عادي

نازحو العراق يستعيدون ذكريات العيد ويأملون في غد أفضل

20:43 مساء
قراءة دقيقتين

العراق - رويترز

بعد تناول إفطار متواضع عقب أداء صلاة العيد في مسجد مؤقت في مخيم آشتي للنازحين داخلياً في السليمانية، قال قاسم صالح البالغ من العمر 50 عاماً إن الاحتفالات بعيدة كل البعد عما كانت عليه في الماضي في العراق.

وجاء صالح من بلدة يثرب في محافظة صلاح الدين. ونزح مع زوجتيه وأولاده عام 2014، تاركاً كل شيء وراءه، بحثاً عن الأمان.

وقال صالح وهو أب لثلاثة عشر طفلاً: «كنا نروح للجامع مثل ما شفنا هسه الجامع مالتنا، نحضر الفطور للمصلين وبعدين من يأتون للبيت، يأتون الأحباء والأقرباء والأصدقاء. كنا نذبح عجلاً، وندعو كل الناس بالمنطقة، إحنا أو غيرنا. وإحنا كنا أكبر عائلة، ووالدي هو كبير العائلة. فكانوا إخوته جميعهم يأتون إليه. فكنا نذبح لهم وفرح وسرور».

واسترجع صالح الذكريات عن كيف كانوا يحتفلون بالعيد في بلدته؛ حيث كانت العائلة تتجمع وتخبز الكعك، وتذبح الأضاحي وتدعو الحي بأكمله. أما الآن يحتفل صالح بعيداً عن عائلته، ولا يمكنه تحمل تكاليف الأضحية.

ويضيف: «كانت طقوسنا تختلف عندما كنا متجمعين بمنطقة واحدة. كل عائلة بعائلتها، يعني هذا بيت أخوك وهذا بيت أختك وعمامك ونسيبك، كلنا مجموعين في منطقة. الآن صرنا كل واحد بديرة، كل واحد في محافظة، فإحنا نفتقد لهذه الأمور. وكانت الحياة هناك حلوة والكليجة العربية التي نصنعها. نذبح وندعو الناس، كنا نضحي. حالياً الحال لا يساعد إن أذبح أضحية».

ومع عدم وجود وسيلة للعودة، وإعادة بناء منزله بسبب الوضع الاقتصادي، يأمل صالح أن تشكل بلاده التي عصفت بها الحرب قريباً حكومة تحل محنة النازحين.

ويستذكر صالح أيام خروجه من بلدته قائلاً: «كنا أكثر من ٥٠ ألف شخص عبرنا بزوارق، لأن القوات الأمنية راح تدخل و«داعش» الإرهابي موجودة راح يصير قتال عنيف بين الجهتين. العوائل راح تدمر. فتركنا الجمل بما حمل. يعني أنا تركت سيارتين وتركت مكينتين زراعيتين وتركت حلالي، وبيتي كامل وعندي أربع بيوت كلها تركتها بما فيها، وعبرت حتى أخلص أطفالي».

فيما يقول الشيخ شعبان، وهو نازح آخر إنه يفضل البقاء في السليمانية عن العودة لبلدته. وتابع: «أنا عندي نساء اثنين، و11 شخصاً. بيتي مدمر إلى الأرض. أنا أفضل أن أبقى هنا بهذه الخيمة أحسن ما أروح هناك كذلك بنفس الخيمة، لكن أنا هنا في مأمن وقاعد، وابني يروح لسوق الخضار يعمل بكم دينار، ويجي أحسن الي هناك اذا أروح ماكو زراعة، ماكو عمل، ماكو صناعة ماكو، وراتب ماكو».

وعبر أيضاً عن أمله في أن تعمل الحكومة القادمة على حل مشكلات النازحين. وقال: «نتمنى من الله أن يتفقوا وتتشكل حكومة وينظروا إلى هذا النازح. النازح الي عايش بخيمة صار ثماني سنوات شنو ذنبه هذا الطفل عمره ثلاث سنوات، ولد هنا في السليمانية. لا يعرف منطقته وعاش بخيمة، وهسه صار يفهم، وهو عايش في خيمه شنو مستقبله شنو حياته».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"