عادي

الْمُعِزُّ المُذِلُّ جلَّ جلاله

22:43 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل
يسعى الإنسان دائماً إلى التميز وعلو المكانة، وربما يربط بعض الناس خطأ بين المال والمكانة، فيظنون أنك ستكون عزيزاً إذا كنت صاحب مال، والعكس يكون إن لم تكن تملكه.

في الحقيقة عز الإنسان وذله يرتبطان بمدى طاعته لله، واستجابته لأوامره، أما أمور الدنيا من مال وغيره فهي زائلة، والعبد متى ما كان مطيعاً لله فهو عزيز عند الله، وعند الناس، وسيكون خلافاً لذلك إن اتبع شهواته. إذاً ما يجعل العبد عزيزاً أو ذليلاً هو الْمُعِزُّ المُذِلُّ جلَّ جلاله، فما المقصود بهذين الاسمين؟

الْمُعِزُّ المُذِلُّ اسمان وردا على صيغة الفعل في قوله تعالى: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير» آل عمران: الآية 26.

الْمُعِزُّ هو الذي يهب العز والرفعة والقوة والشدة والغلبة في الدنيا والآخرة لمن يشاء من عباده، الذين أطاعوه، واستجابوا لأمره، فإن كان العبد على الطاعة، وكانت له العزة، فهو فضل من الله أسبغه عليه، وإن كان للعبد القوة والمكانة، وكان على المعصية فهو استدراج لهذا العبد، فمناط العزة مرتبط بطاعة الله، أما المذل فهو الذي يُلحق الذل بمن يشاء من عباده وينفي عنه جميع أنواع العز. ولو تدبرنا بأحكام الله وشرعه لوجدنا أنها جميعها تدعو إلى العزة، فالله تعالى بيّن لنا الطريق الذي علينا أن نسلكه في حياتنا حتى لا نذل أنفسنا بعبادة غيره «إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا» الأعراف: 152، كما أنه أكد أن من يحيد عن تعاليمه ستناله المهانة «إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين» المجادلة: 20.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"