عادي

دعم الامارات يعيد جامع النوري والمئذنة الحدباء للحياة في الموصل

20:14 مساء
قراءة 3 دقائق
RRNC Exterior shots10
RRNC Exterior shots8
Renderings Al Nouri_Page_05
RRNC Exterior shots3
RRNC Exterior shots14
RRNC Exterior shots13

* 5 أعوام بعد التحرير... أبرز معالم الموصل تعود إلى الحياة

* الإمارات تخصص 50.4 مليون دولار ل«إحياء روح الموصل»

اليوم، وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتحرير الموصل من نير التطرف العنيف، تعرض اليونيسكو مع شريكتها الرئيسية الإمارات العربية المتحدة صور تصاميم جامع النوري والمئذنة الحدباء اللذين يُعاد بناؤهما حالياً كما كانا في سابق عهدهما.

أطلقت اليونيسكو في عام 2018 مبادرة رائدة بعنوان إحياء روح الموصل، وكانت الإمارات العربية المتحدة أول ممول وشريك لهذه المبادرة، حيث خصصت لها 50.4 مليون دولار أمريكي.

بعد إنجاز الأعمال التحضيرية المكثفة التي شملت التوثيق وإزالة الألغام، وتنظيف الموقع وإخلاءه من الأنقاض مع تنظيف الأحجار ذات القيمة التاريخية وتخزينها من أجل إعادة استخدامها، وتدعيم البنية وإجراء دراسات استقصائية والتشاور مع الجمهور، ودراسة الميدان واختبارات التربة، وإجراء تنقيبات أثرية، وإعداد تصاميم تنفيذية، يجري العمل الآن على إعادة بناء المعالم البارزة في المدينة القديمة.

وتنشر اليونيسكو والإمارات العربية المتحدة صور تصاميم جامع النوري والمئذنة الحدباء، كما سيبدوان في عام 2024 بعد استكمال أعمال إعادة البناء، حيث سيُعاد المصلَّى والمئذنة إلى سابق عهدهما لتقام فيهما الصلوات ويكونان معلمَين بارزَين بالنسبة إلى مجمل سكان المدينة، وستُدخَل تحسينات على المباني الوظيفية لكي تلبي احتياجات السلطات الدينية والمؤمنين.

إعادة بناء المعالم البارزة

أعدَّت صور التصاميم شركة «إي دي دي للعمارة» التي فازت بالمسابقة المعمارية الدولية التي أُجريت بالشراكة مع جامعة الموصل بغرض اختيار تصميم لإعادة بناء جامع النوري. وجاءت التصاميم نتيجة مشاورة موسعة مع أهل الموصل والجهات المعنية المحلية والوطنية، ضمَّت مسؤولين حكوميين وأساتذة جامعيين ومؤرخين ومفكرين، وقد توزَّع العمل على ثلاث مراحل: الأولى إجراء دراسة استقصائية وحلقات عمل تشاورية في بداية المشروع؛ والثانية، إعداد صور التصاميم الأولية وعرضها للمناقشة في عام 2021؛ والمرحلة الثالثة إعداد صور التصاميم النهائية التي تضمُّ التعديلات المطلوب إجراؤها.

ويظهر في هذه الصور أنَّه سيعاد بناء الجامع والمئذنة باستخدام أكبر قدر ممكن من المواد التقليدية، وبإعادة استخدام العناصر التراثية التي عُثر عليها في الأنقاض.

ويتضمن التصميم أيضاً الاكتشاف الأثريّ الذي أماط اللثام، في مطلع العام 2022، عن قاعة الصلاة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر: سيدخل الزوار إلى أطلال القاعة من مدخل خارجيّ لا يعكر صفو الشعائر الدينية داخل الجامع.

معرض لأهالي الموصل

افتتحت اليونيسكو، معرضاً في الهواء الطلق لتجسيد الإنجازات التي حققتها مبادرتها «إحياء روح الموصل»، والتي تتمثّل في إعادة إعمار معالم التراث، وإعادة إعمار منازل سكنية أثرية، وإنعاش الحياة الثقافية، والنهوض بقطاع التعليم. ويقدّم هذا المعرض فرصة لتبادل المعلومات عمّا أحرزه جميع أهالي الموصل من تقدّم نحو إعادة إعمار تراثهم، والاحتفاء بهذا الإنجاز العظيم.

سيستمر المعرض في رحاب مجمع جامع النوري حتى شهر أيلول/ سبتمبر، ثم سيُنقل إلى حرم جامعة الموصل، وسيُقام في جملة من المناطق الأخرى أيضاً.

«إحياء روح الموصل»

تُعتبر مبادرة «إحياء روح الموصل»، التي استهلتها المديرة العامة لليونيسكو، أودري أزولاي، في عام 2018، أكثر حملات إعادة الإعمار طموحاً بتاريخ المنظمة في العقود الأخيرة، وتقوم هذه المبادرة على ثلاث ركائز أساسية، هي: التراث والحياة الثقافية والتربية والتعليم، باعتبارها محرّكات أساسية لتحقيق التعافي في الموصل.

تضطلع اليونيسكو بإعادة إعمار معالم بارزة تكتنز رمزية خاصة، ألا وهي: جامع النوري والمئذنة الحدباء وكنيستا الساعة والطاهرة، فضلاً عن مجموعة مؤلفة من 124 منزلاً تاريخياً ومدرسة الإخلاص، من خلال تعبئة الموظفين المحليين وما بجعبتهم من معارف وخبرات عمليّة.

وتُعنى وكالة الأمم المتحدة بإنعاش الحياة الثقافية من خلال دعم طيف من الأنشطة المتنوعة، مثل تأسيس قسم للأفلام في جامعة الموصل وتنظيم جملة من المهرجانات. وللتربية والتعليم حصة في الجهود التي تبذلها اليونيسكو، وذلك من خلال برنامج رئيس يُعنى بدرء التطرف.

وجرى بالفعل جمع أكثر من 105 ملايين دولار أمريكي بفضل دعم الشركاء الدوليين البالغ عددهم 15 شريكاً، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"