خطوة لتجاوز المجاعة

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في إطار الجهود الدولية للتخفيف من أزمة الحبوب الناجمة عن الحرب الأوكرانية، وخصوصاً ما يتعلق بالقمح، حيث بدأت الكثير من الدول تعاني ضائقة الحصول على القمح اللازم لصناعة الخبز، فقد أثمرت المحادثات الرباعية التي جرت في أنقرة بين وفدين روسي وأوكراني بمشاركة تركيا والأمم المتحدة، اتفاقاً على استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية قد يجنب تعرض الملايين لخطر المجاعة.

 الاتفاق النهائي كما يقول وزير الدفاع التركي خلوصي أكار سوف يوقع الأسبوع المقبل عندما يجتمع الطرفان مجدداً، ما يبعث الأمل في القدرة على تجاوز هذه الأزمة، باعتبار أن روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح في العالم.

 الاتفاق يشمل إقامة مركز تنسيق مع موسكو وكييف تحت إشراف الأمم المتحدة، ويشمل وضع ضوابط لعملية التصدير، على أن تضمن تركيا سلامة ممرات تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

 وكانت روسيا وأوكرانيا تبادلتا الاتهامات حول عرقلة تصدير القمح ووضع ألغام في الموانئ تحول دون تحميل السفن أو خروجها، كما أن موسكو كانت قد اشترطت السيطرة على السفن وتفتيشها لاستبعاد تهريب الأسلحة.

 الأمين العام للأمم التحدة أنطونيو غوتيريس، اعتبر الاتفاق «خطوة مهمة وجوهرية» نحو استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، لكنه أشار إلى «الحاجة الى المزيد من العمل الفني الآن لتجسيد التقدم الذي تم إحرازه»، معرباً عن أمله في أن «يتم التوصل إلى اتفاق نهائي الأسبوع المقبل».

 لا شك أن هذا الاتفاق المبدئي في حال استكماله يعتبر خطوة مهمة على طريق التخفيف من أزمة تهدد ملايين البشر، وتضعهم أمام حالة جوع حقيقي، وقد تخفف العبء عن دول تعاني عدم القدرة على استيراد الحبوب، حيث عمدت بعض الدول إلى تقييد صادراتها من الحبوب، أو منع التصدير تحسباً لحاجة سكانها.

 لكن هذه الخطوة برغم ما تحمله من أمل، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً وشاقاً للوصول إلى اتفاق سلام يضع حداً للحرب، ما يستدعي المزيد من الجهود الدولية لحمل الأطراف المتصارعة على وقف المعارك واللجوء إلى المفاوضات التي لا بد منها في نهاية المطاف.

 لعل هذا الاتفاق يقنع الجميع بأن هناك إمكانية للاتفاق على أمور أخرى إذا ما تم الأخذ بمصالح كل الأطراف بعين الاعتبار، وعلى قاعدة العلاقات الدولية المتكافئة التي تأخذ في الحسبان المصالح الأمنية المشتركة التي تنزع المخاوف وتزيل الشكوك.

 كما أن السعي الى إطالة أمد الحرب من خلال تسعير الصراع وتزويده بكل وسائل الديمومة من أسلحة ودعم مالي وتحريض إعلامي وحصار وعقوبات، لن يكون أكثر من مزيد من القتل والتدمير والتهجير، وهو لن يكون في مصلحة الأطراف المتصارعة ولا في مصلحة الأمن والسلام العالميين.

 طالت الحرب أم قصرت، لا بد من مفاوضات وحوار في نهاية المطاف. فلماذا لا يتم وقفها الآن للتخفيف من المآسي والكوارث؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"