القيادة والمتفوقون

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

من أعظم المشاهد التي نصادفها في حياتنا، وتترك في النفوس والعقول أثراً طيباً لا يُنسى، تلك التي تجمع القيادة بأبنائنا الطلبة، الذين ينطلقون في أولى خطواتهم نحو المستقبل، إذ تحمل معها معاني كبيرة ورسائل عميقة، ويختزلها العقل عبر السنين ولا تسقط أبداً من الذاكرة.
منذ أيام كان في ضيافة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي الجاري 2021-2022، وهذا أمر استثنائي لا يحدث في جميع دول العالم، كما أنه يعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة للدولة بالأجيال ومسيرة تأهيلهم وإعدادهم للمستقبل.
اللقاء جسد كل معاني التحفيز والتشجيع والتقدير، ليس لأوائل الثانوية فحسب، بل معهم جميع الخريجين والمقبلين على التخرج أيضاً، لاسيما مع وجود عدد كبير من القيادات العليا والكوادر التربوية والتعليمية في الدولة، واعتبر الميدان التربوي بمختلف فئاته، أن ما تم إنجازه في العام الأكاديمي المنصرم، مجرد بداية للانطلاق نحو المستقبل، وبذل المزيد من الجهد وتحقيق تميز أكثر إشراقاً.
لم يكن لقاء صاحب السمو رئيس الدولة مع الأوائل، مجرد احتفالية لتهنئة الطلبة المتميزين، ولكن تضمن عدداً من الرسائل المهمة للميدان التربوي والمجتمع بمختلف فئاته، ولعل أهم الرسائل التي أوجدها اللقاء، تتمثل في مكانة العلم وأهمية بناء الأجيال، إذ استحوذا على نصيب الأسد في أولويات القيادة الرشيدة للدولة.
أخذنا اللقاء إلى أهمية الاستثمار في الأجيال وتمهيد طريقهم وتذليل المعوقات كافة أمامهم، على اعتبارهم وقود المستقبل والاستثمار الحقيقي في مسيرة النهضة والتنمية المستدامة في المجالات كافة، لاسيما أنه لا نهوض لوطن من دون تعليم جيد واستثمار في الطاقات والكفاءات.
صناعة الأجيال مهمة وطنية شمولية تكاتفية، والمسؤولية فيها لم تستثن أحداً في المجتمع، الكل في مكانه وبحسب دوره المنوط به، وفي حرص صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على لقاء الأوائل وبعض الكوادر التربوية، دلالة قوية على مدى عظمة مسؤولية صناعة الجيل، وأهمية توظيف طاقاته وقدراته وتوفير ممكناته، لاسيما أنه يشكل مكتسبات حقيقية لرفعة الوطن.
الجميع يستحق التهنئة في الميدان التربوي، بدءاً من الطلبة وأولياء الأمور مروراً بالمعلمين والإدارات المدرسية وصولاً إلى قيادات الهرم التعليمي في الدولة، ولكن ينبغي أن يعي الجميع أن الإنجاز الذي تحقق هذا العام، يحملهم مسؤولية جديدة، لانطلاقة أكثر تأثيراً نحو قفزات استثنائية لصناعة الأجيال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"