عادي
الحمادي ل«الخليج»: محطات براكة أحد أنجح مشاريع الطاقة النووية في العالم

«الطاقة النووية» تحتفي بمرور 10 سنوات على بدء إنشاء أولى محطات براكة

19:38 مساء
قراءة 4 دقائق
المحطة الاولى من محطات براكة
أثناء عمليات تشييد المحطة الاولى
  • الاستثمار على نطاق واسع في الطاقة النووية وفرص تنافسية مميزة
  • المحطة الأولى تواصل إنتاج كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة
  • تسريع خفض البصمة الكربونية والوصول للحياد المناخي 2050

 

أبوظبي: عدنان نجم

احتفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها بمرور 10 سنوات على بدء تشييد أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، والتي جعلت من دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي التي تستخدم تكنولوجيا الطاقة النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.

واتبعت دولة الإمارات نهجاً استباقياً للتحديات التي تواجه العالم فيما يخص التغير المناخي وأمن الطاقة؛ حيث يتضمن هذا النهج الاستثمار على نطاق واسع في الطاقة النووية ومصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وذلك منذ أكثر من عقد من الزمان. وظهرت نتائج هذا النهج اليوم والتي تمثلت في دعم جهود الدولة الرامية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، إلى جانب توفير فرص تنافسية مميزة للشركات المحلية، من خلال الحصول على شهادات الطاقة الصديقة للبيئة، إلى جانب دعم مجالات البحث والتطوير والابتكار.

وتم إرساء عقد تطوير محطات براكة في ديسمبر/ كانون الأول 2009، وبعد ثلاث سنوات تقريباً وتحديداً في يوليو/ تموز 2012 بدأت أول الأعمال الإنشائية بصب أول خرسانة في موقع المحطة الأولى، ثم بدأ العمل في تطوير أولى محطات الطاقة النووية في العالم العربي، وفق المتطلبات الرقابية المحلية والمعايير العالمية؛ حيث توالت الإنجازات الرئيسية ومن بينها اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة في الأول من مايو/ أيار 2017، ليتم تتويج هذه الإنجازات في إبريل/ نيسان 2021 ببدء التشغيل التجاري وإنتاج كهرباء وفيرة وصديقة للبيئة للمنازل وقطاعات الأعمال على مدار الساعة، وذلك للمرة الأولى في دولة الإمارات والعالم العربي؛ حيث تسهم الكهرباء التي تنتجها المحطة الأولى إلى جانب المحطة الثانية في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، وذلك في إطار جهود الدولة المتواصلة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

المحطة الثالثة تبدأ الإنتاج خلال شهور

يذكر أن المحطتين الأولى والثانية في براكة تنتجان الكهرباء بشكل تجاري، بينما ستنضم إليهما المحطة الثالثة في الأشهر المقبلة، والتي ستضيف 1400 ميغاواط أخرى من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لشبكة كهرباء الدولة، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطة الرابعة إلى مراحلها النهائية.

الكفاءات الإماراتية

وقام الآلاف من الكفاءات الإماراتية بدور أساسي في تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي خلال العقد الماضي، والذين استفادوا من خبراتهم الكبيرة بقطاع النفط والغاز في تطوير محطات براكة، ولا سيما أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وضعت على رأس أولوياتها استقطاب وتطوير الكفاءات الإماراتية؛ لضمان تشغيل المحطات وفق المتطلبات الرقابية المحلية وأعلى المعايير العالمية، حيث حصل 51 منهم على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية بينهم 6 فتيات، بينما ينتظر المئات منهم الحصول على ترخيص الهيئة في الفترات المقبلة. وساهم ذلك في تعزيز المعارف والخبرات لدولة الإمارات في هذا القطاع المتقدم، وهو ما ستعم فوائده العديد من القطاعات الأخرى في السنوات المقبلة، مثل الطب والزراعة واستكشاف الفضاء.

أول مشروع عربي

وتعد محطات براكة أول مشروع للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي. كما تُعدّ محطات براكة ركيزة أساسية للتنمية المستدامة؛ حيث توفر وظائف مجزية وتحفز نمو القطاعات الصناعية المحلية، إلى جانب توفير فوائد بيئية كبيرة اليوم وعلى مدى الستين عاماً القادمة وما بعدها، من خلال تطوير مصدر آمن وموثوق للكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة، وتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة. وعند التشغيل الكامل ستحد محطات براكة الأربع سنوياً من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، التي تعدّ المسبب الرئيسي للتغير المناخي.

وعلى مدار السنوات العشر الماضية، التزمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بالركائز الأساسية لسياسة الدولة للطاقة النووية الخاصة بتطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والشفافية وعدم الانتشار. ونتيجة لذلك، وبعد مراجعات شاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، حصلت محطات براكة على تقدير دولي مميز جراء هذا الالتزام الذي سيبقى طوال عمر البرنامج النووي السلمي الإماراتي.

الإمارات نموذج للعالم

أكد محمد إبراهيم الحمادي العضوالمنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أن دولة الإمارات قدّمت نموذجاً جديداً للعالم في ما يخص تطوير مشروع جديد للطاقة النووية، حيث أصبحت محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي أحد أنجح مشاريع الطاقة النووية الجديدة في العالم من حيث إدارة المشروع والتكلفة، وهو ما يدل على أن الطاقة النووية يمكن أن توفر حلاً للتغير المناخي على المدى القريب.

وقال الحمادي، في تصريحات ل«الخليج» لمناسبة مرور 10 سنوات على بدء الأعمال الإنشائية في أولى محطات براكة: «يعدّ تطوير محطات براكة أبرز مثال على نهج أبوظبي القائم على البيانات والمعرفة، والأول من نوعه في العالم الذي يُدرج الطاقة النووية في شهادات الطاقة الصديقة للبيئة، بينما التزمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتوجيهات القيادة الرشيدة، والتحلي بدرجة عالية من المسؤولية عبر تطوير مصدرجديد للطاقة مع إدارته الشاملة من البداية إلى النهاية».

وأضاف الحمادي: «ساهمت محطات براكة منذ بدء الأعمال الإنشائية لأولى محطاتها في تنمية الكفاءات الإماراتية المتخصصة في هذا القطاع العلمي والتقني المتقدم، وأصبحت منصة للبحث والتطوير والابتكار، في إطار استراتيجية المؤسسة الرامية لاستكشاف المزيد من الفرص التي توفرها الطاقة النووية في مجالات تتعدى إنتاج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، إلى الجيل الجديد من المفاعلات ونماذج المفاعلات المصغرة، وتمهيد الطريق لمصادر جديدة للطاقة الصديقة للبيئة مثل الهيدروجين، ولا سيما أن دولة الإمارات أصبحت تمتلك ثروة بشرية علمية وفكرية متطورة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"