توفي رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، أمس الجمعة، بعد ساعات على إصابته بجروح برصاص في أوج تجمع انتخابي، في اعتداء أثار استياء كبيراً في اليابان والخارج، فيما ندد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بالجريمة، وأكد أن اليابان لن تستسلم مطلقاً للعنف وستواصل الحملة الانتخابية، في حين توالت ردود الفعل الغاضبة والمنددة بالجريمة البشعة التي استهدفت شينزو آبي، وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحساسه «بالصدمة والغضب والحزن الشديد» جراء عملية الاغتيال.
أكد المستشفى وفاة شينزو آبي بعد ظهر الجمعة، بعد تعرضه لإطلاق النار. وكان مسؤول كبير في الحزب الليبرالي الديمقراطي أعلن، حسب وسائل إعلام، وفاة آبي (67 عاماً) في مستشفى في مدينة كاشيهارا بمنطقة نارا. وقبل ذلك قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه «عمل همجي خلال الحملة الانتخابية التي تشكل أساس الديمقراطية. عمل لا يغتفر إطلاقاً وأدينه بأشد العبارات». وكان رئيس الوزراء السابق البالغ من العمر 67 عاماً يلقي خطاباً في تجمع انتخابي قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد عندما سمع أزيز رصاص، حسبما أوردت محطة «ان اتش كيه» ووكالة كيودو للأنباء. وذكرت «هيئة البث الوطنية» أنّ رجلاً في الأربعين من العمر أوقف بتهمة محاولة القتل بعد إطلاق النار على آبي وتمت مصادرة قطعة سلاح كانت بحوزته. وقال عدد من وسائل الإعلام اليابانية إن المشتبه فيه ياباني في الحادية والأربعين من العمر التحق في الماضي ب «القوة البحرية للدفاع الذاتي» أي سلاح البحرية الياباني. وداهم عناصر من الشرطة اليابانية منزل المشتبه فيه. وأظهرت مشاهد بثتها الهيئة عدداً من عناصر الشرطة المزودين بالمعدات الواقية وحاملي الدروع وهم يدخلون مبنى قالت إنه منزل رجل اعتقل بعد الهجوم بشبهة محاولة القتل. وأكد مسؤولون محليون في الحزب أنهم لم يتلقوا أي تهديد قبل الهجوم وأن خطاب آبي أُعلن عنه مسبقاً علناً. وكان المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو صرح لصحفيين أنه «تم إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق».
وأضاف «أياً كان السبب، لا يمكن التسامح مع عمل همجي من هذا النوع ونحن ندينه بشدة». وكان آبي رئيس الوزراء الذي بقي في السلطة لأطول مدة في تاريخ البلاد. فقد شغل المنصب في 2006 لمدة عام، ثم من 2012 إلى 2020 عندما اضطر للاستقالة لأسباب صحية.
صدمة وغضب وتنديد
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحساسه «بالصدمة والغضب والحزن العميق» إزاء اغتيال شينزو آبي، وأكد بايدن في بيان «هذه مأساة لليابان ولجميع الذين يعرفونه» مضيفاً «تقف الولايات المتحدة إلى جانب اليابان في لحظة الحزن هذه. أتقدم بتعازيّ العميقة لأسرته». كما أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن قلق الولايات المتحدة العميق، مؤكدا أنها «لحظة حزينة جداً». من جهته عبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن «الأمل أن يتم التعاطي» مع القاتل الموقوف «بسرعة وصرامة». وبدوره وصف الرئيس السابق باراك أوباما آبي بأنه «صديقي وشريكي القديم» مضيفاً أنه كان «مخلصاً لبلده الذي خدمه، وللتحالف الاستثنائي بين الولايات المتحدة واليابان».
ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقتل شينزو آبي «خسارة لا تعوض». وقال بوتين في برقية تعزية وجهها إلى والدة شينزو آبي وأرملته، حسب بيان الكرملين «أتمنى لكم... الشجاعة في مواجهة هذه الخسارة الفادحة التي لا يمكن تعويضها». وأضاف أن «ذكريات جميلة لهذا الرجل الرائع ستبقى إلى الأبد في قلوب من عرفوه». كما أعربت الصين عن «صدمتها» من الهجوم على آبي. واعتبر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أن الاغتيال «عمل إجرامي غير مقبول».
واستنكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تغريدة «القتل الجبان والوحشي» لآبي الذي وصفته بأنه «ديمقراطي عظيم ومدافع عن نظام عالمي متعدد الأطراف» شكل الاعتداء عليه «صدمة للعالم بأسره». وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال «لن أفهم أبداً القتل الوحشي لهذا الرجل العظيم. الأوروبيون يشاركون اليابان الحداد». وأضاف أنه علم بوفاة آبي «بأسف عميق». كما أدان حلف شمال الأطاسي «الناتو» وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا والهند وأوكرانيا وأستراليا وسينغافورة وماليزيا والفلبين وتايلند وبولندا واليونان والعديد من الدول الأخرى، جريمة الاغتيال وأعربوا عن تضامنهم وتعازيعهم للشعب الياباني وأسرة الفقيد.
إلى ذلك، قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تعازيه بوفاة رئيس الوزراء الياباني السابق.
وقال «لقد كان شينزو آبي صديقاً مخلصاً لمصر محباً لها داعماً لها في كلّ الأوقات والظروف، وشهدت علاقاتنا الثنائية في عهده تطوّراً غير مسبوق على جميع الأصعدة». وأعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن تقديرها الكبير «للدور المهم الذي قام به آبي خلال مسيرة عمله السياسي في تعزيز أواصر العلاقات المصرية اليابانية، والتي كان خلالها صديقاً وشريكاً داعماً لمصر».(وكالات)
