عيد الإمارات

صباح الخير
00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

كما تترافق الشمس مع الكلمة في صباح يوم العيد، تترافق القلوب المحبة للحياة مع الحياة، لا تأبه لتقلّبات الزمن، ولا لأعباء الهموم، بل تلتفت إلى الضوء الذي يتسلّل بمحبة إلى الصباح وهو يحمل نسمات الفرح ويتنفّس بها، ويمضي مع العطر في الطرقات، ويحتفي بالجديد من الثياب، مثلما يحتفي الناس بالابتسامة التي يتصافحون بها قبل مصافحة الأيادي.

ما رأيناه طيلة نهار أمس، أول أيام عيد الأضحى المبارك، بدءاً من أداء صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السموّ، أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، صلاة العيد في المساجد، ثم التقائهم جميعاً في رحاب صاحب السموّ رئيس الدولة، الذي أكد سعادته بهذا اللقاء الطيّب العامر، بقوله «سعدت باستقبال إخواني حكام الإمارات وتبادل التهاني معهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا ويديم أمنها ويبارك في شعبها».

وكان استقبال أصحاب السموّ الحكام للمهنّئين، باعثاً في النفوس الطمأنينة والهناء والتفاؤل، بأنّ ما مرّ من أوبئة أولها «كورونا»، ثم جدري القرود، سيكون نسياً منسياً قريباً، بإذن الله، لاسيّما مع بدء الانخفاض التدريجي في أعداد المصابين، وارتفاع أعداد المتعافين، وشبه انعدام الوَفَيَات، وأننا مقبلون بعون الله وسعة أفق قيادتنا الرشيدة، ورحابة استشرافها للمستقبل، على أيّام حافلة بالمسرّات والسعادة.

تغسل الدنيا في صباح يوم العيد ثوب الحزن من ابتسامة طفل وهو يتقبل «عيديته» ومن فرحة أم وهي تستقبل قبلة أطفالها على يديها، ومن بهجة أبٍ وهو يحضنهم ويقبّلون رأسه، ومن تواصل الأرحام باللطف والإحسان، ومن زيارة الجيران، ومن احتفاء الطرقات بالعائدين من المصلّيات وهم يرشّون عليها ورد الفرح، من وقوف المهنّئين وفاءً أمام من سخّرهم الله لخدمتهم، ومن حملوا على عواتقهم إضفاء روح الطمأنينة والأمن والأمان والرخاء على العباد.

فتحية لكل أرضٍ يعشب على ثراها الفرح، ولكل أبٍ وأمٍّ يصنعان للحياة أجيالاً تبني، ولكل من يقف على جهده ليسخّره لزرع ابتسامة، ولتيسير أمور الحياة، وكما أقول في كل عيد: ليت العيد يأخذ منّي الورد ويوزع عطره على الإنسانية وهي منشغلة بتبادل التهاني «عيدكم مبارك».

إماراتنا وطن العطاء والفرح والطمأنينة.. ما نرجوه، في هذه الأيام المباركة، أن يلتزم الجميع بالإجراءات الوقائية، ويحرصوا على تقليل أعداد المتجمّعين في مكان واحد، ويعملوا قدر الإمكان، على تبادل التهاني برفع الأيدي، لأن التهنئة الصادقة تصدر من القلوب، وما المصافحة والمعانقة، إلّا شكل.. أيامنا في رحاب إماراتنا الثرّة بالخير كلّها أعياد، بإذن الله.

عيد مبارك للجميع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"