عادي
طورها فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم

نظارات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصحيح عمى الألوان

19:42 مساء
قراءة 3 دقائق
جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي

أبوظبي: عبدالرحمن سعيد

طور فريق من الباحثين من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، نظارات جديدة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن ارتداؤها لمساعدة الأشخاص المصابين بعمى الألوان وتصحيحه، عن طريق «راتنج» شفاف لصنع العدسات، ممزوجاً بصبغتي ترشيح للأطوال الموجية لتوفير تأثير الصبغ، واستخدم الباحثون 3 تراكيز مختلفة من الأصباغ لتخصيص العدسات وقاموا بمقارنة نظاراتهم المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد بالمنتجات المتاحة تجارياً والمستخدمة لعلاج القصور في رؤية الألوان.

وأوضح الفريق أن النظارات المصممة في الأسواق التجارية حالياً كبيرة الحجم وقد لا تكون مريحة، لكن نظارتهم المطورة ذات إطارات خاصة للعدسات باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصغير الإطارات لمزيد من الراحة وسهولة الاستخدام، وبالاستناد إلى بعض التصاميم المتاحة تجارياً، فإنه يمكن طي هذه النظارات المصنوعة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد مثل النظارات الأخرى، مما يجعلها أكثر قابلية للاستعمال.

وضم الفريق البحثي كلاً من الدكتور حيدر بات، الأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية، والدكتور فهد علم، زميل بحوث ما بعد الدكتوراه، والدكتور محمد الشريف، زميل بحوث ما بعد الدكتوراه، وأحمد صالح، وجميعهم من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة، وقد ألهم هذا البحث أيضاً مشروع تصميم متقدم لطلبة المرحلة الجامعية الأولى سيف عبدالله النقبي، وعلي سيف راشد الشاوي الغفلي، وراشد علي خلفان بن قحفان العلي، ومحمد علي محمد حسين علي الشمالي.

وقال الدكتور حيدر بات: لا يزال تخصيص النظارات لمرضى القصور في رؤية الألوان يمثل تحدياً، على الرغم من أن الأبحاث قد طورت بشكل كبير خصائص ومواد الأدوات القابلة للارتداء لمرضى القصور في رؤية الألوان المتوفرة حالياً في السوق.

وبين أن مشاكل التمييز بين ظلال ألوان معينة تؤدي إلى حرمان الأشخاص من العمل في المجالات التي يكون فيها التعرف إلى الألوان أمراً بالغ الأهمية، لكن قد يكون لها أيضاً تداعيات يومية بسيطة مثل تحديد ما إذا كانت الموزة ناضجة أو اختيار الملابس المتناسقة.

وذكر أن شبكية العين تحتوي على ثلاثة أنواع من المخاريط يميز أحدها اللون الأزرق والثاني اللون الأخضر والثالث اللون الأحمر، وتتيح هذه المخاريط مجتمعة للأشخاص رؤية جميع ألوان الطيف، لكن القصور في رؤية الألوان هو اضطراب بصري وراثي يحد من هذه القدرة، ويعد عمى اللونين الأحمر والأخضر أكثر أشكال القصور في رؤية الألوان انتشاراً؛ حيث يعتمد معظم المصابين على الأدوات القابلة للارتداء لإدارة الصعوبات في المهام اليومية، وأكثر الأدوات القابلة للارتداء شيوعاً هي النظارات الملونة.

وقال: عندما قارنا الأداء البصري لنظاراتنا بنظارات عمى الألوان التجارية، أشارت نتائجنا إلى أن نظاراتنا المطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد كانت أكثر انتقائية في تصفية الأطوال الموجية غير المرغوب فيها بالمقارنة مع الخيارات المتاحة تجارياً، ولديها إمكانات كبيرة في علاج عمى الألوان، إضافة إلى ذلك، تم تقييم خواصها الميكانيكية بعناية؛ إذ تعد مرونتها وقوة شدها عوامل مهمة في قياس طول عمرها ومدى تحملها، وقد أظهرت النظارات عند اختبارها متانة فائقة دون أن تنكسر حتى عند تعرضها للطي أو الانحناء.

واستخدم فريق جامعة خليفة صبغتين: إحداهما حجبت الأطوال الموجية غير المرغوب فيها لمرضى عمى اللونين الأحمر والأخضر، بينما قامت الأخرى بتصفية أطوال موجية غير مرغوب فيها لمرضى عمى اللونين الأصفر والأزرق، واستخدم الفريق كلا الصبغتين في عدساتهم، واتضح عند الاختبار أن المتطوعين المصابين بالقصور في رؤية الألوان الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق قد استفادوا من النظارات، مما يشير إلى فاعليتها في إدارة كلا النوعين من القصور في رؤية الألوان.

وأظهرت الأبحاث التي أجريت على تقنيات إدارة القصور في رؤية الألوان أن استخدام الأصباغ قد يكون صعباً نظراً لإمكانية حدوث مشاكل الترشيح والسمّية، لكن فريق البحث اختبر ذلك للتأكد من أن نظاراته آمنة للاستخدام على المدى الطويل، فقد تم فحص ثبات الأصباغ داخل النظارات المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد عن طريق تخزين النظارات في الماء لمدة أسبوع، وأظهرت النتائج عدم تسرب أي صبغة إلى الماء مما يشير إلى ثباتها، كما ترك الفريق النظارات مكشوفة في الظروف المحيطة لمدة أسبوع إضافي، ما أكد ثباتها ومتانتها.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"