خطاب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي 13 يوليو2022، لم يكن مجرد خطاب، بل قيمة قيادية وإرساء لتقليد يتسم بالحكمة والحنكة وأصول الحكم. اتسم كخطاب بالهدوء والوضوح. حمل مجموعة من الرسائل، داخلياً للمواطنين والمقيمين على حد سواء، لأنهم يشكلون جسد الدولة ومكونها الاجتماعي، وخارجياً للمحيط العربي الذي نحن جزء لا يتجزأ منه، والمحيط الدولي ليس فقط لأننا جزء من تكوينه، بل كصناع قرار فيه.
الخطاب لامس القلوب والعقول والعيون، مضامينه كانت عميقة ومدروسة بشكل لافت، يدل على وعي بكل تفصيل، سواء زاوية التصوير أو المحيط المكاني ومدلولاته من مكونات ولوحات أو مقاعد أو أكواب أو نباتات، ما شكل رسالة أخرى توضح فكر القيادة دون كلمات، بل بتجسيد معطيات يستطيع المشاهد التقاطها وفهم مدلولاتها مباشرة تشي بنهج القيادة وبخصوصية المكون الوطني والإبداع الإماراتي.
الخطاب وضع خطة ونهجاً ومسيرة، ترسي قواعد وضعها الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد وسار على نهجها الشيخ خليفة، رحمهما الله، وأكد عليها صاحب السمو رئيس الدولة في تأكيد على قيم الدولة وبنيانها الذي قامت وتسير عليه.
الخطاب نطق بلغة القلب فلامس القلوب. رسم استراتيجية واضحة بلغة مع هدوئها كانت حازمة عازمة كلها إصرار على نهج واضح يضع الإنسان وسعادته في المقام الأول، يضع الوطن المتوحد نصب العين وخطاً لا رجعة فيه. تحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل. كان عطراً فحواه الإخلاص والوفاء للقيم الراسخة، مع عيون ترنو الى المستقبل بل تضع أسسه ومنهجه بوعي وبصيرة.
لم يكن مجرد خطاب، كان وثيقة قيم نبيلة من قائد يعي دوره، وقيمة وطنه وشعبه، يعي الآمال المعقودة عليه، يعرف مدى الدور المنوط به، يعي الثقة والمحبة اللتين تحملهما له القلوب.
خطاب إنساني سياسي استراتيجي بكل مدلولاته وكلماته، جاء من قلب قائد يعرف حجم وطنه وتطلعات شعبه، قائد تشرب من زايد وخليفة الحكمة والإصرار والعزيمة، وعمل مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تحقيق طفرة وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، وتشبع بقدرة التحدي لصناعة الفرق وتقديم المميز على المستوى العالمي بكل اقتدار.
لم يكن مجرد خطاب.. إنه محمد بن زايد.