عادي

مهمة علمية تستكشف الكائنات الدقيقة في المحيطات

18:07 مساء
قراءة دقيقتين
سفينة مشاركة في البحث
تسعى مهمة علمية تشارك فيها البحرية الفرنسية إلى جمع بيانات دقيقة عن «الميكروبيوم» الخاص بالمحيطات الذي جعل الأرض صالحة للسكن، في ظل نقص المعلومات لدى المجتمع العلمي عن هذه المنظومة الأساسية.
ويؤكد كولومبان دي فارجاس، وهو مسؤول عن قسم الأبحاث في المركز الفرنسي للبحث العلمي ويعمل في المركز المتخصص بعلم الأحياء الواقع في روسكوف (غرب) أنّ «الميكروبيوم الخاص بكوكب الأرض يشكّل موضوع العصر».
وتولّى العالم السويسري «المهووس بالاستكشاف» رسم خرائط لعوالق المحيطات التي تشكل «مزيجاً من الكائنات الحية الدقيقة» وتتألف من فيروسات وبكتيريا وحيوانات وغير ذلك من الكائنات الحية. وكان لهذه الكائنات غير المرئية التي تتنقل في المياه بحسب التيارات البحرية الفضل في جعل الأرض صالحة للسكن من خلال إنتاجها معظم كميات الأكسجين الذي نتنفسه.
ويقول الباحث إنّ «التنوع البيولوجي هو أساساً في عالم الكائنات الحية الدقيقة التي كانت وحدها موجودة على مدى 3 مليارات سنة»، مضيفاً «لكننا نجهل تفاصيل هذه الكائنات التي نعيش معها وعدد أنواعها على كوكب الأرض».
وبعد استخلاص عبر من مهمة «تارا أوسيان» التي أجرت 220 عملية قياس على الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في المحيطات، يعتزم كولومبان دي فارجاس وزملاؤه الباحثون تنفيذ «عملية قياس بالتعاون وتكون غير مكلفة لكن عالمية ومستدامة» للكائنات غير المرئية في المحيطات.
ويهدف عملهم على المدى البعيد واستناداً إلى مشروع «بلانكتون بلانيت» إلى تجهيز عشرات آلاف من المراكب الشراعية والسفن التجارية أو تلك المخصصة لنقل البضائع والتي تجوب المحيطات، بأدوات قياس وأجهزة استشعار غير مكلفة، بهدف فهم كيف «تتكيف الكائنات الحية مع التغيّرات الضارة» الناجمة عن الأنشطة البشرية.
ويوضح دي فارغاس أنّ هذه الخطة «ليست سهلة لأنّ عمليات القياس ينبغي أن تكون متجانسة، وستعتمد الخطة كلها على جودة عمليات القياس هذه».
وهنا يأتي دور مهمة بوغانفيل التي تُنفَّذ بالتعاون مع البحرية الفرنسية وتهدف إلى تعزيز الثقة بـ«أجهزة الاستشعار غير المكلفة» التي تستهدف العوالق. وانطلاقاً من نتائج الجولة العالمية التي قام بها المستكشف الفرنسي لوي-أنطوان دو بوجانفيل بين سنتي 1766 و1769، سيباشر عشرة طلاب ماجستير من جامعة السوربون في باريس مهمة تتعلق بالتنوع البيولوجي على متن سفن تابعة للبحرية الفرنسية.
وسيجوب الطلاب تالياً المياه المحيطة بالمناطق الخاضعة للإدارة الفرنسية في المحيطين الهندي والهادئ والتي تغطي مساحة تبلغ 11 مليون كيلومتر مربع (20 مرة مساحة فرنسا)، على متن 3 سفن من دورية «سفن الدعم والمساعدة في مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية»
وبعد إجراء اختبارات في مياه منطقة بريست (غرب)، ستنطلق المهمة الخاصة بالكائنات الدقيقة في سبتمبر 2023 مع أول مجموعة من الطلاب، ثم سيتولون جمع آلاف البيانات البيولوجية (صور وعينات من الحمض النووي) ضمن المهمة التي ستستمر حتى سنة 2025.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"