الأفكار غير المبتكرة

ربما تظن أن الأفكار المبتكرة كفيلة وحدها بجعلك مبدعاً، لكن الحقيقة أنه حتى الأفكار غير المبتكرة يمكن أن تجعلك مبدعاً؛ حيث بوسعك أن تقدم شيئاً سبقك إليه أحدهم على سبيل المثال، كأن تصنع متجراً إلكترونياً لبيع مستلزمات العناية بالقطط، وهي فكرة ليست بجديدة، لكن إن أضفت إليها تعديلات وجئت بشيء جديد، فإن هذا كفيل بجعلها فكرة مبتكرة، كأن تقدم خدمة منزلية متخصصة بالعناية بالقطط الأليفة ونظافتها.
كثير من الناس يظنون أن من أتى بفكرة سبقه إليها شخص آخر، فهذا يعني أن فكرته رديئة ولا تستحق التنفيذ، وهذا خطأ، فأحياناً يمكن أن تكون الأفكار غير المبتكرة أفضل بكثير لأن الناس اعتادوا عليها، فأنت تقدم شيئاً مألوفاً للناس، لكن بقالب جديد.
ويعتقد معظم الناس أن أهم شيء في الإبداع هو الفكرة المبتكرة، وصحيح أن الابتكار جزء لا يتجزأ من الإبداع، لكنه لا يكفي وحده، فلا فائدة من شيء مبتكر لا فائدة منه، أي لا يهم الناس ولا يمكنهم الاستفادة منه، كأن تصنع مشروباً غازياً مع إضافة البهارات أو الملح إليه بدلاً من السكر، بالتالي لن يرغب الناس في تجربته لأنه منتج غير مألوف بالنسبة لهم.
عند كتابة قصة أو رسم لوحة، فإن الابتكار هو كل ما يهمنا، لهذا يعتقد الكثيرون بأن الابتكار هو أهم عناصر الإبداع على الإطلاق، لكن علينا أن ندرك أمراً في غاية الأهمية، وهو أن كون الشيء ذا فائدة مهمة كابتكاره، فالفائدة هي ما يهمنا عندما نخطط لتأسيس شركة، أو حل مشكلة لها علاقة بالإبداع، أو ابتكار منتج جديد، ففي هذه المجالات، لن يُقدم أحد على شراء ما تقدمه أو التعامل مع شركتك ما لم يحقق له ذلك فائدة يرنو إليها.
إذاً فالأفكار غير المبتكرة مألوفة للناس مما يجعلها مناسبة للتأثير فيهم، خصوصاً إذا أضفنا إليها أشياء جديدة، على ألاّ تكون أشياء غريبة لم يعتد الناس عليها، أو أشياء لا تحقق فائدة ولا تضيف قيمة لحياتهم.
هذا لا يعني أن نتوقف عن التفكير في أبتكار أشياء جديدة، بل أن نجعل الابتكار جزءاً من تفكيرنا الدائم، لكن أحياناً قد يستغرقنا التفكير في أمور جديدة ومبتكرة الوقت الطويل لذلك تطوير فكرة موجودة قد يكون أفضل الطرق للبدء والعمل لحين ابتكار فكرة أو مشروع جديد.
وأخيراً ليس المهم أن تأتي بفكرة غريبة لم يسبقك إليها أحد، المهم أن تكون فكرتك تحل مشكلة ما أو تحقق فائدة مرجوة.
[email protected]