عندما يخاطبك محمد بن زايد

00:18 صباحا
قراءة 3 دقائق

رائد برقاوي

بعد أن استمعت إلى خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، انتابتني العديد من الأحاسيس الإيجابية، لم أشعر بأنني أستمع إلى قائد الإمارات الحبيبة وربانها وحسب، ولكن هناك شيء حميمي في ذلك الحديث، يمس شغاف القلب، ويحفر في ركن بعيد داخل الوجدان، وأعتقد أنني لست وحدي الذي انتابه هذا الشعور.

 تأملت شعوري جيداً وفكرت فيه المرة تلو الأخرى وأعتقد أن الشيخ محمد بن زايد ابتكر مفهوماً جديداً للقيادة، فأنت عندما تنصت إليه وتشاهده وتتدبر كلماته ويغزوك هدوء ملامحه و تتسرب إليك ثقة نبراته، تدرك أنك أمام أبيك أو أخيك الأكبر أو عم حكيم أو خال حبيب، هناك صلة قربى وثيقة تربطك بسموه، صلة قربى تجعلك تحس بأنه يتحدث إليك وحدك، ويتحدث إلى جميع أفراد الأسرة في الوقت نفسه، بلهجة تمنحك الطمأنينة على الحاضر والمستقبل.

 في حضرة الشيخ محمد بن زايد لا مسافة بين الشعب والقائد، هناك بساطة آسرة في كلماته وأسلوبه، بساطة تعيدك إلى مقولته التي ستبقى لعقود قادمة تذكرنا بسياسة الإمارات وقادة الوطن «لا تشلون هم»، تلك البساطة تنفذ إلى عقل ووجدان كل واحد منا، يصاحب هذه البساطة الصدق، فلا كلام من دون إنجازات تبهرنا بالجديد في كل يوم، ونتيجة لذلك تندمج القيادة بالشعب في علاقة تناغم لافتة.

 في خطابه عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عن فخره بكل إماراتي وتثمينه لدور كل مقيم، وما زلت أتذكر حديث سموه بحب شديد عن المقيمين وهم يرددون النشيد الوطني الإماراتي خلال فترة التعقيم الوطني أثناء عزلة كورونا، ومكسبنا الأكبر يتمثل في تلك المعادلة التي يتأسس عليها وطننا الحبيب، معادلة الكل في واحد، وتلك المعادلة بنتيجتها التي تدعو إلى الفرح والسعادة لن تجدها في أي مكان آخر في العالم.

 في حضرة محمد بن زايد، في كلماته وسياساته الداخلية والخارجية توجد معادلة ثانية وطنية فريدة من نوعها، تستحق التوقف قليلاً.

* أولاً، هي معادلة ممتدة تعود إلى ما قبل الاتحاد وتمتد من روح الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، سار على دربها المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة، وتسلم الراية الشيخ محمد بن زايد، أي أن جذورها ضاربة في تلك الأرض، مشرقة إلى الأعلى يراها الجميع، تؤكد على الاستقرار وأن الاستراتيجية واحدة ومتصلة.

* ثانياً، هل شعرت بكل هذه الحفاوة التي يكنها القائد لشعبه؟ المسألة تتجاوز ذلك بكثير، هي حالة حب متبادل، فالتفاف الجميع مصدر قوة هذا الوطن وتقدمه وازدهاره، كما قال سموه في خطابه.

* ثالثاً، هل سمعت مرة أخرى عن رئيس يتحدث عن المقيمين على أرض بلاده بكل هذا التقدير؟ بغض النظر عن العرق والدين واللون وكل ما يفرق بين البشر، ولكنها الإمارات التي عودتنا على ذلك دائماً، وهو الشيخ محمد بن زايد الذي يؤمن بأننا جميعا شركاء، بغض النظر عن أي شيء، في مواصلة مسيرة الإمارات ونجاحها.

 في تفاصيل خطاب سموه العديد من النقاط التي يجب أن نفكر فيها بهدوء وروية، على رأسها أن سيادة الإمارات وأمنها واستقرارها خط أحمر، لا يمكن التهاون فيه، وهو نهج عودنا عليه سموه خلال سنوات طويلة حتى قبل ولايته للعهد، فلا تنمية من دون أمن، وعلى رأسها أيضاً، تلك اليد الممدودة بالتعاون والسلام والخير لجميع الشعوب، فالإمارات دولة بناء وعمل وإنجازات، تبحث عن مكانة مرموقة في الصف الأول من بلدان العالم، وهنا يأتي دور الاقتصاد وأهمية تنويع مصادر الدخل القومي.

حققت الإمارات كل هذا النجاح نتيجة لعمل جاد ودؤوب، شارك فيه الجميع انطلاقاً من مفهوم الكل في واحد: القادة والمواطنون والمقيمون، وهو المفهوم الذي جعلنا رقماً صعباً في كافة المجالات حتى صار اسم الإمارات في قواميس السياسة الدولية مرادفاً للنجاح.

 إذا دققنا النظر قليلاً في مفاصل خطاب سموه، وتلك المعادلة التي توازن بدقة بين مختلف مكونات بلدنا، سندرك أن الغاية هي الوطن، وأن لا همّ للجميع إلا رفعة هذا الاسم الخلاب الذي يثير فينا مختلف العواطف الجياشة، الإمارات.

 في حضرة الشيخ محمد بن زايد، نحن نستمع إلى خطاب موجه إلى الجميع، ولكن هناك خصوصية ما لكل واحد منا، هو يتحدث إليّ وإليك، ونشعر جميعاً بأننا في مجلسه: المواطن في القلب، والمقيم في العقل، والوطن يسكن أرواحنا جميعاً. فهل قرأت أو سمعت عن حالة مثل هذه في أي بلد في العالم؟.

 نعم سيدي الشيخ محمد بن زايد أنت فخور بنا، لكننا أيضاً محظوظون بك أباً وأخاً وقائداً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"