عادي

معاصرو تطوير «براكة».. مشروع استراتيجي كبير

19:07 مساء
قراءة 4 دقائق
خلال الاحتفال بتشغيل المحطة الاولى
  • · علي المنصوري: شاركنا في تطوير مشروع عملاق منذ البداية
  • · أحمد الجزيري: كنا على ثقة بتحقيق الإنجاز والتميز أيضاً
  • · سلطان القحطاني: براكة قصة نجاح جديدة لكنها البداية فقط


أبوظبي: «الخليج»

لا يتسنى للمرء دائماً أن يشهد ولادة وإنجاز مشاريع استراتيجية كبرى، يراقبها وهي تنمو من مخطط على الورق ومساحات خالية ثم بدء تشكلها إلى حين الاكتمال والإنتاج. لكن في دولة الإمارات العربية المتحدة، كل مستحيل ممكن، وكل نادر يصبح عادياً جداً مع توالي الإنجازات الاستثنائية، حتى أصبحت سمة مميزة لدولة تمضي قدماً لحجز مكانة رفيعة على الخريطة العالمية.

أبرز مثال على ذلك، ما تحقق وفي فترة قياسية خلال تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وحجر الأساس فيه: محطات براكة للطاقة النووية السلمية.

ثلاث سنوات فقط تفصل بين صدور مرسوم تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية من قبل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وبدء صب أول خرسانة في موقع محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، إيذاناً ببدء الأعمال الإنشائية لبناء أولى محطات الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات والعالم العربي.

في الثامن عشر من يوليو/ تموز 2012، تحول موقع محطات براكة من مساحات خالية إلا من الرمال إلى خلية نحل، تختلط فيها مشاعر الفخر الوطني والمثابرة، مع بدء تطوير قطاع علمي وتكنولوجي متقدم في الدولة من نقطة البداية، ومع كل كتلة أسمنتية ترتفع، تعلو معها الآمال والطموحات والاستبشار.

يقول المهندس علي المنصوري الذي يشغل حالياً منصب رئيس قسم الأصول، في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: «كان أحد أيام شهر رمضان الفضيل، وعلى الرغم من ذلك وصلت فرق العمل الليل بالنهار، لإنجاز صب الخرسانة الرئيسية لمبنى المحطة الأولى في براكة، من دون إحساس بأي مشقة للصيام».

ويضيف: «أنا شاهد على كافة مراحل تطور مشروع محطات براكة، منذ كانت المحطة الأولى عبارة عن مخطط على الورق، إلى حين مرور أكثر من عام على تشغيلها بشكل تجاري، وإنتاج كميات ضخمة من الكهرباء الصديقة للبيئة. هو شعور لا يوصف أن يؤدي دوراً في تطوير مشروع عملاق مثل محطات براكة منذ البداية إلى حين تحقيق إنجاز يعد تاريخياً بكل المقاييس».

ويعود بالذاكرة قليلاً مملوءاً بمشاعر الفخر، لا سيما أنه من سكان منطقة الظفرة، ويقول: «كانت منطقة براكة معلماً للبدو الأوائل يستدلون بها على الطرق والأمكنة، والآن أصبحت معلماً من نوع جديد؛ حيث تحتضن محطات براكة للطاقة النووية التي أصبحت نموذجاً عالمياً، تسترشد به الدول الساعية لإطلاق برامج جديدة للطاقة النووية السلمية ووضع حلول جدية لظاهرة التغير المناخي».

وكان أحمد الجزيري، مدير المشاريع الاستراتيجية طويلة الأمد، في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، من بين المئات من الكفاءات الإماراتية التي شاركت في بدء الأعمال الإنشائية في أولى محطات براكة قبل أكثر من عقد من الزمن، ويقول في هذه المناسبة: «كانت الأجواء حماسية على نحو لا يوصف، مشاعر مختلطة انتابتنا ونحن نبدأ مسيرة جديدة تماماً في الدولة، تتمثل في تطوير مشروع غير مسبوق في العالم العربي ككل، لكن في داخلنا ثقة كبيرة بأننا على قدر رهان القيادة الرشيدة وإننا سننجز ونتميز أيضاً».

ويواصل: «مع كل إنجاز يتحقق أمام أعيننا في المحطة الأولى في براكة سواء على صعيد العمليات الإنشائية أو الاختبارات الرئيسية، كان الدافع لمواصلة العمل وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالجودة والسلامة يكبر فينا وحلم اكتمال المحطة يقترب أكثر، حتى وصلنا إلى لحظة التشغيل التجاري للمحطة وتوفير مصدر استراتيجي للطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية. نعم أنجزنا وشغلنا أول محطة للطاقة النووية في تاريخ دولتنا والعالم العربي.. إنها لحظة فخر لا توصف».

من بين أهم ميزات رحلة تطوير أولى محطات براكة كان ذلك التناغم بين فرق العمل التي تنتمي لأكثر من 50 جنسية؛ حيث عملت الكفاءات الإماراتية جنباً إلى جنب مع خبرات من مختلف أنحاء العالم، حسب ما يرى سلطان القحطاني، رئيس فريق برامج دعم الصيانة، في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

ويقول: «بالطبع لم يكن أمراً جديداً علينا العمل مع مختلف الخبراء في قطاع الطاقة النووية، ولا سيما أنه منذ بداية تطوير محطات براكة، أتممنا برامج تدريبية متقدمة داخل الدولة وخارجها، لكن ما كان مثار إعجاب هو سهولة التواصل وتبادل المعارف والخبرات بين فرق العمل خلال كافة مراحل تطوير المحطة الأولى في براكة من التشييد وحتى التشغيل. الكل كان يعمل تحت إحساس كبير بالمسؤولية... مسؤولية إنجاز مشروع ريادي هو الأول من نوعه في الدولة والمنطقة».

ويضيف: «فخر لا يضاهى، أن نشارك في كتابة صفحة جديدة من تاريخ دولتنا، ننظر إلى المحطة الأولى الآن وهي توفر كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة وتحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية، وتسهم في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، فيتجدد الوعد في داخلنا بأن هذه المسيرة لم تشارف على الانتهاء... لأنها البداية فقط».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"