد كبير من المشاريع والجهات مثل «بيتكوين» الذي انخفض بنسبة 15.5% وأنهى اليوم بسعر 23.200 دولار وانخفض مرة أخرى بنسبة 10% في صباح يوم 14 يونيو قبل أن يجد الدعم من المشترين ليصل إلى 20800 دولار.
ووفقاً لنتائج حصلت عليها مؤسسةDecentralized finance Defi من خلال بروتوكول الإقراض «AAVE»، الذي يُمكن المستخدمين من إقراض أو اقتراض العملات المشفرة بدون الحاجة للذهاب إلى وسيط مركزي، تبين أن هذا الحدث أدى إلى انخفاض في كل عمليات الإقراض المتعلقة بالعملات الثابتة. وتشير البيانات الصادرة من Defi إلى أن القيمة الإجمالية الخاصة ببروتوكول «AAVE» انتهت بانخفاض وصل إلى 8.11 مليار دولار، بالمقارنة بإجمالي بلغ 33.51 مليار دولار في أكتوبر الماضي، ما يعتبر صدمة لأسواق العملات المشفرة. كما سجل انخفاضاً ملحوظاً في الإقراض على عملة Binance USD ليصل إلى 30% بالمقارنة مع شهر مايو حيث بلغت النسبة حينها 80%.
وتُمثل التقلبات الحالية عاملاً مهماً في زعزعة ثقة المستثمرين، فهل فكرت ما السبب وراء تدهور أكثر العملات رواجاً؟
سجلت عملة «بيتكوين» انخفاضاً لافتاً في فترة التراجع الكبير الذي حدث منذ مارس 2020، وسط هبوط أسواق الأسهم وارتفاع أسعار الدولار. وأدت الفجوة التي حدثت في ديسمبر 2020 إلى انخفاض وصل إلى تحت المئتي أسبوع والمتوسط الذي يتحرك ببطء، ولكن من وجهة نظري، من المتوقع أن تصل «البيتكوين» إلى مستويات تقترب من 19500، بشكل يعادل الذروة التي حدثت في 2017، واستمرت العملة في الصعود والنمو حتى نهاية 2020، من أجل عائد حاسم للمشترين على المدى الطويل.
هل تتوقعون الوصول إلى أسعار أعلى من هذا الوقت؟ دعونا نتناول كيف يُمكن ل«البيتكوين» البقاء في مثل هذه الفترة التي تشهد انخفاضات كبيرة. وهل هناك توقعات باستمرار صعود «البيتكوين» في المرحلة المقبلة؟ لنسلط الضوء أكثر على الطريقة التي استطاعت بها البيتكون الصمود في وجه كل هذه التقلبات.
تعتبر تلك الفترة آخر سلسلة من انخفاضات أسعار العملات المشفرة، والتي شهدت انخفاضاً ملحوظاً بنسبة تصل إلى أكثر من 60% في قيمتها خلال السبعة أشهر الماضية، وتعرضت العديد من العملات المشفرة مثل «Ethereum» و«Cardano» و«Solana» و«Dogecoin» لخسائر فادحة وانخفضت بنسبة تتراوح ما بين 15 و25 سنتاً خلال الأيام الماضية.
ويعيش الكثير من مقتني العملات المشفرة في أزمة حقيقية ويقومون بتسييل أصولهم، في الوقت الذي أعلن فيه «Celsius» لإقراض العملات المشفرة عن التوقف لفترة مؤقتة عن إقراض العملاء، وفي سياق آخر، قد يعتبر هذا الانخفاض الكبير في الأسواق عاملاً يؤدي إلى زيادة الخوف.
لقد أدى التغير الكبير للسوق نتيجة الانتقال من مرحلة التداول الفوري البسيط إلى تداول المشتقات إلى تسليط الضوء على مؤشرات الانهيار والهبوط والتأرجح في سوق العملات المشفرة.
أدت الالتزامات المترابطة متعددة الطبقات، والإسناد والإقراض والتداول متعدد المشتقات إلى زيادة في الطلب على السيولة.
ورفع سعر الفائدة للاحتياطي الفيدرالي، وتقوم البنوك المركزية بمحاولات للتراجع عن التسهيل الكمي ما أدى إلى أعلى معدلات وصلها التضخم منذ ديسمبر 1981.
إن المحفز الرئيسي لانخفاض أسعار العملات المشفرة هو بيع المستثمرين كميات كبيرة من العملات وسط مخاوف من ارتفاع في معدلات التضخم، وإيقاف سحب الأموال من خدمة إقراض العملات المشفرة «Celsius».
يتعرض سوق العملات المشفرة لصدمة، ويجب ملاحظة أن هناك تقلبات يتعرض لها سوق العملات المشفرة في الوقت الحالي، ويستمر المستثمرون في محاولتهم للابتعاد عن الأصول الأكثر خطورة، الأمر الذي انعكس على أسواق البورصة.
* الرئيس التنفيذي لشركة «Seven Capitals»
