عادي

بول كروغمان: انتهاء أسوأ فترات التضخم حقيقة أم تمنٍّ

19:33 مساء
قراءة دقيقتين
1

دبي: خنساء الزبير

تجرعت الأسواق الأمريكية مرارة تقرير التضخم لشهر يونيو الذي صدر هذا الأسبوع، لكن هناك دلائل على أنها تراهن على أن الأسوأ قد انتهى، ويقول الخبير الاقتصادي بول كروغمان إن هذه النظرية ليست محض أمنيات، لكنها حقيقة يدعمها سببان رئيسيان.

وبالفعل يرى العديد من المراقبين أن التضخم قد بلغ ذروته في مايو عندما سجلت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين نسبة 8.6%، وعلى الرغم من هذا تظهر الأسواق الآن إشارات بأنها تعتقد هذا أيضاً بعد تقرير يونيو الذي أظهر ارتفاع الأسعار بنسبة 9.1%؛ وفي مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز أشار كروغمان، إلى التفاؤل الواضح في عائدات السندات الحكومية الأمريكية وتحديداً الأوراق المالية المحمية من التضخم، والتي تظهر إشارات على أن المستثمرين يتوقعون انخفاض التضخم.

ويقول إن الأسواق تبحث على الأرجح في الكثير من البيانات التي لم ترد في التقارير الرسمية حتى الآن كالأرقام المتعلقة بتكاليف الطاقة والإسكان، والتي يبدو أن كلاهما ينخفض. علاوة على ذلك تتراجع أيضاً أشياء مثل تكاليف الشحن المرتفعة وعقبات سلسلة التوريد؛ وبصرف النظر عن هذه العوامل يرى أن هناك سببين واضحين يدفعان المستثمرين إلى توقع تحسن صورة التضخم في المدى القريب وما بعده:

أولاً، لم تتصاعد الأجور بالطريقة التي كان كثيرون يخشون حدوثها؛ حيث يعد تضخم الأجور من بين أصعب أنواع التضخم، لكنه ليس خارج نطاق السيطرة في هذه الحالة؛ وفي هذا الشأن كتب كروغمان: «معدل النمو في متوسط الأجور كان يتباطأ بالفعل من حوالي 6% في بداية هذا العام إلى حوالي 4% الآن، ولا يزال هذا مرتفعاً إلى حد ما بحيث لا يتوافق مع هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم بنسبة 2%، لكن ليس بالكثير».

ثانياً، يرى الخبير الاقتصادي بأن من السابق لأوانه لمس آثار زيادات سعر الفائدة الفيدرالية في التضخم، وأنه لا يمكن لأحد أن يتوقع أي تأثير في الأشهر الثلاثة منذ أن شرع البنك المركزي في دورة رفع أسعار الفائدة، ويقول: «هذا هو، إذا كان تغيير بنك الاحتياطي الفيدرالي في السياسة سيؤدي إلى انخفاض التضخم فسيحدث كل هذا في المستقبل. تعتقد الأسواق، وأنا أيضاً، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتوي التضخم، لكن تقرير أسعار المستهلك لشهر يونيو لا يخبر بشيء بطريقة أو بأخرى حول ما إذا كنا على صواب. إنه وقت مبكر للغاية».

وكان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي قد صرحوا يوم الخميس بدعمهم لرفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى في اجتماع هذا الشهر، ما أدى إلى تهدئة بعض المخاوف من زيادة أكبر يعتقد التجار أنها مرجحة بعد صدور أرقام مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو.

ويقول كروغمان، إن ما يجب أن نخافه حالياً هو الخوف نفسه، أي أن يسمح بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن يتم التعرض له بالمضايقات لرفع أسعار الفائدة كثيراً فينتج ركود لا مبرر له.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"