عادي

الوعي.. ركيزة الحماية الأولى

22:55 مساء
قراءة دقيقتين
منى-تهلك

د. منى تهلك

لا تخطئ العين التطورات المتلاحقة في عالم السيارات، والتطور السنوي الذي نلمسه والتنافس المحموم بين الشركات المصنعة المتعددة، والتي تريد كل واحدة منها حصة الأسد من السوق العالمي. وتبعاً لمثل هذه الحالة التنافسية، تقفز التطورات وتتواصل؛ حيث يتم إدخال التقنيات الحديثة في جوهر عمل تلك السيارات.

ومع أن هناك توجهاً للتركيز على الرفاهية والأشكال الهندسية المبتكرة للهيكل الخارجي ونحوها من المهارات الفنية التي تضفي لمسات جذابة للمستهلكين ومحبي السيارات، إلا أن معظم السيارات الحديثة لا تخلو من كمبيوترات وأجهزة حساسة تساعد على قيادتها والتمتع بأقصى الإمكانات المساعدة. ويفترض أن مثل هذه التطورات والتقنيات الحديثة تسهم في التخفيف من معدل الحوادث المرورية، خاصة تلك التي تسبب الوفيات؛ حيث قرأت قبل فترة على موقع منظمة الصحة العالمية: «إن حوادث الطرق تقتل كل عام نحو 1,3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، أي أكثر من شخصين كل دقيقة، ويقع أكثر من 90٪ من هذه الحوادث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتعد حوادث الطرق السبب الرئيسي لمقتل الأطفال والشباب في العالم». لذا أتمنى أن تكون هذه التطورات التقنية متقاطعة وتمس جوانب السلامة والمزيد من الحماية لقائد السيارة والركاب.

المفارقة الجديرة بالتأمل والتنبه، هو ما جاء في نفس تقرير هذه المنظمة الدولية التي مهمتها العناية بالإنسان ورعايته صحياً؛ حيث قالت: «لقي أكثر من 50 مليون شخص حتفهم على طرق العالم منذ اختراع السيارة، أي أكثر من عدد قتلى الحرب العالمية الأولى أو بعض أسوأ الأوبئة العالمية». وهذا الرقم كبير جداً، لكن المذهل أن تفقد أرواح أكثر من مليون إنسان سنوياً بسب قيادة السيارات في مختلف أرجاء العالم. ومن هنا يكون التطلع والأمل بأن تكون التطورات التقنية المهولة التي نعيشها في مختلف مفاصل حياتنا لها وقع في هذه الصناعة المهمة للناس في كل مكان، وأن تسهم هذه التقنيات في خفض هذه الأعداد الكبيرة التي تذهب بسبب الحوادث المرورية، هذا فضلاً عن أعداد أخرى كبيرة من الإصابات والإعاقات.

ومع أن السلامة وحماية الركاب على درجة عالية من الأهمية، ولهما دور حيوي في الحد من الوفيات بسبب الحوادث المرورية، إلا أن الوعي الذاتي، والمعرفة بقوانين السير، والتقيد بالتعليمات المرورية، جميعها على درجة عالية من الأهمية في الحماية والسلامة، وهي دعوة للجميع بتوخي الحذر والتنبه، والابتعاد عن السرعات الجنونية، يبقى الوعي الذاتي هو ركيزة الحماية الأولى.

استشاري أمراض نساء وولادة

مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"