الشارقة: زكية كردي
على مساحة بلغت 35963 ألف متر مربع، امتدت «جزيرة العلم»، هذه الوجهة المجتمعية الساحرة، كواحدة من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية في الشارقة، الإمارة الباسمة، حيث تعد أحد المعالم لسياحية المهمة في الإمارات منذ افتتاحها عام 2012، وتشتهر بسارية العلم التي يبلغ طولها 123 متراً، وتطل على الكثير من المرافق والمساحات الخضراء المفعمة بالحياة، وبضحكات تعكس محبة الكبار والصغار لهذا المكان، الذي ارتبط بأجمل أوقاتهم.
تضم الجزيرة، التي طورتها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير السياحي «شروق» مساراً للجري، ومسرحاً خارجياً بسعة 1000 شخص، ومركز 1971 للتصاميم، ومطعم جونز ذا كروسر والحديقة الرياضية.
الحكاية تبدأ من «العلم»
منذ افتتاح الجزيرة عام 2012 اشتهرت بسارية العالم التي بلغ طولها 123 متراً، وقد صنفت حينها كسابع أطول سارية علم في العالم، ولا تنتهي هنا حكاية الأرقام على الجزيرة، فقد حطمت الجزيرة رقماً قياسياً جديداً في موسوعة غينيس عام 2017، بعد رفعها أكبر علم للدولة على السارية، والذي تبلغ أبعاده 15 متراً عرضاً و30 متراً طولاً، كما تمتاز إضاءة سارية العلم ومحيطها بتصميم فريد؛ حيث ترتفع الأضواء السبعة على سبعة أعمدة ممثلة الإمارات السبع.
وجهة عشاق الرياضة
لعل الرياضة تعتبر من السمات المهمة التي تميز هوية الجزيرة بالنسبة لروادها؛ حيث تعتبر الحديقة الرياضية من أهم عناصر الجذب بالنسبة لرواد الحديقة طوال العام، خصوصاً المهتمين بالمشاركة بالفعاليات التي تقيمها الحديقة، مثل سباقات الجري وفعاليات اليوغا، بالإضافة إلى المواظبين على المشي اليومي، والذين يجدون في مسار الجري ضالتهم، خصوصاً بالنسبة للمقيمين في المناطق القريبة من الجزيرة، وبفضل الفعاليات والأنشطة التي تقيمها ارتبط اسم الجزيرة برياضة اليوغا وممارسة التأمل بالنسبة لمحبي هذه الرياضات، حيث توفر المسطحات الخضراء الهادئة مساحة محببة لدى محبي التأمل في الصباح الباكر، كما يجد محبو ركوب دراجات التزلج أماكنَ تحتضنهم أيضاً على الجزيرة، التي اعتبرت التشجيع على ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة وظيفة مهمة تحرص على رعايتها والحفاظ عليها لدى زوار الجزيرة وروادها الدائمين.
وتعتبر سمر قواف، معلمة لغة فرنسية، أن سكنها بالقرب من الجزيرة كان من الأشياء التي جعلتها تشعر بأنها محظوظة؛ لأنها قادرة على الحفاظ على ساعة المشي اليومية التي تمنحها لنفسها للحفاظ على لياقتها، كما تحب الاستمتاع بمختلف مرافق الحديقة الأخرى؛ لأنها تحب المكان، وتشعر بالألفة فيه بحكم التردد عليه باستمرار.
وتعتبر مناطق لعب الأطفال من عوامل الجذب المهمة جداً بالنسبة لمعظم الأسر، والتي يمكن ضمها إلى حزمة الأنشطة الرياضية أيضاً، فمعظم الألعاب الخاصة بالحدائق الخارجية التي تحتضنها الحديقة هي ألعاب حركية رياضية، تشجع الأطفال على الحركة، وهي جميعها مجانية.
وتعتبر الجزيرة جزءاً مهماً من خريطة الأماكن المفضلة بالنسبة لأبناء علا دمراني، التي تعبر عن إعجابها الشديد بسياسة إمارة الشارقة بالحرص على تقديم كل الرعاية للأسرة، قائلة: «هذا ما نراه في انتشار الحدائق والفعاليات ذات الطابع العائلي في مختلف أنحاء الإمارة، وتعتقد أن جزيرة العلم تعتبر من الوجهات المهمة التي تجذب الأسر، ويحبها الكبار والصغار».
وتضيف أن وجود مثل هذه الأماكن يلهم الأطفال للخروج عن نمط وروتين الألعاب المنزلية، ويساعد الأهل في عملية دفع أبنائهم إلى عيش حياة طبيعية وصحية، وإبعادهم عن العادات السيئة المتعلقة بالألعاب الإلكترونية.
عصا الساحر
عرفت جزيرة العلم منذ انطلاقها بنشاطها وحيويتها في خلق مجتمع حيوي يمنح جنباتها طابع البهجة، من خلال حرصها على تنظيم الأنشطة والفعاليات الرياضية والفعاليات الفنية، لتعزز حضورها كوجهة عائلية واجتماعية مهمة في المنطقة، وتقدم الرعاية والدعم للفنون الإبداعية، بوصفها منصة ترحب بأصحاب المواهب، وتقدم لهم كل الأضواء التي يحتاجون إليها.
ويعتبر مقهى «جونز ذا جروسر» المعاصر من الوجهات المحببة على الجزيرة؛ حيث يجذب الكثير من رواد الجزيرة، ويتسم بهويته الخاصة؛ حيث أضحى من أشهر المحلات التي تبيع مجموعة كبيرة من المنتجات المتخصصة، إلى جانب الكثير من المنتجات الغذائية عالية الجودة.
1971 للتصاميم
يعتبر مركز 1971 من الأماكن المميزة على مساحة «جزيرة العلم»، فهو بالإضافة إلى مهمته الأساسية كمركز يقصده المهتمون باقتناء الأعمال الفنية والتصاميم المميزة، يعتبر وجهة مهمة لعرض المنتجات المحلية من التصاميم والقطع الفنية والكتب، تُسهم في نشر ثقافة الفن والإبداع في المجتمع، خاصة من خلال الفعاليات الثقافية التي يقيمها المركز.
المسرح
لا يمكن أن نتحدث عن جزيرة العلم من دون أن يتبادر إلى الأذهان المسرح الخارجي للجزيرة الذي يتسع ل1000 شخص، فهو المكان الذي ارتبط في الذهن بكثير من الذكريات واللحظات الاحتفالية الجميلة، محتضناً أروع حفلات الموسيقى لأشهر الفنانين المحليين والعالميين، كما يحتضن العديد من الأنشطة والفعاليات والحفلات، ضمن برامج الاحتفالات الوطنية والمهرجانات الفنية والثقافية التي اتسمت بها الإمارة على مر السنين.
