عادي

«الشارقة للآثار».. متحف الزمن والذاكرة الإنسانية

23:14 مساء
قراءة 3 دقائق
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢
متحف الشارقة للآثار/تصوير محمد الطاهر/١/٧/٢٠٢٢

الشارقة: زكية كردي
أكثر من 1000 قطعة أثرية تحمل حكايات التاريخ، تتوزع القاعات الست للمبنى الضخم بصورته ومحتواه، فالذهاب في رحلة عبر التاريخ لا يمكن أن يعتبر حدثاً عابراً، هو خوض في الذاكرة الإنسانية الممتدة، حسب رواية الشواهد التي عثرت عليها البعثات التنقيبية، التي قدمت الكثير من المكتشفات الأثرية التي وجدت في إمارة الشارقة، وتعود للعصور السابقة للإسلام، نتعرف إليها ونسمع الحكايات التي حملتها، في متحف الشارقة للآثار.

افتتح صاحب السمـو الشـيـخ الدكـتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، متحف الشارقة للآثار، في 10 - 5 - 1997م، وكان أول متحف يؤسس في الشارقة، وأول متحف متخصص بالآثار في الدولة.
يقع المتحف في ضاحية حلوان على مقربة من ميدان الثقافة في الشارقة، ويعرض المكتشفات الأثرية التي وجدت في إمارة الشارقة وتعود للعصور السابقة للإسلام، والتي جاءت نتيجة الجهود الحثيثة لعلماء الآثار، الذين توافدوا إلى الشارقة منذ مطلع عام 1973م، وحتى وقتنا الحاضر، ونتيجة جهود بعثة التنقيب المحلية التي بدأت عملها منذ عام 1993م، وأنجزت العديد من التنقيبات المهمة في أرض الإمارة.
قاعات المتحف
يبدأ الزائر جولته في المتحف بقاعة الآثار، متنقلاً بين القاعات الزمنية الرئيسية الأربع، والقاعتين الفرعيتين، فتعبر به الحكايات من العصر الحجري لتنتهي عند ظهور الإسلام في أوائل القرن السابع الميلادي، ولا تخلو هذه الجولة من الإثارة المعرفية والحسية، مدعومة بأحدث وسائل العرض؛ ليحظى بتجربة متكاملة تساعده ليفهم جميع معطيات تلك الحقبة، من القطع الأثرية المعروضة إلى الأجهزة السمعية المخصصة للشرح في كل قاعة، والنماذج المعروضة لتوضيح تطور الحياة في الإمارة، بالتوازي مع تطور الحياة البشرية على الأرض، عائدة بنا إلى ذاك التاريخ.
تنطلق الجولة من العصر الحجري، تحديداً من الحقبة الزمنية الممتدة ما بين 5000 – 3000 قبل الميلاد، لننتقل بعدها إلى الفترة الزمنية ما بين 3000 – 1300 قبل الميلاد، والتي تعود إلى العصر البرونزي، ثم ننتقل إلى العصر الحديدي ما بين 1300 – 300 قبل الميلاد، لنحط الرحال بعدها في قاعة الجزيرة العربية الكبرى خلال الحقبة من 300 قبل الميلاد -611 ميلادي، وأخيراً ننتقل إلى قاعة فرعية تعرض مجموعة من القطع الأثرية التي عثر عليها في الإمارة، وتم تهريبها للخارج؛ حيث استردّها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عندما علم أنها معروضة للبيع في أحد المزادات بأوروبا، وأعادها إلى الإمارات، وقدّمها مشكوراً هدية إلى المتحف، لتكون شاهداً على حرص الشارقة على صون تاريخها وذاكرتها.
في النـهـــاية، يحـط الرحـال فـي قـاعة مخصصة للمعارض، والتي خصصتها إدارة المتحف لاستضافة المعارض التي تقيمها من خلال التعاون مع المتاحف الأخرى، فتتغير المعروضات والمضمون دورياً، بينما يجد الكثيرون متعة خاصة في موقع التنقيب، ليستمتعوا بمحاكاة تجربة عالم الآثار وهم يستخدمون الأدوات والاستراتيجيات ذاتها، باحثين عن قطع الآثار المستنسخة عن الأصلية والمدفونة في الموقع، كما يمكن للزوار أيضاً زيارة المكتبة ومحال الهدايا للحصول على القطع الفريدة التي تباع هناك للذكرى.
في حب الآثار
لعل الحديث عن جاذبية المتاحف عموماً بالنسبة للناس مقرون بالحديث عن استجابة الناس عموماً للمتعة المعرفية والعقلية مقابل المتع الأخرى الأكثر شعبية في كافة المجتمعات، ولأن المتاحف حول العالم تدرك أن جمهورها ومحبيها هم فئة محدودة ومتخصصة ومغرمة بهذا المضمون الذي تقدمه، ولأنها تدرك أهمية نشر الثقافة نجدها تعمل بلا كلل ولا ملل لوضع برامج حافلة كل عام، لجذب الكبار والصغار لاستكشاف هذا العالم الرائع، فدور متحف الشارقة للآثار لا يقتصر على استقبال الزوار، بل يحفل برنامجه السنوي بالكثير من الأنشطة والفعاليات، كما تزخر مكتبته بالمؤلفات الخاصة.
يزخر برنامج المتحف بالورش التعليمية، التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، وتقام على مدار العام، وتتعلق مواضيعها بمعروضات المتحف ومقتنياته، سعياً لنشر الوعي بأهمية آثار الشارقة وضرورة الحفاظ عليها، وتركز الورش على تقديم الأنشطة الممتعة للمزج بين التعليم والترفيه.
وينظم المتحف المحاضرات العلمية شهرياً في قاعة الندوات في المتحف منذ عام 2010، وقد أصدر العديد من الإصدارات العلمية المميزة في مجال الآثار، ولعل المخيم الصيفي من أكثر الأنشطة جاذبية للأسر في الشارقة؛ حيث يحرص برنامج المخيم سنوياً على تقديم مواضيع ترفيهية ومسابقات علمية ورحلات تعريفية كثيرة تجذب الأطفال وتفيدهم، وهناك أخيراً الندوات والمؤتمرات التي تخص الجانب العلمي للمتحف، بالتعاون مع المتاحف الأخرى والجامعات لتعزيز دوره الفعال في سبيل تطوير مسيرة العمل المتحفي في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"