عادي

متسلقو أشجار الأمازون ضرورة للأبحاث العلمية

16:29 مساء
قراءة دقيقتين
زيلاو يتسلق شجرة
تصرخ عالمة نبات لأحد متسلقي الأشجار طالبة منه قطع غصن من شجرة تنتمي إلى نوع مهدد بالانقراض في غابة الأمازون، قائلةً له «اقطع غصناً آخر يا زيلاو».
وينفذ زيلاو، واسمه الحقيقي جوزيه ريموندو فيريرا، التعليمات التي وُجهت إليه، مستخدماً مقص تقليم أشجار ليسقط أمام العلماء الموجودين في المكان جذعاً من إتوبا، هي شجرة تُستخدم أخشابها في بناء القوارب.
وزيلاو هو أحد القلائل القادرين على تسلّق قمم أشجار غابة الأمازون بثوانٍ.
وتضم المنطقة نحو 20 متسلق أشجار يعمل غالبيتهم في قطاع يُعتبر غير رسمي ولا يتمتعون بحماية اجتماعية، على ما تؤكد عالمة النبات مارتا بيريرا التي تعرب عن سرورها في تمكنها من الاستعانة بخدمات زيلاو القيّمة.
وتقول الباحثة في جامعة ولاية أمازوناس (شمال) «نعتبر كعلماء أنّ عمل هؤلاء المتسلقين بالغ الأهمية، خصوصاً في هذه المنطقة التي لا ندرك سوى 30% من تنوعها البيولوجي، إذ لا نستطيع من دونهم أن نأخذ عينات من الأنواع».
ويتسلق زيلاو مرتدياً قميصاً أبيض بسيطاً وسروالاً قصيراً ملوناً، من 5 إلى 6 مرات يومياً أشجاراً قد يصل ارتفاع بعضها إلى 50 متراً، بهدف جمع أوراق أو فاكهة منها أو لقطع بعض أغصانها.
ويتولى المتسلق كذلك تثبيت كاميرات على قمم الأشجار لتصوير الطيور أو القرود.
ويستخدم زيلاو حزاماً وحبلاً، فيما يرتدي حذاء نعاله من المطاط السميك لينجز عمله الذي يتنقل فيه أحياناً بين الأشجار، بحماية كاملة.
ويقول زيلاو الذي عليه تثبيت رجليه بقوة ليحافظ على توازنه على جذع الشجرة أثناء أخذه عينات منها، إنّ «هذا العمل ينطوي على مخاطر كبيرة ويتطلب تقنيات معينة ومجهوداً جسدياً كبيراً، بالإضافة إلى ضرورة خضوع من يمارسه إلى تدريبات مكثفة».
ورغم الصعوبات التي يتسم بها هذا العمل، إلا أنّ زيلاو يرغب في أن يمارسه نجلاه البالغان 19 و21 عاماً واللذان يعلّمهما حالياً خبايا المهنة ليكملا مسيرته عندما يصبح عاجزاً جسدياً عن ممارسة عمله.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"