عادي

بعد 27 عاماً.. دفن رفات 50 من ضحايا الإبادة في سريبرينيتسا

17:40 مساء
قراءة 3 دقائق
توجه آلاف الأشخاص إلى سريبرينتسا الاثنين لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية التي ما زال الصرب وقادتهم يرفضون الاعتراف بها بعد 27 عاماً على ارتكابها.

وستدفن الاثنين رفات 50 شخصاً تم تحديد هوياتهم من ضحايا المجزرة، الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في مقبرة مركز بوتوكاري التذكاري حيث يرقد الآن 6671 من الضحايا.
العار
في تموز/يوليو 1995، قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب، قامت القوات الصربية باعتقال وقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى بعد استيلائها على مدينة سريبرينتسا، في جريمة اعتبرتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إبادة جماعية. وكرم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوض المكلف سياسة الجوار والتوسع أوليفر فارهيلي ذكرى الضحايا.
وأضاف: «من واجبنا أكثر من أي وقت مضى أن نتذكر الإبادة الجماعية في سريبرينتسا» و«الحاجة إلى الدفاع عن السلام والكرامة الإنسانية والقيم العالمية». وأشارا إلى أنه «في سريبرينتسا، أوروبا فشلت ونحن نواجه عارنا». وفي السنوات الأخيرة، أصبح العثور على بقايا هياكل عظمية أمراً نادراً للغاية، بينما ما زال يجري البحث عن 1200 ضحية، بحسب المعهد البوسني للمفقودين.
انتظار
وعملية تحديد الهوية معقدة لأنه خلال الأشهر القليلة التي أعقبت المجزرة، نبشت جثث الضحايا بجرافات ونقلت إلى مقابر جماعية أخرى للتغطية على الجريمة. وتُنظم مراسم دفن جماعية لأشخاص تم التعرف إليهم كل عام في 11 تموز/يوليو، الموافق لذكرى الاستيلاء على المدينة من قبل قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالسجن مدى الحياة. وعثر على رفات أحد الضحايا الذين سيوارون الثرى الاثنين متناثرة في ثلاث مقابر جماعية، حسبما ذكر أمور ماسوفيتش، خبير الطب الشرعي الذي شارك في استخراج الجثث من عشرات المقابر الجماعية في سريبرينتسا. وأضاف أنه تم العثور على رفات غالبية الباقين مبعثرة في مقبرتين.
جاءت هجرة عليش، وهي سيدة في الستينات من عمرها، فجر الاثنين للصلاة أمام قبري ابنها وزوجها اللذين دفنت رفاتهما مرتين، في عامي 2007 و 2016. وقالت «عندما سقطت سريبرينتسا، عبروا الغابة وذهبت مع ابنتيّ إلى توزلا». واضافت «كان ابني يبلغ من العمر 17 عاماً. الألم ما زال يعتصر قلبي. أفكر في ابني وزوجي كل يوم، ليس في 11 تموز/يوليو هذا فحسب، ولكن في كل 11 تموز/يوليو، أشعر بالضيق كما يحدث الآن».
أبطال
لكن بعد أكثر من ربع قرن على المجزرة، ما زال الزعيمان السابقان لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش اللذان حُكم عليهما بالسجن المؤبد، «أبطالاً» بالنسبة لكثير من الصرب. وأعربت منيرة سوباسيتش، رئيسة إحدى الجمعيات النسائية في سريبرينتسا، عن استيائها قائلة «نحن نحارب منذ 27 عاماً من أجل الحقيقة ونطالب بالعدالة، لكنهم ينكرون الحقيقة منذ 27 عاماً، إنهم ينكرون الإبادة الجماعية». قبل أسبوع من مغادرته منصبه، أصدر الممثل الأعلى السابق للأمم المتحدة في البوسنة فالنتين إنزكو في تموز/يوليو 2021، قراراً يحظر إنكار الإبادة الجماعية في البلاد. ينص قانون العقوبات الآن على فرض عقوبة السجن لهذه الجريمة. ورفض الممثلون السياسيون الصرب في البوسنة، وعلى رأسهم العضو الصربي في مجلس رئاسة البوسنة ميلوراد دوديك الذي أطلق منذ ذلك الحين سلسلة من المبادرات لفصل جمهورية صربسكا عن البوسنة، هذا القرار أثار مخاوف من تهديد السلام.
(ا ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"