فكّر بعلامتك التجارية الشخصية على أنها محرك حياتك المهنية، فكلّما زادت كمية الوقود التي تضخها فيها، ازدادت قوة الدفع. لكن السؤال هنا هو: كيف تحرّك هذا المحرك؟ وما هي المفاتيح اللازمة لذلك؟
أنت فقط من تحمل هذه المفاتيح، وما يحرك هذا المحرك هو مدى معرفة الآخرين بك وسمعتك بينهم، فهي تسمى علامة تجارية شخصية لسبب، حيث إنها مرتبطة باسمك وشخصيتك ومسيرتك المهنية وأهدافك وتطلعاتك.
وفي حال سئمت من عملك الحالي وترغب في الحصول على فرصة جديدة أفضل، ستكون بحاجة إلى إجراء بعض التعديلات والأبحاث لتعزيز وصقل علامتك التجارية الشخصية، بناءً على متطلبات صاحب العمل الذي تتطلع للعمل لديه.
أما في حال كنت راضياً ومقتنعاً بوظيفتك الحالية وتتطلع إلى تطوير ملفك المهني وتحقيق أهدافك الشخصية وأهداف فريق عملك، تستطيع تحقيق ذلك أيضاً عبر تطوير علامتك التجارية الشخصية وجعلها متميزة.
من المرجح الآن أنك قد بدأت تفهم مدى أهمية العلامة التجارية الشخصية في عصرنا، مع ازدياد المنافسة في سوق العمل أكثر من أي وقت مضى، وازدهار ريادة الأعمال.
إليك في هذا السياق طرقاً يمكنك من خلالها بناء علامة تجارية شخصية متميزة:
1 الالتزام بالمصداقية
قبل القيام بأي شيء، عليك الإقرار بأن علامتك التجارية الشخصية هي انعكاس لصورتك الحقيقية، لذا لا تتظاهر بأنك شخص آخر وأظهر شخصيتك الحقيقية وتصرف على طبيعتك. أنت بحاجة أيضاً إلى التفكير بعمق لتستكشف الأمور التي يمكنك من خلالها التميز عن الآخرين وإظهار صفاتك الحقيقية ونقاط قوتك، الأمر الذي يمهد الطريق أمامك لتعزيز علامتك التجارية.
2 التعرف الى مكانتك وقيمتك
من المؤكد أن قيمتك كشخص لا تعتمد على مستواك المهني في الشركة التي تعمل فيها، بل يجب أن تعتمد على القيمة التي يمكنك إنشاؤها وإضافتها إلى الشركة ككل. فما هي الفوائد التي يمكنك إضافتها لفريقك أو للشركة؟ تحتاج إلى تحديد نقاط القوة الأساسية لديك لمعرفة ما الذي يمكنك القيام به بشكل أفضل.
ومن خلال معرفة ما تقوم به بشكل أفضل، يمكنك أن تحدد الجمهور المستهدف المناسب الذي يقدّر مهاراتك. وإذ لم تكُن قادراً على تحديد أهم مهاراتك والأمور التي تقوم بها بشكل أفضل، وأن تظهرَها لأصحاب العمل من خلال علامتك التجارية الشخصية، فإنّ الأشخاص المهتمين مثل أصحاب العمل، لن يتمكنوا من الوصول إليك أو معرفتك.
3 تحمّل المسؤولية
بمجرد تحديد نقاط قوتك التي تريد استخدامها لعلامتك التجارية الشخصية، يمكنك الآن العمل عليها لتطويرها. يجب أن تسعى دائماً للتعلم قدر المستطاع، حتّى تتمكّن من تصنيف نفسك خبيراً في مجالك.
4 التواصل مع الآخرين
لم يكن العالم متشابكاً أبداً كما هو اليوم، إذ إنّنا نعيش في عصر العولمة، حيث من السهولة الحصول على خدمات الإنترنت وقنوات الاتصال الرخيصة ووسائل السفر. فلماذا لا تستفيد من ذلك؟ سيكون من الصعب للغاية إنشاء علامة تجارية شخصية قوية إذا كنت غير قادر على التواصل مع الآخرين، وخاصة مع أولئك الذين يهمك أمرهم. إذ يمكنك القيام بذلك بطرق مختلفة مثل التفاعل مع المهنيين المهمّين في المؤتمرات والفعاليات. يمكن أن يساعدك ذلك في أن تصبح أكثر شهرةً بينهم، إذ لا يمكنك أن تتوقع الحصول على تقدير أو حتى أن يلاحظك أحد إذا كانت علامتك التجارية لا تتعدى نطاق منزلك أو مكتبك، فأنت بحاجة إلى إظهار نفسك أولاً للآخرين، حتّى تتمكّن من التأثير فيهم.
5 استخدام الأساليب التقليدية
قد يظن البعض أن الأساليب التقليدية القديمة لتطوير العلامة التجارية الشخصية لا تتناسب مع هذا العصر إلى حد كبير، حيث تهيمن التكنولوجيا والإلكترونيات على المشهد العام، إلّا أنّ الأمر ليس كذلك دائماً. فهناك بعض التقنيات القديمة التي لا تزال فعالة للغاية والتي يمكن أن تساعدك في إظهار نفسك بالطريقة التي تريدها مثل استخدام بطاقات الأعمال الفاخرة وارتداء نوع معين من الملابس أو الألوان.
6 فهم انطباع الآخرين عنك
فكّر في الآخرين، وبالانطباع الذي تتركه لدى أصدقائك وجيرانك وزملاء العمل، وفكر باسمك كعلامة تجارية، لذا خذ كامل وقتك في التحدث مع الآخرين لفهم الطريقة التي يتطلعون بها إلى مقدرتك في أداء العمل، ثم استخدم هذه المعلومات في إنشاء اسم خاص لك، وحاول اكتشاف مكامن القوة في شخصيتك واعمل على تطويرها.
وكتب دان شوبل مؤلف كتاب «كيف تبني علامة تجارية تحقق لك النجاح الوظيفي»، مقالة ممتازة يذكر فيها نصائح حول كيفية بناء اسم شخصي في السوق، وعلى الرغم من أن هذه المقالة تعود إلى العام 2009، إلا أن المعلومات التي تحتويها لا تزال مؤثرة، خاصة أن شوبل ركّز فيها على أهمية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ليصبح الاسم الشخصي أكثر تشويقاً، ويورد قائلاً في مقاله: «الفارق بين بناء الاسم الشخصي قبل 10 سنوات و الآن، هو أن التطور التكنولوجي والشبكات الاجتماعية جعلت الأمر أكثر سهولة لأي شخص لأن يسوق نفسه».
7 أثبت وجودك في مواقع الإنترنت
إذا كنت صحفياً أو تاجراً أو رجل أعمال يريد تسويق نفسه على الإنترنت، فإن مواقع التواصل الاجتماعي هي من أفضل الأماكن لنشر وطرح هذه النشاطات، لذا قم بوضع رابط التقرير أو الموضوع الذي نشرته لك الصحيفة التي تعمل بها على صفحة الفيسبوك الخاصة بك، أو ضع صور وأسعار المنتجات الجديدة التي وصلت مؤخراً إلى متجرك على صفحة «تويتر» الخاصة بمحلك التجاري.
إن تسويق الاسم الشخصي يعتبر نوعاً ما أمراً صعباً، لكن التفكير من خلال نقاط القوة والمواهب التي تتمتع بها، سيؤهلك لتحقيق أهدافك وطموحاتك الوظيفية وحتى الشخصية منها، كما أن الطريقة التي تريد للأشخاص أن يروك من خلالها يمكن أن تكون لها نتائج إيجابية.
