الرشاقة المؤسسية

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

الاستجابة السريعة للمتغيرات في البيئة المؤسسية، داخلياً أو خارجياً، واستثمار الفرص لتحقيق التميز والريادة، عبر المرونة المؤسسية، يعكسان مفهوم الرشاقة المؤسسية، فهل تفعل المؤسسات ذلك في بيئة العمل؟ 
الواقع أن بعض المؤسسات في الدولة تحرص على تطبيق مفهوم الرشاقة المؤسسية، عبر سرعة الاستجابة والتكيف مع المتغيرات المتوقعة وغير المتوقعة، وتمكين الموظفين، وتحديد الأولويات والقدرة على استشراف المستقبل، ووضع استراتيجيات تتناسب مع المتغيرات، مع الحرص على المراقبة ومتابعة الأداء، فذلك لا يتعارض مع مفهوم الرشاقة المؤسسية، ولكن تلك الممارسات لا تكون حاضرة بقوة في عدد قليل من المؤسسات. 
دور القادة والمديرين كبير في الوصول إلى الرشاقة المطلوبة، والعمل على تغيير مفهوم الإدارة التقليدية وثقافتها، واتباع هذا النهج له دور في قدرة الدولة على الحضور عالمياً، ونجاح المؤسسة ونموها وازدهارها، وتشجيع التنافسية في العمل، والعمل على التنبّؤ والتطوير المستمر، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في المؤسسات، واستشراف المستقبل عبر رشاقة القرارات المتخذة، وأخيراً ارتفاع مستوى سعادة المتعاملين.
تحرص القيادة على تعزيز مفهوم الرشاقة في المؤسسات، برؤيتها التي تدفع بالقائمين على تلك المؤسسات لمواكبة تغيرات العصر، واستثمار التكنولوجيا لخدمة المجتمع، وعدم الاكتفاء بما يعلن في التقارير المكتوبة، بل الحرص على الحضور الميداني في مواقع العمل، ومراقبة التطوير في الميدان والتواصل المباشر مع الناس والاستماع إليهم، فتلك الوسيلة لها دور فعّال في تحسين الخدمات المقدمة؛ فالمتعامل هو الأقدر على تقييم تلك الخدمات وإبداء الملاحظات لتحسينها، والاستماع إليه ضرورة. 
الأمر الآخر التواصل، حيث لا بدّ من مواكبة التغيرات الرقمية، باستخدام مواقع التواصل، للتواصل مع الآخرين، واتخاذ خطوات أكثر تقدماً في جلسات العصف الذهني عبر تلك المواقع، والسهولة، عبر الخطب التي تصل إلى الجمهور بسلاسة وسرعة، بعيداً من الملل والرتابة، وتوصيل المعلومات وتوضيح القرارات، عبر منصات التواصل والتغريدات، بكلمات سهلة ومعدودة، بلا خطب رنانة طويلة، خاصة أن كثيراً من المتعاملين يحرصون على طرح تساؤلاتهم عبر تلك المنصات، والتجاوب السريع مع استفساراتهم مطلب ضروري؛ أما الرد التقليدي الذي ينصّ على الشكر وإرسال الرقم على الخاص لمتابعة الأمر، وغيره من الردود المعلبة، فلا تفي بالغرض، ولا تعكس توظيف تلك المنصات بالطريقة الفعالة. 
ما حققته مؤسسات الدولة من إنجازات وسرعة في إنجاز الخدمات، يستحق الإشادة، وتحسين تلك الخدمات باتباع سياسات أكثر تطوّراً. واتباع الرشاقة المؤسسية والاستجابة للمتغيرات لهما أثر كبير في جودة الخدمات المقدمة، للوصول إلى مرحلة تقديم الخدمات الاستباقية التي تفوق التوقعات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"