عندما نملك الشغف

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

دون أدنى شك أن لكل واحد منا قدراته الذاتية ومواهبه وشغفه، البعض يدرك ويوظف هذا الحماس والرغبة والشغف التوظيف الأمثل في حياته، وخلال تعاملاته المختلفة، وخلال المراحل التي يمر بها، وهناك من يجهل أثر هذه الجوانب تماماً ولا يكتشفها. لكنني مؤمنة بأن هناك قدرة ومواهب ذاتية لكل واحد منا، تجعل الحماسة لديه مرتفعة، والشغف مسيطراً على كيانه. وكما يقال ابحث عن الجانب الذي تجيده وتتقنه بالفطرة، نسمع بعض الكلمات الإيجابية التي تدفعنا نحو العمل والدقة والإنجاز، مثل: تعرفْ إلى شغفك، أبدعْ فيما تحب، اسمحْ لموهبتك بالانطلاق، حافظْ على مستوى الحماس والاندفاع... إلخ. والشغف والموهبة والحماس، جميعها مفردات، تشير لنقطة جوهرية ومهمة، وهي وجود الرغبة المسبقة والحب المسبق لهذا العمل أو ذاك، والرغبة الأكيدة الواضحة للإنتاج والتميز والإبداع. 
فإذا كنت ممن يلمس الحماس داخل نفسه لجانب ما، ولديه شغف بهذه المهمة أو يميل لهذا النوع من الأعمال والمهام، هنا يجب التوقف والتعرف إلى نفسك وما تحبه؛ لأن هذا قد يكون مؤشراً للجانب الذي ستبدع وتتميز فيه. هذا يعني أن ما ستقدمه من نتائج أو إنجازات، سيكون متميزاً بالدقة والمهارة والنجاح، يقول الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم: «لم يتم إنجاز أي شيء عظيم في العالم دون شغف»، إن كنت إنساناً شغوفاً فأنت موهوب، لا يمكن أن تجد موهبة، ولا تتم تنميتها وتطويرها، إلا عند إنسان لم يتعرف إلى موهبته وقدراته، لم يتعرف إلى ما تميل إليه نفسه وما ترتاح له، ومن هنا يأتي التركيز على أهمية أن يعرف الإنسان ما يريده وما يتطلع له. 
في هذا السياق على الأبوين تحديداً، فهم جانب الموهبة لدى أطفالهم وأين تكمن، وتنمية حسهم وشغفهم بها؛ لأن هذا الشغف هو الذي سيقودهم نحو المستقبل، عندما يوجد الشغف، يوجد الإبداع والتميز، فضلاً عن هذا كمْ من الجميل والمفيد والمريح نفسياً أن يتوجه الإنسان نحو ما يحب وما يبدع، وما يجد نفسه وقدراته تنصب فيه. لذا يبقى موضوع الموهبة وما تميل له النفس وما نجد الشغف متركزاً عليه، موضوعاً مهماً وحيوياً للصغار والكبار على حد السواء. لا تقمعْ شغفك وإنما قمْ بتنميته وتطويره، وزدْ من معارفك في هذا المجال، وستبدع فيه وتتميز.

[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"