عادي

ما أوجه تعظيم المسجد الحرام؟

20:26 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة:«الخليج»

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الله، سبحانه وتعالى، كرم المسجد الحرام، بكثير من أوجه التعظيم والتكريم، فهو أول بيت وضع للناس، وفيه مقام أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، عليه السلام، كما قرن الله سبحانه وتعالى، المسجد الحرام بالأمن والأمان، وجعله قبلة للحج والصلاة.

وأوضحت دار الافتاء في إجابتها على سؤال حول بيان معنى المراد بالأولية في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إن أَول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين﴾، وما تفسير الآيات البينات التي وردت في المسجد الحرام، بأن شريعة الإسلام كرمت البيت الحرام وشرفته، وذلك بأن جعلت الحج إليه فريضة على كل مستطيع.

وكرم الله سبحانه وتعالى المسجد الحرام في آيتين كريمتين بسورة آل عمران، دلتا دلالة واضحة على أفضلية المسجد الحرام على غيره من المساجد، وعلى الأمان التام لمن احتمى به، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إن أَول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إِبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إِليه سبيلاً ومن كفر فإِن الله غني عن العالمين﴾ [آل عمران: 96-97].

أكدت دار الإفتاء أن المراد بالأولية في قوله تعالى: ﴿إن أَول بيت﴾، بأنه أول بيت وضعه الله تعالى لعبادته في الأرض و«بكة» لغة في مكة عند الأكثرين، والمعنى: إن أول بيت وضعه الله سبحانه وتعالى للناس في الأرض ليكون متعبدا لهم، هو البيت الحرام الذي بمكة، حيث يزدحم الناس أثناء طوافهم من حوله، وقد أتوا إليه يمشون على أقدامهم أو راكبين على رواحلهم من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم.

ومدح الله سبحانه وتعالى بيته بكونه مباركاً، أي: كثير الخير دائمه، من البركة وهي النماء والزيادة والدوام، أي إن هذا البيت كثير الخير والنفع لمن حجه أو اعتمره أو اعتكف فيه أو طاف حوله بسبب مضاعفة الأجر، وإجابة الدعاء، وتكفير الذنوب لمن قصده بإيمان وإخلاص وطاعة الله رب العالمين، وإن هذا البيت في الوقت ذاته وفير البركات المادية والمعنوية.

ومن بركات المسجد الحرام المادية قدوم الناس إليه من مشارق الأرض ومن مغاربها، ومعهم خيرات الأرض يقدمونها على سبيل تبادل المنفعة تارة، وعلى سبيل الصدقة تارة أخرى، ومن بركاته المعنوية أنه أكبر مكان لأكبر عبادة جامعة للمسلمين، وهي فريضة الحج وإليه يتجه المسلمون في صلاتهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأماكنهم، فيجدون في رحابه الأمان والاطمئنان.

أضافت دار الإفناء أن الله سبحانه وتعالى مدح المسجد الحرام ثانياً، بأنه: ﴿هدى للعالمين﴾ أي: هو بذاته مصدر هداية للعالمين، لأنه قبلتهم ومتعبدهم، وفي استقباله توجيه للقلوب والعقول إلى الخير، وإلى ما يوصلهم إلى رضا الله وجنته.

كما مدحه الله، ثالثاً بقوله: ﴿فيه آيات بينات﴾ أي: فيه علامات ظاهرات ودلائل واضحات تدل على شرف منزلته وعلو مكانته.

وبين الله سبحانه بعض الآيات الدالة على عظمة وشرف المسجد الحرام فقال: ﴿مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً﴾.

والعلامة الأولى الدالة على عظم وشرف المسجد الحرام: ﴿مقام إبراهيم﴾ أي: المقام المعروف بهذا الاسم، وهو الموضع الذي كان يقوم فيه إبراهيم تجاه الكعبة، لعبادة الله تعالى، ولإتمام بناء الكعبة، والعلامة الثانية التي تدل على فضل هذا البيت وشرفه بينها سبحانه في قوله: ﴿ومن دخله كان آمناً﴾ أي أن من التجأ إليه أمن من التعرض له بالأذى أو القتل.

وأكدت دار الإفتاء أن أكبر آية على تعظيم المسجد الحرام، وعلى علو مكانته عند الله، هي أمن وأمان من يدخله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"