عادي

العاشق القاتل

23:18 مساء
قراءة 3 دقائق
كتب: أمير السني
سمع حارس البناية، صوت جرس الباب، وخرج ليجد أحد السكان، فأخبره بأنه شمّ رائحة كريهة تنبعث من مكان ما في الطابق الذي يسكن فيه، واستفسر عن احتمال وجود انسداد مجاري الصرف الصحي، ولكن حارس البناية نفى ذلك. فطلب منه الذهاب معه لاكتشاف مصدر الرائحة، فذهبا إلى الطابق السابع، وتجولا داخل الممر، وحينما اقتربا من إحدى الشقق القريبة من شقة صاحب الشكوى، ازدادت الرائحة، فسأل الحارس عن صاحب الشقة التي تنبعث منها الرائحة، فأخبره أن صاحبة الشقة فتاة تسكن وحدها، فطلب منه أن يطرق بابها، فطرق الباب أكثر من مرة، ولكن لم يجب أحد، وظنا أن صاحبة الشقة سافرت، وتركت طعاماً ففسد، ونتجت عنه الرائحة الكريهة. فذهب حارس البناية إلى غرفته وعاد بنسخة احتياطية ففتح الباب، ولما دخل كانت الرائحة قوية جداً تنبعث من غرفة النوم، فدخل ومعه الساكن في البناية إلى الغرفة بحذر، واكتشفا أن الفتاة مقتولة، ومغطّاة بكثير من الأغطية.
اتصل حارس البناية على الفور بالشرطة التي حضرت إلى المكان، وبدأت إجراءات التحقيق، وحضر فريق المختبر الجنائي لجمع الأدلة، ورفع البصمات، وأرسل العيّنات التي أُخذت من الشقة، ومن جسد الضحية إلى المختبر الجنائي.
وجاءت النتيجة أن الضحية تعرضت للاختناق، ولم يعثر على أداة الجريمة، وجرى تحقيق مع حارس البناية والساكن، وفتّش جوّال الضحية، للتعرف إلى الذين اتصلوا بها قبل الحادثة، ومدى صلتهم بها.
وحدد فريق التحري 3 أرقام موجودة داخل الجوّال، وهي آخر الأرقام التي اتصلت بها، وبسؤال حارس البناية وهو صاحب آخر رقم، قال إنه اتصل بها بعد أن شم الرائحة الكريهة، ولكنها لم ترد، واستدعي صاحب الرقم الثاني، وبسؤاله عن علاقته بالضحية، قال إنه تربطه صداقة بها، ولكنه انفصل عنها منذ سنة ونصف السنة، بسبب المشاكل الكثيرة بينهما، ومع ذلك ظل يزورها من حين إلى آخر، وقال إنه كان في أحد المراكز التجارية ليلة وقوع الجريمة.
واستدعيت صاحبة الرقم الثالث، وهي فتاة في عمر الضحية، وحينما أخبروها بالحادث أصيبت بصدمة كبيرة وانهارت باكية، وأخبرتهم بأنها صديقتها وهي على تواصل معها، وقد غابت عنها 3 أيام فقط، واتصلت للاطمئنان عليها، ولكن الضحية لم تردّ، وظنت أنها خارج المنزل، وقررت أن تذهب إليها نهاية الأسبوع للخروج معاً، فهما عادة تخرجان نهاية الأسبوع، فسألها فريق التحقيق عن مدى معرفتها بصديق الضحية، وأخبرتهم بأن هنالك مشاكل مستمرة بينهما، ولكنه لم ينقطع عن زيارتها.
وبالتحقيق مع سكان البناية قال أحدهم، إنه يسكن في الطابق الذي تسكن فيه الضحية، وفي يوم الحادث أثناء خروجه من الشقة، ليرمي القمامة مر بقرب شقة الضحية، ووجد الباب مفتوحاً وسمع صوت مشاجرة، ولكنه لم يكترث بالموضوع وعاد إلى شقته.
وبالتحقق من كاميرا البناية، تبين أن صديق الضحية دخل الشقة، ومكث فيها نحو 5 ساعات، وخرج منها مسرعاً بصورة تدعو للشك. فاستدعي مرة أخرى. وبعد مواجهته بالأدلة اعترف بارتكابه الجريمة، وقال إن الضحية أغضبته بعد مشادّة كلامية بينهما، فخنقها بقطعة قماش كانت موجودة على السرير، وبعد الانتهاء من ارتكاب جريمته، حرص على ألا يكتشف أمره، فمسح بصماته، وخرج من الشقة وأغلق الباب خلفه، دون أن يلمس شيئاً.
وبعد اكتمال التحقيق، حوّل المتهم إلى المحكمة التي قضت بالإعدام في مواجهته، ودفع الدية لأولياء الدم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"